بعد أن لمع نجم لاعبى الكرة والرياضيين ونالوا الكثير من النجومية داخل المستطيل الأخضر والصالات المغطاة وحصدوا من المال والشهرة مالم يجنه غيرهم من باقى فئات المجتمع، وخوفا من أن يخفت هذا النجم وتغيب عنهم الأضواء عقب اعتزالهم لجأوا إلى الدخول فى معترك السياسة واللعب مع الكبار لعل وعسى تبقى شهرتهم وتزداد خزائنهم بالمال من خلال المكاسب التى سيجنونها من وراء عضويتهم فى البرلمان والتمتع بحصانته الموقرة، حتى تحولت هذه التجربة إلى ظاهرة فى الوسط الرياضى معتمدين على رهان الشعبية الجارفة لهم بين الجماهيرالتى طالما هتفت لهم فى المدرجات سنوات طوال، لاسيما بعد نجاح التجربة من قبل خاصة مع أحمد شوبير وسمير زاهر ومحمود الشامي، فضلا عن العامرى فاروق وزير الرياضة الأسبق. وبمجرد أن أعلن المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية أن انتخابات مجلس الشعب سيتم إجراؤها فى شهر مارس المقبل 2015 شمر الرياضيون ونجوم الكرة عن سواعدهم معلنين التحدى وخوض المعركة الانتخابية والصراع على كراسى البرلمان والتمتع بالحصانة والوجاهة.. "النهار" تفتح ملف تحول لاعبى الكرة إلى أعضاء تحت قبة سيد قراره من كل الزوايا والرؤى، والتعرف على الرياضيين الجدد الذين سيخوضون هذه التجربة.. بدأ الصقر أحمد حسن كابتن المنتخب ولاعب الأهلى والزمالك السابق ومدير الكرة بالمنتخب الوطنى الأول فى التجهيز لحملته الانتخابية التى سيقودها بنفسه لخوض انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها فى مارس المقبل بمسقط رأسه بمحافظة المنيا، ويعتمد الصقر أحمد حسن على سمعته الطيبة وشعبيته الجارفة بين أهالى المنيا التى اكتسبها ليس لكونه نجم كرة وعميد لاعبى العالم فقط، ولكن بفضل حرصه على الأعمال الخيرية التى يقوم بها فرغم أن أحمد حسن يقيم بشكل دائم فى القاهرة بسبب ظروف عمله كمدير للكرة بالمنتخب الوطنى الأول، فضلا عن انشغاله بأعماله الخاصة وامتلاكه لمعارض سيارات وشركات السمسرة والدعاية والإعلان إلا أنه يحرص على السفر والذهاب إلى المنيا كل ثلاثة أسابيع ومتابعة نشاطه الخيرى هناك حيث قام ببناء مسجد فى مسقط رأسه بمركز مغاغة فى المنيا. ورغم أن أحمد حسن يسعى لخوض الانتخابات المقبلة على أحد كراسى البرلمان، لخدمة أهالى دائرته إلا أنه يريد أن يضرب أكثر من عصفور بحجر الانتخابات ومنها استمرار شهرته وتواجده بين الناس بالإضافة إلى حماية وإنجاز مصالحه الخاصة وشركاته بالحصانة البرلمانية التى يتمتع بها عضو مجلس الشعب. وفى نفس المحافظة يقوم طارق السيد لاعب الزمالك والمنتخب الوطنى السابق بجس نبض أهالى دائرته فى مركز بنى مزار حتى يقرر ما إذا كان سيخوض الانتخابات ويحسم أمره فيها من عدمه، خاصة أن السيد محسوب على الحزب الوطنى المنحل الذى كان ينوى الترشح على أحد مقاعده فى انتخابات 2010 وكان قد تقدم بأوراق ترشحه للمجمع الانتخابى للحزب الوطنى ولكنه لم يوفق وخسر أمام أحد المنافسين المخضرمين من رجال الوطنى المنحل وقتها، والآن يفكر طارق جديا فى إعادة التجربة كما صرح للمقربين