دائما الأشياء التى لها جذور تبقى وتصمد وتستمر عبر الأزمنة المختلفة, أما الأمور التى بلا أصول ثابتة راسخة... تختفى وتتلاشى بمرور الوقت . وأكبر دليل على ذلك عشرة العمر التى تنمو وتبقى طوال سنوات مديدة بيننا سواء كانت عشرة العمر مرتبطة بالصداقة أو الزواج أو حتى الزمالة, وكلما كانت هناك جذور قوية لهذه العلاقات الإنسانية, كلما كان اختقاؤها من حياتنا وضياعها صعبا وعسيرا. ومع أول يوم رمضان تظهر الأصالة وعشرة العمر المتينة لدي المصريين متمثلة فى كثير من عاداتهم وتقاليدهم التى طالما مارسوها خلال هذا الشهر الكريم, واعتادوا عليها ونشأت بينهم وبينها عشرة عمر . ومن أهم هذه العادات استدعاء الأغانى التراثية المرتبطة بشهر رمضان وأهمها وأشهرها، أغنية وحوى ياوحوى ..إياحة هذه الأغنية التى مر عليها أكثر من خمسين عاما لكنها لا تزال عالقة فى الأذهان ويتم استدعاؤها مع بداية كل شهر كريم, ليرددها الكبار قبل الأطفال, ورغم أن كلمات الأغنية تعود لأصول فرعونية هيروغلوفية, وتعنى أهلا بالقمر حيث كان الفراعنة يتغنون بها ترحيبا بإحدى ملكات الفراعنة تقديرا لجهودها فى خدمة البلاد إلا أن الأغنية ترجمت للغتنا الجميلة وانتقلت من الفراعنة للمصريين فى العصر الحديث, ليتغنوا بنفس الكلمات لكن بلغة أخرى ترحيبا بقمر رمضان, أو لنقل بهلال رمضان وهكذا أصبحت وحوي إياحة، أو أهلاً يا قمر، تعويذة المصريين وشعارهم لاستقبال كل قمر يحبونه.. رمضان كريم عليكم .