اجتاح قرية «دلجا» بمحافظة المنيا، والمعروفة باسم «قرية الأزمات»، فيروس «مجهول»، أصاب المئات من أهلها، وعجزت الأجهزة التنفيذية وأهمها الإدارة الصحية بمركز «دير مواس» الذي تتبعه القرية، ومديرية الصحة في المحافظة، من السيطرة عليه، لتمتلئ مستشفى «حميات دير مواس» عن آخرها من المرضى المفترشين طرقات المستشفى، التي عجز أطباؤها عن تشخيص «الفيروس». «محمد كامل» -أحد مواطني القرية- قال إن ذلك الفيروس المعدي أصاب الأهالي منذ ما يقرب من شهر، لافتًا إلى أن أهم أعراضه: « ارتفاع درجة الحرارة لأعلى من 40 درجة، قئ مستمر، ألم شديد في البطن، انسياب في العظام يصل إلى حد عدم السيطرة على القدمين أثناء الوقوف». وأضاف: « إذا أصاب الفيروس شخصًا واحدًا كان مقدمة لإصابة الأسرة بأكملها»، لافتًا إلى أنه مصاب بذلك المرض مع كامل أفراد عائلته المكونة من 7 أفراد، وبنفس الأعراض. «الحميات» ممتلئة وتابع «كامل»: « عندما توجهت إلى مستشفى حميات دير مواس، لم أجد أي مكان خالٍ، لأن أَسِرة المستشفى ممتلئة بأبناء القرية، وقال لي الأطباء هناك هنجبلك مكان منين؟.. السراير كلها مليانة من أهل بلدكم المصابين»، لافتًا إلى أنه تلقى بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية وخافض للحرارة. وأضاف: «قالوا لي أمشى، ولما يفضى سرير ابقي تعالى». الأطباء عاجزون ! واستكمل قائلا: « أنا نفسي أفهم إيه هو الفيروس دة اللي مصاب بيه أكثر من 40 % من أهالي القرية، ولم يفرق بين صغير ولا كبير، فجميع الأعمار معرضة للإصابة بذلك الفيروس»، متسائلًا: « أين وزارة الصحة من ذلك الفيروس اللعين الذي وقف أمامه أطباء المستشفى عاجزين عن تشخيصه وعن علاجه» مشيرًا إلى أن تكلفة العلاج وصلت إلى ما يقرب من 1400 جنيه، ما دفعهم إلى اللجوء إلى حل بديل تمثل في « تغطيس الأطفال» أسفل صنبور المياه لفترة طويلة حتى تنخفض درجة الحرارة المرتفعة. الموت أرحم «والله بتمنى الموت»، و« الموت راحة ليا من المرض ده»، بهذه الكلمات عبر ياسر عبد الجواد عيسى عن حالته بعد إصابته ب «الفيروس المجهول»، واصفًا إياها ب «الاحتضار». وقال: « شعرت بارتفاع شديد في درجة الحرارة، قئ مستمر، ألم شديد في البطن، وسخونة بالمعدة، وعندما ذهبت إلى الوحدة الصحية أعطاني الأطباء مضادًا حيويًا وخافض للحرارة فقط وأدوية لم تفعل شيئًا، فتوجهت إلى مستشفى دير مواس، والتي حولتني إلى مستشفى الحميات». وأضاف عبد الجواد: « رفضت مستشفى الحميات استقبال حالتي وقال لي طبيب الاستقبال لازم أمشي مريض علشان أنت تدخل مكانه علشان مافيش مكان فاضي، خد العلاج وامشي»، لافتًا إلى توجهه إلى إحدى العيادات الخاصة التي أمر أطباؤها ب «تعليق الجلوكوز» له بعد وصوله لمرحلة عدم تناول أي طعام بسبب القئ المستمر، وفقده الوعي لفترات طويلة. «أبوس رجلك يادكتور دخلنا المستشفى» ويروى واقعة كان هو شاهد عيان عليها، فيقول: « عندما توجهت إلى مستشفى حميات دير مواس، نظرا لمرضى الشديد قابلت سيدة وهى وابنها البالغ من العمر عشر أعوام، كان يظهر عليهما أعراض ذلك الفيروس القاتل وكانت في حالة إعياء شديد هي وابنها، ورفضت مستشفى الحميات استقبالها، حتى وصل الأمر صراخها لطبيب الاستقبال قائلة أبوس رجلك يا دكتور دخلنا المستشفى، إلا أن الطبيب أصر على عدم السماح لها بالدخول هي وابنها الصغير، نظرا لاكتمال العدد داخل المستشفى ». الإدارة الصحية تنفى من جانبه قال الدكتور كمال أيوب مدير الإدارة الصحية بمركز «دير مواس»: « في بداية الأمر راودتنا شكوك بأن سبب تلك الإصابات المتعددة هو تلوث مياه الشرب، فأجرينا تحليلًا ل 20 عينة بشكل عشوائي للمياه، وتم وإرسالهم إلى معامل متنوعة، وأظهرت النتائج سلبية تلوث العينات». وأضاف «أيوب» في تصريحات ل « فيتو»: « في فصل الخريف تنتشر بعض الفيروسات غير المعروفة بشكل غريب وتنتهي مع دخول الشتاء»، وتابع: « نسبة المصابين بالقرية لا تتعدى المعدل الرسمي الذي أقرته منظمة الصحة العالمية وهى 5 %».