هناك زفة وضجة إعلامية لأن قطر طردت مجموعة من قيادات التنظيم الدولي للإخوان من أراضيها وهذا عكس الحقيقة والمعلومات التي تؤكد أن الدوحة نسقت واتفقت مع قيادات الإخوان، وقامت بعمل كافة التسهيلات الدبلوماسية والمادية للانتقال بشكل مؤقت إلى لندن وتركيا وماليزيا حتى تمر الأزمة خاصة مع السعودية، التي أشارت إلى أن الأمير تميم بن حمد مثل خيال المآتة، فهو فاقد للقرار ولا يعلم ما يجرى من اتفاقيات وصفقات. كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بأن صبر الشعب السعودي والحكومة قد نفد نتيجة التصرفات غيرالمسئولة لقطر التي تضع في النهاية آل ثاني في قفص الاتهام إضافة إلى الدور المصري الذي يحاصر كل القيادات الإخوانية على أرض قطر من خلال الإنتربول المصري الذي ينسق مع الإنتربول الدولي للقبض على كل القيادات والجيوب الإرهابية المختبئة داخل قطر ومختلف بلدان العالم، بالإضافة إلى محاولات قطر التنصل من أنها تؤوي الإرهابيين والجماعات الإرهابية وخاصة الإخوان خشية أن يصدر قرار أممي أو دولي باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية محظورة نتيجة التنسيق المصري السعودي الخليجي العربي المشترك في هذا الإطار. فقطر رائدة في تدبير المؤامرات الخفية وتمويلها ودعمها بالسلاح والمال وسيحاكمها الشعب القطري المحترم والعروبي قريبا عن إهدار هذه الأموال التي تعتبر حقا أصيلا للأجيال القادمة. ولأن حكام قطر يطبقون بالقول والفعل والعمل على أرض الواقع ما يسمى باتفاقية شرف اللصوص فهم يتحالفون مع الشيطان والأمريكان والإسرائيليين والتنظيم الدولي للإخوان لإسقاط السيسي بصفة شخصية ومباشرة ويعملون في كل الاتجاهات وعلى كل المحاور والحدود فهم يدعمون الجماعات الإرهابية في ليبيا بشكل غير مسبوق بالعناصر الإرهابية المتطرفة وبالمال والسلاح وحتى تكون نقطة انطلاق لمحاربة الجيش المصري بالإضافة إلى أن أيديهم امتدت إلى السودان ويعبثون بها، وما كان من نتائج الزيارة التي قام بها الأمير القطري تميم للبشير إلا إعلان السودان أن حلايب وشلاتين منطقة سودانية، ضاربا بعرض الحائط كل الوثائق والقوانين التي تؤكد أنها مصرية حتى النخاع ناهيك عن اللعب على المكشوف في أزمة غزة الأخيرة ودعمها لخالد مشعل حتى يرفض المبادرة المصرية ويحاول أن يشوه ويشكك في الدور المصري الوطني والقومي. واستخدموا قناة الجزيرة كذراع إعلامية تشوه الحقائق وتقلب الأوضاع، وتتهم النظام المصري أنه تواطأ مع إسرائيل حتى تحدث ثورة في الشعب المصري والعربي لكن كل هذه التكتيكات والتنسيق مع المخابرات الأمريكية باءت بالفشل لأننا لابد أن نقر ونؤمن بما لا يدع مجالا للشك فيه أن قطر أداة في أيدي الأمريكان لضرب الدول المحورية والكبيرة في العالم العربي خاصة مصر والسعودية والعراق، فهي داعش الحقيقية، فحكام قطر هم الداعشيون الجدد، وداعش الإرهابية مرادف لحكام قطر الذين أنشأوا هذه الجماعات الإرهابية لإسقاط سوريا في مستنقع الحروب الطائفية والأهلية وتقسيم سوريا إلى علويين وسنة وأكراد. واستخدموا كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لتنفيذ هذا المخطط وراهن حمد بن جاسم العقل المدبر لكل ذلك، وأقسم أمام أوباما أنه سينجح في تنفيذ هذا المخطط في سوريا مقابل أن يكون حمد بن جاسم أمينا عاما للأمم المتحدة في المرحلة القادمة وأن تضمن أمريكا بقاء تميم على كرسي الحكم، رغم الرفض القبائلي والشعبي ومحاولات الانقلاب التي تسربت عنها معلومات لا نعرف حقيقتها حتى الآن، مما يجعلنا نتوقع أن الوضع الشائن داخل الأسرة الحاكمة المحاطة بهذا الرفض من أبناء قطر، والحصار السعودي برا وبحرا وجوا على هذه الإمارة الصغيرة، التي أصبحت محور الشر والمؤامرات وتصدير الإرهاب إلى الإماراتوالكويت والبحرين مما دفع هذه البلدان لأن تتخذ موقفا حازما وتعلن سحب سفرائها ولن يعودوا على المستوى القريب أو البعيد لأن الأزمة أكبر مما نتخيل. والأسرة الحاكمة القطرية بتكوينها وأفرادها ومفرداتها لن تتخلى عن