مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرتقبة إلى إيران 7 أبريل الجاري، خرج العديد من المسؤولين الإيرانيين ليعبروا عن رفضهم لهذه الزيارة، خاصة مع اتهام أردوغان لطهران بمحاولة الهيمنة على الشرق الأوسط. كان الرئيس التركي، قال إن محاولات إيران تزعج أنقرة والسعودية ودول الخليج العربي، وفقا لما نشرته وكالة "رويترز". وتنوعت أسباب رفض الزيارة، فمنها ما تعلق بدعم تركيا للتيارات الإرهابية في المنطقة، ومنها ما تعلق بدعم تركيا للمخططات الأمريكية الصهيونية في المنطقة، ومنها ما يتعلق بتأييد تركيا لعملية "عاصفة الحزم" في اليمن، ونعرض أبرز تصريحات المسؤولين الإيرانيين الرافضين لهذه الزيارة المرتقبة. دعا النائب الإيراني وعضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام حسين مظفر، وزارة الخارجية الإيرانية بعدم السماح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة طهران ما لم يعتذر عن تصريحاته السلبية التي أطلقها أخيرا تجاه إيران ودورها في المنطقة. وفي تصريح أدلى به لوكالة "أنباء فارس"، أشار مظفر إلى محاولات تركيا للتغطية على سياساتها التي وصفها ب"المخزية" وقال "على وزارة الخارجية عدم السماح لأردوغان بزيارة طهران قبل الاعتذار من مواقفه المناهضة لأيران". وأضاف مظفر، "دول مثل تركيا التي لم تتمكن من الوصول إلى أهدافها تسعى للهرب إلى الأمام واتهام طهران بالتقصير، في حين أن الجمهورية الإسلامية في إيران لم تتدخل في شؤون أي دولة وهي مناصرة على الدوام لحرية الشعوب". وأشار عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، إلى ممارسات تركيا في سوريا وتطرف السعودية في اليمن والبحرين وسوريا، مضيفا أن مواكبتهما لأمريكا ليست خافية على أحد. وأكد أن تركيا ومن أجل التغطية على سياساتها "المخزية" توجه الاتهام لإيران، لذا فإنه على وزارة الخارجية التعامل بحزم أكبر وألا تسمح لأردوغان بزيارة طهران قبل اعتذاره. من جانبه، أكد رئيس هيئة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، أن السياسات التركية لا تسير في الاتجاه الصحيح، داعيا الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى ضرورة إلغاء زيارته المرتقبة لإيران. ووفقا لوكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية، جاءت تلك التصريحات على هامش حديث صحفي عقد صباح اليوم، حين وصف بروجردي، السياسات التركية في الفترات الأخيرة ب"الفاشلة"، مؤكدًا أن تركيا ستخسر في سعيها لتغيير النظام السوري، كما نفى الشائعات التي روجها الرئيس التركي بشأن محاولة إيران الهيمنة على دول المنطقة، بحسب تصريحاته. أشار المدير التنفيذي لصحيفة "كيهان" الإيرانية التابعة للمرشد الإيراني حسين شريعتمداري، إلى تصريحات الرئيس التركي الأخيرة، ومعاونته للسياسات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، قائلا: "في هذه الظروف تعد زيارة أردوغان إلى إيران إهانة للشعب، وخيانة للمقاومة، وننتظر من مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية إلغاء زيارته كأقل إجراء". وأضاف شريعتمداري لوكالة أنباء "فارس"، "لا يجب أن يسجل الموقف الوضيع لأردوغان ضد إيران في حسابه، لأنه لم يتعلم من حديث المرحوم رئيس الوزراء التركي الأسبق، نجم الدين أربكان"، موضحًا أن الشعب التركي ينتظر العنب من أردوغان، إلا أن الشعب الإسرائيلي صنع من هذا العنب خمور، بحسب وصفه. وأوضح شريعتمداري، أن تصريحات أردوغان ضد إيران في مستهل زيارته لها تدل على شيء واحد، وهو أنه لا يحترم الدولة ولا يحترم الشعب الإيراني. أكد نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني منصور حقيقت بور، أنه يجب على أردوغان القول إنه مخطئ، ليتمكن من زيارة إيران. ووفقاً لموقع "بارسينة" الإيراني، يعتقد منصور أنه لا يمكن السماح ل"أردوغان" بزيارة طهران في الظروف الحالية، وأنه يجب عليه تعديل تصريحاته الأخيرة ووقف الصراخ والهلوسة، حد وصفه. وأضاف نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، أنه لدى أردوغان وهم إعادة جغرافية الإمبراطورية العثمانية، وأنه يفتكر أن بإمكانه أن يحل محل السلاطين العثمانيين ويصبح ملكا مقتدرا. ووصف أردوغان بأنه رجب باشا، وقال إن الرئيس التركي هو شريك في قتل أكثر من 130 ألف سوري، واليوم يصرخ في الشأن اليمني. وأكد حقيقت بور، أنه ينبغي على أردوغان أن يعرف من يدعمه ويضخم دوره اليوم، هو الجهة نفسها التي قضت على الإمبراطورية العثمانية، زاعما أنه يجب على الرئيس التركي أن يعتذر من شعوب المنطقة، ويعوض الجرائم التي حدثت في شمال العراق والفشل في مصر، ويوقف أعماله الخاطئة من أجل عدم تشويه سمعة الشعب التركي أكثر من هذا، وقال إن الأحداث في المنطقة لا تظهر عزم الرئيس التركي للقيام بذلك. واختتم نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، قائلا "قلوب شعوب المنطقة هي متأثرة بأفكار الخميني، قائد الثورة الإيرانية السابق، وأن أردوغان نفسه أيضا متأثر من الخميني بشكل كبير".