للثقافه المصريه خصوصيتها الباهره و الآسره في نفس الوقت التى تميزها عن باقي الثقافات،، فمع أقتراب كل مناسبه تجد المصريين يتفننون و يبدعون لتصبح لها نكهه خاصه و شهر رمضان تشعر به في مصر مختلف عن باقي العالم العربي،، الشوارع و البيوت تتزين، والمطاعم والقهاوي يكون لها طابع خاص جدا مختوم بختم المصريين. أعتدنا على أستقبال شهر رمضان المعظم بعشرات الأغاني الجميلة الموحيه و المعبره و التي تبعث البهجه في النفوس من الصغير للكبير، ومن اشهرها أغنيه تسحرنا جميعا"وحوي يا وحوي، إياحه" و هي من كلمات حسين حلمي المانستيرلي و ألحان أحمد الشريف و غناء أحمد عبد القادر. رغم أستمتاعنا بالأغنيه التي أصبح الكل يعتبرها علامه مميزة للشهر الكريم،،فقد حاولت أن افهم معنى (وحوي يا وحوي إياحه) كمحاوله مني لفك رموز ثقافة شعبنا المصري العظيم، و كان من المنطقي أن أبدأ بالبحث في القواميس و المعاجم العربيه عن معنى كلمتي وحوي..إياحه، فلم تسعفني المعاجم بشئ فأنطلقت إلى تراثنا الخالد (التاريخ). أوصلني البحث إلى الملكة العظيمه(إياح حتب) أو (إياحه) كأسم الدلع المشهور في مصر، فتتبعت أخبار تلك السيدة العظيمة و لها قصة طويلة لا تسع المساحه لذكرها و لكني سأسردها لك عزيزي القارئ في إيجاز. في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد كانت الدوله الفرعونيه الوسطى و قد تفككت و أحتلها الهكسوس و كانت (إياح حتب) زوجة ملك البلاد تاعا الثاني و التي حرضت زوجها على رفع راية العصيان في وجه الغزاه و لكنه مات، ثم أنطلقت بعده لأبنها الأكبر ليستكمل مشوار أبيه و لكنه مات أيضا، و لم تهدأ عزيمة إياح حتب فدفعت بإبنها الثاني "أحمس" الذي نجح فيما فشل فيه أبوة و أخوة و أنتصر و طرد الهكسوس و حقق الأستقلال. إن إياح، معناها، «قمر».. وحتب معناها، «الزمان»، وبالتالي فالسيدة اسمها «قمر الزمان»، أما كلمة وحوي الفرعونية فمعناها: مرحباً أو أهلاً.وهكذا وتقديراً للتضحيات وللدور البطولي ل«إياحة» خرج المصريون حاملين المشاعل والمصابيح وهم يهتفون لها: وحوي إياحة أي: مرحباً يا قمر، أو أهلاً يا قمر.وهكذا أصبحت وحوي إياحة، أو أهلاً يا قمر، تعويذة المصريين وشعارهم لاستقبال كل قمر يحبونه وعلي رأسها: قمر رمضان.وكل سنة وأنتم جميعاً بكل خير. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد