علاء عزت إذا كانوا يقولون إن أقصر طريق لقلب الرجل معدته، فإن التاريخ من جانبه يؤكد ويجزم أن أقصر طريق للبرلمان كوبرى الرياضة، وهى الحقيقة التاريخية الموثقة منذ عقود من الزمان، وهى الحقيقة التى عادت لتبرهن نفسها مع إعلان عدد من نجوم الرياضة عزمهم، ومنهم من أعلن رسميا، خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة، واللافت للنظر أن غالبيتهم من الحرس القديم من نجوم الرياضة الذين طالما خاضوا المعارك الانتخابية البرلمانية، وهم من اختفوا عن المشهد تماما فى آخر انتخابات للبرلمان، والتى أجريت قبل عامين فى ظل حكم الإخوان المسلمين، وهى الانتخابات التى أجبر الرياضيون على الهروب منها تفاديا للصدام مع الإخوان، خصوصا أن أغلب الرياضيين محسوبون على النظام السابق وإن كانت هناك وجوه جديدة قررت وأعلنت خوض الانتخابات السياسية بعد نجاحهم فى الانتخابات الرياضية، فى مقدمتهم جمال علام رئيس اتحاد الكرة، والذى كان أول من بادر بإعلان خوضه الانتخابات البرلمانية عن حزب الاستقلال فى دائرته الانتخابية فى الصعيد، وأعضاء مجلس إدارته أحمد مجاهد وخالد لطيف ومجدى المتناوي، وكذا العميد ثروت سويلم المدير التنفيذى للجبلاية، لقب اتحاد الكرة.. الذى سيخوض الانتخابات فى مسقط رأسه بدائرة مركز أبو حماد شرقية. والحقيقة أن دخول علام ولطيف والمتناوى وسويلم سباق الانتخابات البرلمانية بعد ظهورهم فى الجبلاية للمرة الأولي، يؤكد أنهم وجدوا فى الرياضة التى منحتهم الشهرة الإعلامية والجماهيرية البوابة الملكية للعبور إلى الساحة السياسية، وسار الثلاثى على درب من سبقوهم باستغلال مناصبهم وكل الأدوات المتاحة لهم لتسخيرها فى حملاتهما الانتخابية، كما فعل من سبقوهم ومنهم الحالى أحمد مجاهد، حتى إن العميد ثروت سويلم أحضر فريق الكرة الصالات لمسقط رأسه، حتى إن المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم أحيا أولى ندواته الانتخابية، واعتبر شعبان هذه الأغنية «هدية» منه لصديقه، ورفض شعبان أخذ أى مبلغ مالى من العميد، بل أكد أنه يجهز حالياً لإصدار ألبوم غنائى له. فى الوقت الذى كشفت مصادر قيادية بحزب «الحركة الوطنية» عن تشكيل الحزب لجنة رياضية برئاسة البرلمانى السابق والناقد الرياضى محمود معروف، وأحمد سليمان، عضو مجلس إدارة نادى الزمالك، وعدد من الرياضيين. وأكدت المصادر، أن معروف وسليمان وعددا آخر من الرياضيين أبدوا استعدادهم للانضمام لحزب الحركة الوطنية والتقوا المستشار يحيى قدرى، النائب الأول لحزب الحركة الوطنية، بمكتبه لخوض الانتخابات البرلمانية على قوائم الجبهة المصرية، حيث يخوض محمود معروف الانتخابات على قوائم الجبهة فى مدينة طوخ بمحافظة القليوبية. يذكر أن تحالف الجبهة المصرية، يضم عددا من الأحزاب وهى: الحركة الوطنية، المؤتمر، الشعب الجمهورى، التجمع، مصر الحديثة، الغد، اتحاد عمال مصر، اتحاد الفلاحين. رياضة بهدف سياسي والحقيقة أن رهان قيادات اتحادات الكرة على النجاح فى العبور إلى البرلمان ، والظهور تحت القبة ، جاء على خلفية العشرات ، بل المئات من التجارب الناجحة لنجوم الرياضية المصرية الذين اقتحموا بسيف شهرتهم الإعلامية والتى منحتهم الشهرة والشعبية الجماهيرية الطاغية، بداية من نجوم الزمن القديم ، أمثال عبد الرحيم الغول وفهمى عمر، وإن كان الأخير استمد نجوميته وشهرته من عمله الإذاعى من خلال تحليل مباريات الدوري، إضافة إلى كونه أحد أقطاب نادى الزمالك ، وأحمد عفت نجم الزمالك القديم والمعلق الرياضي، وعثمان محمود عثمان وقت أن كان رئيسا للنادى الإسماعيلى ، قبل أن يتحول الأمر من مجرد حالات استثنائية إلى قاعدة جماعية، وشهد العقود الثلاثة الأخيرة، بدأ أن فشل العديد، خصوصا رجال الأعمال منهم من حجز مقاعدهم تحت القبة بطريقة مباشرة، واضطروا لحيلة اقتحام الرياضة بأموالهم لكسب الشهرتين الإعلامية والجماهيرية، وكانت البداية من خلال رجال أعمال وجدوا ضالتهم من خلال رئاسة الأندية الشعبية تماما كما فعل على سبيل المثال لا الحصر : سيد متولى وعبد الوهاب قوطة وكامل أبوعلى رؤساء النادى المصرى البورسعيدى السابقين، وإبراهيم عثمان ويحيى الكومى وحماد موسى فى النادى الإسماعيلي، وحسن فريد وسيد جوهر فى الترسانة ، والمندوه الحسينى عمر هريدى فى الزمالك .. ومحمد مصيلحى فى الاتحاد السكندرى ، ومحمود الشامى فى نادى بلدية المحلة ، والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد. وهناك نماذج كثيرة لنجوم فى المجال الرياضى من غير رجال الأعمال استغلوا مناصبهم وتاريخهم ونجوميتهم سواء فى الاتحادات الرياضية أم الأندية للحصول على الحصانة مثل مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك واللواء سفير نور وحسام بدراوى فى الأهلى وطبعا سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق. المفارقة العجيبة ونتوقف أمام أغرب وأعجب المفارقات على الإطلاق، والتى تقول إنه فى الوقت الذى نجح فيه رجال الأعمال من القفز على مقاعد البرلمان، سواء مجلس الشعب أم مجلس الشوري، من بوابة الرياضة وهم دخلاء عليها، نجد أن هناك نجوم رياضة حقيقيون فشلوا فى تحقيق ذات الهدف، ولاسيما فى أخر 3 انتخابات منهم على سبيل المثال نجم الكرة المصرية والنادى الأهلى القديم عادل هيكل الذى سقط فى مسقط رأسه بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج ، ومحمود بكر نجم ورئيس النادى الأوليمبى السابق، وطاهر أبوزيد "مارادونا مصر" الذى خاض انتخابات العام 2010 ضمن قائمة حزب الوفد عن دائرة شبرا وروض الفرج قبل أن يتولى منصب وزير الرياضة، ومعه مجدى عبد الغنى ونادر السيد وطارق السيد ومشير حنفى وعبد الستار صبري، نهاية بوزير الرياضة الأسبق العامرى فاروق برغم أنه خاض الانتخابات وهو عضو فى مجلس إدارة النادى الأهلي. وكان الاستثناء من قاعدة فشل نجوم الرياضة وتحديدا نجوم الكرة، أحمد شوبير الذى استغل شعبيته فى انتزاع بطاقة التأهل للبرلمان فى طنطا، وذلك فى انتخابات العام 2005 قبل أن يفشل فى الحفاظ على مقعده فى الانتخابات التالية العام 2010. الهروب من الإخوان وإذا كانت آخر انتخابات أجريت قبل سقوط نظام مبارك بفعل ثورة 25 يناير 2011 ، ونقصد انتخابات 2010 قد شهدت أكبر إقبال من قبل نجوم الرياضة والمنتسبين والمنتفعين من الرياضة وبلغ عددهم أكثر من 25 مرشحا، وهى الانتخابات التى كان تزويرها الفاضح أحد أهم أسباب اندلاع الثورة، فإن الأمر اختلف تماما فى أول وآخر انتخابات أجريت فى عهد الإخوان المسلمين، حيث أحجم نجوم الرياضة عن الترشح، بعد أن نجح الإخوان فى تشويه وجه الرياضيين أمام الشعب المصرى بالحديث على أنهم ونجوم الفن كانوا الأكثر انتفاعا فى ظل نظام مبارك ، وأنهم نهبوا أموال الشعب، وأصحبوا أثرياء هذا الوطن. وهى الانتخابات التى لم تشهد سوى نجاح 3 فقط من الوسط الرياضي، وهم المهندس هانى أبوريدة عضو المكتب التنفيذى بالاتحادين الدولى والإفريقى لكرة القدم، والذى خاض الانتخابات الأخيرة على مقعد الفئات فى مسقط رأسه بمدينة بورسعيد، وكذلك المهندس محمود الشامى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى والذى خاض الانتخابات على مقعد العمال بمدينة المحلة واللواء سفير نور عضو مجلس إدارة النادى الأهلى السابق على مقعد العمال عن دائرة الدقى والعجوزة بمحافظة الجيزة.. فيما كانت المفاجأة سقوط حارس مصر والزمالك الدولى السابق نادر السيد برغم أنه كان محسوبا على شباب الثورة.. وأطلقوا عليه لقب " حارس الثورة ". هذا وقد بادر المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى ونائبه أحمد سعيد بإعلان اعتزالهما العمل السياسى وعدم خوض انتخابات البرلمان المقبلة عن حزب المصريين الأحرار بل ومقاطعتها بكل الصور والأشكال . وقال الحزب السياسى المعروف فى بيان رسمى إن أحمد سعيد رئيس الحزب قدم طلباً بالاستقالة من منصبه كرئيس للحزب لأسباب عائلية ومهنية حالت دون استمراره فى منصبه. وتأتى خطوة نائب رئيس النادى الأحمر ، بعدما أقدم رئيس النادى الذى تم انتخابه فى فبراير الماضي، المهندس محمود طاهر على تلك الخطوة بإعلان اعتذاره عن عدم إكمال مهمته كرئيس لحزب الوعى بمجرد الترشح على مقعد رئاسة ناديه، وذلك حتى لا يتم اتهامه بإدخال الأهلى فى مستنقع السياسة.