بعد مطالبات أمريكية متكررة بتشكيل تحالف دولى ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، دون أى تقدم على الأرض، جاء ذبح صحفى أمريكى ثان، بعد جيمس فولى، والتهديد بذبح رهينة بريطانى، واحتمال وجود مزيد من الرهائن بيد التنظيم، بيشجع حكومات الدول الغربية على إبداء الاستعداد للمشاركة فى الحرب ضد (داعش). ومنذ يومين، تشهد الساحة الدولية، تحركات حثيثة، وتلميحات فرنسية وبريطانية للمشاركة فى ضربات عسكرية ضد معاقل داعش فى سورياوالعراق، فضلا عن دعوات عربية لتشكيل إستراتيجية موحدة لمواجهته، قبل أن يتمدد فى دول أخرى، أبرزها لبنان. أوباما يسعى لإصدار قرار من مجلس الأمن يرأس الرئيس باراك أوباما فى الخامس والعشرين من الشهر الجارى، اجتماعا لمجلس الأمن الدولى تنوى الولاياتالمتحدة خلاله استصدار قرار حول التهديد الذى يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا باسم «داعش». جاء ذلك على لسان السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سامنتا باور، التى تتولى بلادها رئاسة المجلس لهذا الشهر. ولفتت باور فى تصريحات للصحفيين، مساء أمس الأول، إلى «ضرورة اشتراك المجتمع الدولى فى الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، مؤكدة أنها «لن تكون فعالة إذا تعاملت معها الولاياتالمتحدة وحدها مع شركائها الحاليين فقط الذين تقدموا لمجابهة التهديدات». فى سياق متصل، قال نائب الرئيس الأمريكى، جو بايدن إن الولاياتالمتحدة لن تدخر جهدا فى ملاحقة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى «بوابات الجحيم، لتقديمهم إلى العدالة والاقتصاص منهم بعد ذبحهم صحفيا أمريكيا ثانيا». وأوضح بايدن قائلا «نحن متحدون كأمة واحدة، وعندما يقوم أشخاص بإيذاء أمريكيين، فإننا لا ننسى. نعتنى بأولئك المحزونين، وعندما ينتهى ذلك، سنتعقب المعتدين إلى بوابات الجحيم». وكان الرئيس أوباما صرح أمس الأول، بأن الولاياتالمتحدة «تعتزم قتال التنظيم إلى أن تتلاشى قوته فى الشرق الأوسط، وبأن واشنطن ستسعى لتنفيذ العدالة فيما يتعلق بقتل الصحفى الأمريكى ستيفن سوتلوفوف». ونقل مراسل موقع «راديو سوا» الإخبارى فى واشنطن، زيد بنيامين، عن خبير أمريكى بشئون الإرهاب قوله إن تنظيم «الدولة الإسلامية» قادر على شن هجمات فى الأردن وتركيا ولبنان، من دون أن يستبعد إمكانية مهاجمته لدول غربية». إلى ذلك، بدأت فى ويلز البريطانية أمس، قمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، وسيطرت على فعالياتها ملف مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» فى محاولة لصياغة استراتيجية دولية لمواجهته. إسرائيل تشارك فى التحالف ضد «الدولة الإسلامية» ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى، أمس، أن إسرائيل ستشارك فى التحالف الدولى الذى تعتزم الولاياتالمتحدة إقامته ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبمشاركة عدد من الدول العربية من بينها الأردن والسعودية ودول الخليج العربى وأستراليا وإيطاليا. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تطرق إلى احتمال مشاركة إسرائيل فى التحالف الدولى خلال المحادثة الهاتفية التى أجراها مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس الأول. ولم تشر المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكى فى بيانها الصحفى اليومى، أمس، إلى الدور الذى يمكن أن تلعبه إسرائيل فى التحالف. إلا أنها قالت بساكى إن إسرائيل تتمتع بقدرات استخباراتية فى المنطقة، وهى قادرة على المساعدة فى تزويد الأكراد بالسلاح. كانت وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت، فى بيان أمس الأول، إدراج تنظيم الدولة الإسلامية وكتائب عبدالله عزام على قائمة التنظيمات غير القانونية. ويتيح هذا الإجراء اتخاذ إجراءات قانونية بحق هذه المنظمات والجهات التى تدعمها وتمولها. كاميرون يلمح لشن ضربات جوية قال رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، إن «بريطانيا يمكن أن توجه ضربات لتنظيم الدولة الإسلامية داخل الحدود السورية، دون إذن من الرئيس السورى، بشار الأسد»، الذى وصفه ب«غير الشرعى». وأضاف كاميرون، فى افتتاح قمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، بويلز، أمس، «لا أستبعد أى خيار للتعاطى مع التنظيم، وداعش يمثل تهديدا مباشرا للملكة المتحدة»، متابعا «قرار شن ضربات جوية