الإخوان مطلقا وعن دعم الإرهابيين وعن صنع وتمويل جماعات جديدة مثل داعش 2 وداعش3 على الطريقة القطرية فلذلك أجهزة المعلومات والمخابرات الخليجية والسعودية والمصرية تعلم تماماً أن ما يجري على الساحة القطرية من طرد بعض القيادات الإخوانية هو سيناريو متفق عليه وشو إعلامي وهم على اتصال مع كل قواعد تنظيم القاعدة في بلاد العالم بأسره، لأن كل ما يعنيهم أن تكون هذه الإمارة المحدودة رقما في المعادلة العربية والإقليمية فلابد أن ننتبه ونضع النقاط فوق الحروف قبل فوات الأوان. عدم حضور وزير الخارجية القطري للاجتماع الأخير للجامعة العربية هو دليل جديد على أن قطر ترفض مواجهة الإرهاب وتحاول أن تمزق الجامعة العربية كمنظمة إقليمية مطلوب إعادة هيكلتها في التصويت وليس بالإجماع حتى لا يكون لقطر دور في هذا المحفل العربي الهام إذا أعيد تنظيمه وتفعيله وتطويره وإطلاع الرأي العام العربي على حقائق هذه الدويلات في الاجتماعات حتى تكون فضيحة هؤلاء المنتسبين للدم العربي وهم جواسيس الأمريكان والأتراك وإيران فالدماغ العربي لا يعنيه لأن الخيانة جزء من أفكارهم ورؤيتهم ومنهجهم. فلذلك انضمامهم للتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا لمقاومة داعش الأمريكية هو مزيد من اللعب بمشاعر الحكام العرب والضحك على الشعوب العربية بأنهم جزء من التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب وهذه سخرية القدر وهذا الزمان العجيب كما وصفها كاتبنا المبدع الراحل أحمد رجب في مقولته الشهيرة "أنا لست في قطر ولكن في خطر"، فلذلك كل الذين يعشقون تراب هذه الأمة العربية وتراب مصر يعلمون أن ما تقوم به قطر الآن هو أحد الألاعيب الجديدة فهي لم تتخل عن دعم وتأييد الإخوان في كل مكان وهي على علاقة تنظيمية مباشرة بأعضاء الإخوان في التنظيم الدولي ودليلنا على ذلك أن الآلة الإلكترونية الإخوانية الممتدة في الداخل والخارج استقبلت خبر طرد 7 من قيادات الإخوان من الدوحة بنوع من السخرية. والتهكم واللامبالاة وهي الآلة التي تشوه كل الأشياء حتى شوهت نفسها بطريقة مفضوحة في عدم الحديث لا من قريب ولا من بعيد عن طرد الإخوان من الدوحة.. والتساؤل في الشارع المصري للسيسي: لماذا الصبر على قطر حتى الآن ولماذا لا تتم مصادرة كل الأموال التي تجيء داخل الحقائب الدبلوماسية إلى سفارتها في القاهرة وهذا ما يتردد بشكل كبير عن تمويلها العناصر الإخوانية وأنصار بيت المقدس، وكما قال لي شخصيا، وهذا مسجل لزميلنا الكاتب الكويتي المبدع فؤاد الهاشم لماذا لا تقوم الحكومة المصرية بمصادرة الاستثمارات القطرية في مصر وأخذها كتعويض عن تمويلها للعمليات الإرهابية ضد منشآت البلد والشرطة والجيش وأفراد الشعب المصري. وقال فؤاد الهاشم إن حمد بن جاسم رفع عليه أكثر من 130 قضية، إنه يقوم بدعم البراك وإخوانه وما أكثرهم في الكويت فرغم كل هذه المعلومات المتاحة مطلوب أن تكون هناك قرارات حاسمة قبل فوات الأوان واستفحال هذه الآفة وهذه الجرثومة الخطيرة في الجسد العربي وقبل توحشها واستفحالها لأن المخطط القطري أصبح قاب قوسين أو أدنى وإما أن ينجح أو يسقط في بئر الشعوب ويفضح الحكام العرب وخاصة في مصر والسعودية لأن فاقد الشيء لا يعطيه فهم يسعون إلى إسقاط مصر والسعودية حتى لو كان مقابل حذفهم من على الخريطة العربية لأن الحكام القطريين يعتبرون أن إسرائيل هي النموذج المبهر لهم فرغم صغر عدد سكان إسرائيل فهي تمثل قوة لا يستهان بها وكذلك قطر تريد أن تكون قوة لا يستهان بها في محيطها الإقليمي. فالمرحلة النهائية أننا نحلل الموقف القطري الخطير في عالمنا العربي، وفي التطورات المتلاحقة في السنوات الأربع الأخيرة، فهل سنعيش ما يسمى بالربيع القطري ردا لكرامة وإرادة الربيع الإنساني في عالمنا العربي. فقطر يتم اختزالها في القرضاوي أداة الإخوان فهل ممكن أن ينفصل الرأس عن الجسد؟ فهذا أمر مستحيل ولن تتخلى قطر عن دعم الإخوان المسلمين والإرهابيين لإسقاط مصر والسعودية بصفة خاصة ولا عزاء للشعب القطري .