منه مؤكدا أن لديه طموحات كبيرة يتمنى تحقيقها لأهالى بنى مزار من خلال تواجده تحت القبة. الطريف أن طارق يقوم حاليا بإرسال مندوبين عنه من أصدقائه للجلوس مع العائلات الكبيرة فى بنى مزار لجس نبضهم تجاهه وجس درجة شعبيته والتمهيد له والدعاية له بأنه يسعى لجذب الاستثمارات إلى دائرته خاصة فى المناطق الصحراوية التى تحتاج إلى استثمارات بإنشاء مصانع توفر فرص عمل للأهالى والشباب، وإنشاء ملاعب كرة وتطوير مراكز الشباب بالدائرة وحل مشاكل الطرق والصرف الصحي، وسيحسم طارق الأمر نهاية الشهر الجاري. وكان طارق السيد قد ظهر مؤخرا فى أحد البرامج الرياضية وقال إن ترشحه فى الانتخابات لن يبعده عن الرياضة ولكنه سيحاول خدمتها عن طريق مشاركته فى صياغة قوانين وتشريعات تنهض بالعمل الرياضى . أما سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق وأشهر رئيس اتحاد لكرة القدم فى مصر وعضو مجلس الشورى السابق والمحسوب على الحزب الوطنى المنحل والذى تحققت الكثير من الإنجازات فى عهده قبل ثورة يناير فقد أعلن صراحة وفى كثير من وسائل الإعلام عن نيته الترشح لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، فى مسقط رأسه عن دائرة كفر سعد فى دمياط . وعلمت "النهار" من مصادرها المطلعة أن زاهر استغل الفترة الماضية التى ابتعد فيها عن المسئوليات لدراسة الأمر وقراءة سيناريو خوض الانتخابت بهدوء وعلى أرض الواقع وبالفعل بدأ فى التجهيز لحملة انتخابية من دمياط . الطريف أن زاهر الذى تورط فى قضية إهدار المال العام فى العلاج على نفقة الدولة أثناء عضويته لمجلس الشورى عن دائرة كفر سعد فى عهد المخلوع مبارك، يستغل القضية بشكل عكسى لصالحه، حيث يروج أنصاره أنه عرض نفسه للمخاطر والمساءلة من أجل توفير قرارات العلاج على نفقة الدولة لأهالى دائرته وذلك للرد على التيارات المعارضة لعودة ترشح زاهر فى الانتخابات المقبلة فى مارس 2015 . ويراهن زاهر على شعبيته بين أبناء دمياط حيث كثف من تواجده خلال الشهور الماضية بعد عودته من الخارج ونجاح العملية الجراحية التى أجراها، وهو ما أنعش آماله فى العودة للأضواء من جديد وكسب واستعادة شهرته وحصانته البرلمانية. أما العامرى فاروق وزير الرياضة الأسبق وعضو مجلس إدارة الأهلى السابق فمازال مترددا فى خوض الانتخابات المقبلة بسبب الانتقادات الكبيرة التى تعرض لها خلال فترة عمله وزيرا للرياضة فضلا عن كونه محسوبا على الحزب الوطنى ورغم ذلك فإن حاشيته المستفيدة من خوضه للانتخابات يسعون لتجهيز حملة انتخابية ودعائية كبيرة سرا، ومستمرون فى إقناعه بالتقرب إلى الناس لتعويض ما فاته وما تعرض له من مؤامرات لتغليب آمال عثمان المرأة الحديدية للحزب الوطنى المنحل فى عهد مبارك عليه فى المجمع الانتخابى لدائرة الدقى وخرج خاسرا أمامها، كما أن المقربين منه يؤكدون له أن معركة خوض انتخابات البرلمان المقبلة ستكون أقرب إلى قلبه لأنه رجل شديد الطموح والتطلع للمناصب فقد سبق أن استغل علاقات عائلية تجمع عائلته مع عائلة أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق نظرًا لأن والد العامرى من رجال الأعمال أصحاب المدارس الخاصة فكان يرتبط بعلاقات قوية بفتحى سرور الذى كان وزيرًا للتربية والتعليم فى فترة الثمانينيات قبل أن يصبح رئيسًا لمجلس الشعب. وفى الماضى كان لهذه العلاقات تأثير بالغ للوصول لمقاعد البرلمان وهو ما كان يأمله العامري، وفى نفس الوقت استمرار نجاح العامرى فى انتخابات النادى الأهلى ساهم فى شهرته وتطلعه فى نفس الوقت لتوسيع دائرة شهرته التى حصل عليها عندما وقف فى وجه حسن حمدى رئيس النادى الأهلى فاعتبره الكثيرون رجلاً شجاعًا فاستغل هذه الصفة واكتسب شعبية كبيرة. أما أحمد شوبير فحكايته مع السياسة بصفة عامة ومع انتخابات مجلس الشعب بصفة خاصة فتحتاج إلى مساحات كثيرة لسردها حيث كان أحمد شوبير حارس مرمى منتخب مصر السابق والإعلامى الحالى من أوائل الذين خاضوا التجربة واجتاز انتخابات 2005 فى دائرة طنطا الأمر الذى شجعه على تكرار التجربة وخوضها فى 2010، التى اعتمد فيها على مشاركته فى لجنة الشباب بالحزب الوطنى ومساهمته فى تغيير كثير من اللوائح الخاصة بمراكز الشباب والأداء الرياضى بشكل عام.. وقال شوبير إن قرار خوضه الانتخابات السابقة استغل فيها شعبيته الجارفة بين أهالى الغربية ودائرته طنطا ومساندة الحزب الوطنى بكل طاقاته له وبالفعل نجح شوبير فى انتخابات 2005 ولكنه فشل فشلا ذريعا فى انتخابات 2010 فى جولة الإعادة بفارق 4 آلاف صوت فى دائرة طنطا وتمكن مرشح الحزب الوطنى ياسر الجندى المنافس من جمع ما يقارب 14 ألفا و600 صوت بينما جمع شوبير حوالى 10 آلاف و 800 صوت تقريباً وذلك بعد أن تخلى الحزب الوطنى عن شوبير بسبب سخط أهالى دائرته عليه بعدما تأكدوا أنه خدعهم فى انتخابات 2005 ولم يف بوعده لهم وتدهورت أوضاع الدائرة . شوبير يسعى للظهور فى الصورة من جديد فى الانتخابات المقبلة ولكن هذه المرة من الباطن ويسير فى هذا الطريق بخفى حنين لأنه يعلم بانحدار شعبيته ولكن يريد أن يحافظ على مصالحه والمكاسب التى حققها فى عهد مبارك والحزب الوطنى ولذلك فقد وضع مخططا مع أصدقائه من رجال الحزب الوطنى القدامى من أعضاء مجلس الشعب وأصحاب الخبرة فى إدارة العملية الانتخابية والذين لا يستطيعون أن يظهروا فى الصورة حاليا خوفا من بطش الناس بهم ويلعبون من تحت "الترابيزة " لمساعدة وتمويل عناصر جديدة ولاؤها لهم وللحزب الوطنى للدفع بهم فى الانتخابات المقبلة ليكونوا لسان حالهم ورجالهم تحت قبة البرلمان، فضلا عن تدعيم أصدقائهم القدامى مثل محمود الشامى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والنائب البرلمانى السابق الذى سبق وخاض الانتخابات البرلمانية وحقق من ورائها الكثير من المكاسب والمصالح . وتظهر فى الصورة بقوة سحر الهوارى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة وعضو الاتحاد الدولى للكرة النسائية وأمينة المرأة بتحالف تيار الاستقلال التى أعلنت عن خوضها لانتخابات مجلس الشعب من خلاله، والحقيقة التى يعلمها الجميع أن الهوارى تبغى من وراء خوض انتخابات مجلس الشعب 2015 الحفاظ أولا وأخيرا على وجودها فى دائرة الشهرة والأضواء والتمتع بالحصانة البرلمانية بعد أن فقدت سندها ودعمها الوحيد والذى كان يتمثل فى مبارك وزوجته وأولاده الذين كانت تربطها بهم علاقات وثيقة حققت من ورائها الكثير من المصالح هى وشقيقها حازم الهوارى عضو اتحاد الكرة السابق وأمين الصندوق الذى كان صاحب الكلمة العليا داخل الجبلاية. وفى نفس الإطار تراود الآمال طاهر أبو زيد وزير الرياضة السابق ولاعب الكرة السابق الملقب بماردونا النيل والذى انضم فى انتخابات 2011 لقائمة حزب الوفد لكنه تعرض لخسارة لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين حيث خاض انتخابات مجلس الشعب فى 2011 على قائمة حزب الوفد فى دائرة الساحل رغم أن أبوزيد ينتمى لمحافظة أسيوط فى صعيد مصر، إلا أنه خاض المعركة فى دائرة الساحل، إحدى أكثر دوائر القاهرة الانتخابية سخونة فى القاهرة والتى يتنافس فيها دائما مرشحون ذوو ثقل سياسى كبير ينتمون لجميع الأحزاب السياسية لنيل مقعد الفئات عن الدائرة. ورغم ذلك فإن البعض مازالوا يؤكدون أن الوزير طاهر قد يتراجع عن الترشح لأنه طلب من قيادات حزب الوفد منحه مهلة للتفكير، خاصة بعد فشله فى منصبه السابق كوزير للرياضة. أما محمد عبد الوهاب عضو مجلس إدارة النادى الأهلى فأعلن صراحة أنه سيخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة مستندا على شعبيته بين جماهير النادى الأهلي، وأكد المقربون منه بنادى الأهلى أنه يبحث عن شركة دعاية كبرى لتضع له برامج الدعاية اللازمة خاصة أن الانتخابات المقبلة ستشهد منافسة شرسة تحتاج إلى فنون دعاية جديدة يقتنع بها الناس . كما أعلن أيضا مجدى عبدالغنى لاعب الأهلى ومنتخب مصر السابق وعضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والملقب بالبلدوزر خوض الانتخابات المقبلة، أملا فى تعويض الهزيمة التى منى بها فى الانتخابات قبل الماضية بعد أن أخفق فى الحصول على أصوات المجمع الانتخابى للحزب الوطنى الكافية للترشح. فى الوقت ذاته أعلن هانى أبو ريدة عضو الاتحاد الدولى لكرة القدم خوضه للانتخابات بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم وتولى المشير السيسى الرئاسة ، ونفس الأمر ينطبق على عزمى مجاهد المتحدث الإعلامى لاتحاد الكرة وسكرتير عام نادى الزمالك الأسبق لدورات متعددة والذى كان قد خاض انتخابات مجلس الشعب فى 2011 على قوائم حزب الوفد بعد ضغوط مستمرة من أبناء دائرته فى قصر النيل ولكنه فشل فى الحصول على مقعد فى البرلمان، لأنه رسب فى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى الذى كان ينوى الترشح على قوائمه ولم تشفع له شعبيته بين الأهلى وارتباطه بهم. كما أعلن أيضا أحمد مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة عن نيته الترشح بمسقط رأسه بالمنصورة بمحافظة الدقهلية . وأخيرا ومنذ أيام قرر ثروت سويلم المدير التنفيذى للاتحاد المصرى لكرة القدم الترشح لانتخابات 2015 ليصبح معظم أعضاء اتحاد الكرة طامعين فى كراسى البرلمان المقبل وتمثيل دوائرهم تحت قبته.