ضد معاقله سيتم اتخاذه إذا كان فى مصلحة البلاد»، حسب صحيفة جارديان البريطانية. وتابع: «الأسد ساهم فى إيجاد تنظيم «داعش» وليس جزءا من الحل»، مضيفا أن جهود مواجهة داعش «يجب أن تبدأ بمساعدة أولئك الذين يواجهون عناصر التنظيم على الأرض». جاء ذلك بعد وقت قصير من نشر صحيفة تايمز البريطانية مقالا مشتركا لكاميرون والرئيس الأمريكى، باراك أوباما، تعهدا فيه ب«مواجهة» تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال الزعيمان البريطانى والأمريكى، إن الأشخاص الذين يريدون اتباع «نهج انعزالى» لا يفهمون الوضع العالمى. وأضافا أن «التطورات فى أجزاء أخرى من العالم، خاصة فى العراقوسوريا، تهدد الأمن فى بلادنا»، وتابعا أن «بلادا مثل بريطانيا وأمريكا لن يخيفهما القتلة البرابرة، وبريطانيا وأمريكا «لن يترددا فى عزمهما على المواجهة» مع تنظيم الدولة الإسلامية. تنسيق «أمريكى عربى» واشنطن تجرى اتصالات مع مصر والسعودية والإمارات لبحث مواجهة «داعش».. وأبوظبى تدعو إلى إستراتيجية موحدة لمكافحة الإرهاب فى إطار محادثات بناء تحالف دولى ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، قالت مصادر فى الخارجية الأمريكية، أمس، إن «هناك محادثات مستمرة ومكثفة تقوم بها الإدراة الأمريكية مع كل من السعودية ومصر والإمارات حول كيفية مكافحة التنظيم». المصادر، التى تحدثت لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، أضافت أن مؤتمر حلف شمال الأطلسى (الناتو)، الذى بدأ أمس، هو فرصة لتبادل التقييمات حول ما يحدث على أرفع مستوى بين الدول الأعضاء، وبدء رسم توجه ورؤية دولية حول مواجهة (داعش)». فى غضون ذلك، دعت الإمارات إلى «إستراتيجية دولية موحدة» لمواجهة «الحركات التكفيرية والمتطرفة وبالأخص تنظيمات (داعش) و(جبهة النصرة) و(القاعدة) ومن على خطاهم». وقالت الخارجية الإماراتية، فى بيان لها، أمس الأول، إن «الإمارات تؤكد على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف الفاعلين فى المجتمع الدولى ضمن الأطر والمنابر الدولية القائمة حيث إن جريمة الإرهاب لا تعرف الحدود وتحاول استقطاب المغرر بهم من كافة بقاع الأرض»، مشيرة إلى أن «جهود مكافحة الإرهاب يجب ألا تقتصر على العراقوسوريا فحسب بل لتشمل مواقع هذه الحركات أينما كانت من أفغانستان والصومال إلى ليبيا واليمن». من جهته، حذر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة من امتداد الإرهاب الإقليمى إلى بلاده ما لم تتم مواجهته ب«حزم وجدية وسرعة عبر إجراءات صارمة». وأمس الأول، شدد وزير الخارجية المصرى، سامح شكرى، على أهمية «وجود توافق إقليمى ودولى لوضع إستراتيجية متكاملة للقضاء على «داعش». أولاند: كل الخيارات متاحة بما فيها الخيار العسكرى فى ظل تزايد خطر تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا ب«داعش»، ألمح الرئيس الفرنسى، فرانسوا أولاند، إلى إمكانية القيام بعمل عسكرى فى مواجهة التنظيم فى العراق. وذلك عقب ذبح التنظيم لصحفى أمريكى ثانٍ، يدعى سيفن سوتلوف. ففى بيان، أمس الأول، قال مكتب أولوند، إنه بعد اجتماع مصغر لمجلس الدفاع والأمن (يضم كبار مستشاريه العسكريين) «ركز رئيس الدولة على أهمية الاستجابة السياسية والإنسانية وإذا لزم الأمر العسكرية فى إطار القانون الدولى. صحف فرنسية: أى تحرك يحتاج لغطاء أممى صحيفة لوبارزيان الفرنسية، قالت أمس، إن التلويح الفرنسى بضربة عسكرية ل«داعش»، يطمئن الولاياتالمتحدةالامريكية فى تحركاتها العسكرية والدبلوماسية ضد التنظيم، ويمكنها من الاعتماد على مساعدة الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانياوفرنسا فى حربها ضد التنظيم. وأشارت الصحيفة، إلى أن احتمالية وجود رهائن أجانب بيد «داعش»، بعد مقتل الصحفيين الأمريكيين، شجع حكومات الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا للاستعداد للمشاركة فى الحرب ضد التنظيم. وبحسب لوفيجارو، فإن ضرب مواقع التنظيم المتطرف فى العراق من دون التعرض له فى سوريا، ليس كافيا، خاصة أن الحدود بين البلدين اختفت، منذ إعلان داعش «دولة الخلافة» فى يونيو الماضى. وقالت لوموند، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، دائما ما تشكو ضعف المعلومات المخابراتية عن أماكن تواجد مسلحى التنظيم، ما يعنى إمكانية تعريض المدنيين للقصف الجوى بسبب تغلغل المسلحين وسط الأهالى. وهو أمر قد يضعف شرعية الهجوم.