اعتدنا على بروز ذلك الجانب المتشدد أو الجاد من شخصية الرئيس المصري في كل الأنظمة السابقة، وظل الجانب الإنساني في حياتهم خفيًا إلى قدر كبير، فمشاهد عديدة وأقوال كثيرة تؤكد أن لمعظم الرؤساء المصريين جانب إنساني يحاول بعضهم إخفائه بحكم طبيعة عمله الجادة. لكن بعد رحيله تطفو تلك المشاهد على السطح مرة أخرى، سواء على لسان من شاهدوهم أو أحد الأفراد الذين كانوا يتعاملون معهم بشكل دائم. والبعض منهم تظهر تلك اللمحات الإنسانية وهو مازال في الحكم، منهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تعددت المشاهد الإنسانية في حياته وهو لم يكمل عامه الأول في الحكم. "الدستور" ترصد في هذا التقرير جوانب بسيطة تحمل لمحات إنسانية في حياة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم تمثلت في 6 مشاهد إنسانية. "الطفل المبتور.. وتبني الحالة": "حسين محمد منصور" طفل صغير لم يتعد عمره "19 عامًا"، والذي بترت قدميه إثر انفجار أسطوانة غاز أثناء تدريبه بمركز الغوص التابع لجمعية الكشافة البحرية بالإسكندرية. سجل به الرئيس السيسي آخر لمحاته الإنسانية، حينما تبني حالته كاملة ومعه وزير الشباب المهندس "خالد عبد العزيز"، وذلك بعد عرض حالته في برنامج "مع أهل مصر" للإعلامية "جيهان منصور". وعقب الحلقة أكدت منصور، أن أحد كبار المسئولين بمؤسسة الرئاسة اتصل بها وأخبرها أن الرئيس السيسي يتابع الحالة بنفسه، وسيتم تقديم كافة أوجه الرعاية الطبية للشاب، وتم بالفعل نقل المصاب إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج، وتركيب أطراف صناعية له ليستطيع الحركة. طفل السرطان..اللقاء المستحيل": في لفتة إنسانية في شهر أكتوبر الماضي خصص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دقائق معدودة من وقته، ليحقق أمنية طفل مصري مريض بالسرطان، حينما استقبله السيسي في مقر الرئاسة بعد تعبير الطفل عن رغبته في لقاء الرئيس المصري. وأذاع التليفزيون المصري وقتها تلك المقابلة التي جمعت الرئيس السيسي والطفل المريض، الذي أهداه المصحف الشريف، وأكد له السيسي إنه سيرسل له هدية ثمينة إلى منزله متمنيًا له الشفاء الكامل. "الحاجة زينب.. ورحلة الحج": الحاجة "زينب مصطفي" التي بلغت من العمر 90 عامًا، رغم فقدها لبصرها إلا أن بصيرتها مازالت بنورها كما خلقت، فاستجابت لنداء الرئيس عبد الفتاح السيسي للشعب المصري وتبرعت "بقرطها الذهبي". وكان ذلك أخر ما تملكه الحاجة "زينب" في حياتها، وإذاء ذلك الموقف الإنساني قابله الرئيس عبد الفتاح السيسي بلمحة إنسانية حيث استقبل العجوز في مقر الرئاسة، وليس ذلك فقد بل عمل على تحقيق أمنيتها الأخيرة، وهي أن تزور بيت الله الحرام فسافرت إلى الحج على نفقة الرئيس الخاصة. أصغر متبرعة.. داخل القصر الجمهوري": كل من استقبلهم الرئيس السيسي في مقر رئاسته اتفقوا جميعًا على حب مصر، وكانت من ضمنهم الطفلة "حياة" أصغر متبرعة لصندوق تحيا مصر والتي تبرعت بمصروفها للصندوق المصري. استقبلها السيسي بالقصر الجمهوري في لمحة إنسانية منه، وأهداها صورته موقع عليها، وأهدته هي المصحف الشريف مثل الطفل "أحمد ياسر" مريض السرطان. "الشهيد.. ورحلة العلاج تبدأ من السيسي": في لمحة إنسانية وفور انتهاء أحد حلقات برنامج "مع الشعب" للإمام "مظهر شاهين" على قناة صدى البلد، قرر الفريق "آنذاك" عبد الفتاح السيسي علاج "محمد صبيح" أخو الشهيد عبد السلام صبيح، على نفقة القوات المسلحة تلبية لطلبه. والشهيد "محمد صبيح" قتل فيما سبق أثناء تفجير سيارة مفخخة في منطقة الشلاق غرب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء. "ضحية تحرش التحرير.. الورد والاعتذار": "الورد والاعتذار" كانت طريقة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتسجيل أحد لمحاته الإنسانية، حينما زار ضحية التحرش في ميدان التحرير، وقدم لها اعتذارًا داخل المستشفى عما حدث ووعدها بمحاسبة مرتكبى الحادث. وردد السيسي خلال الفيديو الذي أذاعه التلفزيون المصري: "حقك عليا أنا أسف" عدة مرات، ووعدها بإزالة الفيديو من موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" بسبب انتشاره في تلك الآونة. "المخترع الصغير.. وتسهيل السفر": "أحمد عبد الله" طالب بكلية الزراعة جامعة أسيوط والذي لقب ب"المخترع الصغير"، واجهته عقبات عديدة في إجراءات سفره إلى لندن، والتي عمل الرئيس السيسي على إزالتها وسهل سفره إلى لندن؛ للمشاركة في مسابقة المبدعين والمبتكرين العرب، والمنافسة على لقب "أفضل عالم عربي في سن العشرين على مستوى العالم". قرر الرئيس آنذاك تخصيص طائرة خاصة تقله للعاصمة البريطانية، وذلك بعد أن أنهت له مؤسسة الرئاسة إجراءات استخراج "الفيزا" ودخوله للمملكة المتحدة، وتكليف السفير المصري في لندن، بتوفير كافة أوجه الرعاية له.