انفرد موقع إخباري محسوب على المخابرات القطرية، بنشر آخر كلمات ريحانة جباري التي أعدمت من قبل السلطات الإيرانية، السبت الماضي، بسبب قتلها لضابط مخابرات إيراني أراد اغتصابها قبل سبع سنوات. وجاء في الكلمات التي حصل عليها "عربي21"، وكانت موجهة من جباري إلى والدتها عبر اتصال هاتفي من سجن رجائي شهر في العاصمة الإيرانيةطهران: "أمي الآن الساعة 4:15 دقيقة، ومن الساعة الثانية والنصف ظهرًا يرسلون لي طلبا من قبل القاضي، مصرين على أن أذهب معهم وأنا أرفض الذهاب معهم". واستمرت ريحانة بالحديث مع والدتها بصوت تملؤه الريبة والخوف كما يبدو "أمي أنا لدى قلق وخوف عجيب، لأن الوقت الإداري في السجن انتهى وطلبوا مني أن أذهب معهم، وقالوا لي لا تخافي لدينا قرار من قبل القاضي بإيقاف تنفيذ حكم إعدامك". وتابعت في حديثها مع أمها "بأنه من المحتمل أن يقطعوا كل اتصالاتي معكم، وأطلب منكم الآن التحرك بأي صورة ممكنة على الأقل أن يسمحوا لي قبل إعدامي بلقائكم". وأضافت جباري: "أمي سيكون كل شيء على ما يرام، أطلب منك أن تكوني هادئة وأنا أحبكم كثيرا". فيما ردت عليها والدتها بصوت مضطرب، وبلغة تركية، الأمر الذي يوضح بأن أصول العائلة تعود إلى الشعب التركي الأذري في إيران، قائلة لها: "ريحانة روحي أنت، قولي لي فقط هل يريدون أن يأخذوك من السجن بقوة، وهل تتصورين بأنهم يريدون تنفيذ حكم الإعدام بحقك". وردت ريحانة على أسئلة والدتها بالقول: "نعم أنا أعتقد كذلك لأنهم مصرون وبشدة أن أذهب معهم وطلبوا مني أن لا أصرخ وأذهب معهم بهدوء وبصمت". وكانت جباري البالغة من العمر 26 عامًا، قد حكم عليها بالإعدام لطعنها حتى الموت قبل سبع سنوات رجلًا من ضباط المخابرات الإيرانية حاول اغتصابها. واحتجزت ريحانة منذ اعتقالها، وفشلت نداءات متكررة في إلغاء حكم الإعدام بحقها، وقالت إنها "تصرفت دفاعًا عن النفس"، لكن المحكمة العليا في إيران أيدت حكم الإعدام. ويذكر أن ريحانة جباري مهندسة ديكور إيرانية، استدرجها ضابط مخابرات إيراني بحجة العمل بمنزله؛ تحت غطاء مشروع عمل خاص وحاول الاعتداء عليها وأثناء محاولتها الدفاع عن نفسها بسلاح أبيض قتلت الضابط الإيراني. وأثارت قضية ريحانة جباري صيحات احتجاج دولية واسعة، وطالبت الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي ومنظمات حقوق المرأة وحقوق الإنسان الدولية بإلغاء حكم الإعدام بحق المهندسة الإيرانية ريحانة جباري. وعلقت منظمة العفو الدولي على إعدام ريحانة بالقول: "سجل إيران في مجال حقوق الإنسان ملطخ بالدم بعد إعدام ريحانة جباري التي أدينت بعد تحقيق ومحاكمة شابتهما أوجه قصور شديدة".