مشهد خروج الأطفال بعد الفطور حاملين الفوانيس مرددين أغنية "وحوي يا وحوي"، كان وما زال جزءا لا يتجزأ من شهر رمضان الفضيل، لكنها ظاهرة تلاشت في أيامنا هذه، على الرغم من أن هناك الكثيرين يحملون ذكراها في الأذهان، ولكن إن كنت أحد هؤلاء الأطفال، فهل سألت نفسك يوما عن معنى كلمة "وحوي يا وحوي.. إياحا". تبدأ القصة قبل 3700 سنة، عندما غزا الهكسوس مصر، احتلوا الشمال والشرق، وتحصّن ملوك مصر بالجنوب، واستمر الذل حتى ظهرت "إياح حتب" زوجة الملك "سقنن رع" وراحت تحثه على الجهاد. ولما أرسل له ملك الهكسوس يطلب إسكات أفراس النهر التي تزعجه في منامه، رد عليه المصريون بإعلان الحرب، فقادت إياح حتب الجيش، ولما استشهد زوجها، جهزت ابنها كامس، فلما استشهد، أعدت ابنها أحمس. وبعد سنوات من القتال، هُزم الهكسوس على يد أحمس وأمه "إياح"، وطادرتهم "إياح" حتى فلسطين. وعند عودة "إياح" خرج الشعب المصري حاملا المشاعل في استقبال السيدة التي قدمت زوجها وابنها البكر فداء للوطن، ولم تكن لتبخل بابنها الثاني، وعلا الهتاف للملكة: وحوي وحوي "إياح"، أي أهلا يا قمر. وأصل اسم "إياح" في الهيروغليفية يعني القمر، ومع الوقت أصبحت "وحوي يا وحوي إياح " تغنى عندما يظهر القمر، تحية له. وبعد دخول الفاطميين إلى مصر وانتشار ظاهرة الفوانيس أصبحت الأغنية مرتبطة باستقبال هلال شهر رمضان فقط، بعد أن ظلت أزمنة مديدة مرتبطة بكل الشهور القمرية. وللملحن الكبير عمار الشريعى تفسير لمعنى "وحوى يا وحوى"، حيث ردها إلى أصولها في اللغة العربية وهو (أحوى أو أمتلك)، وأكد أن أصل الأغنية كان: أحوى يا أحوى إياها، بمعنى امتلكها، ويقصد بها "بنت السلطان".