قطعت الصين شوطا كبيرا فى إقامة أكبر تلسكوب بصرى على مستوى العالم تمهيدا لاستخدامه فى مسح 10 ملايين طيف سماوى خلال الأعوام الخمسة القادمة ، فى واحدة من أكثر المحاولات الفلكية طموحا لتسجيل بيانات أساسية من شأنها توضيح الكيفية التى تشكل بها الكون.وأعلنت الحكومة الصينية أنها منحت عقدا بمبلغ 235 مليون يوان 34 مليون دولارأمريكى لاتحاد ممولين يضم نخبة من خيرة العاملين فى الفلك والهندسة للقيام بصنع ذلك التلسكوب المطيافى الفيبرى متعدد الأغراض لمنطقة السماء الواسعة لاموست.وقد حقق فريق البحث الذى تترأسه تسوى شيانغ تشيون خبيرة البصريات ذى الشهرة العالمية والتى ترأس أيضا معهد نانجينغ للبصريات والتكنولوجيا الفلكية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم تقدما فى التحركات المتزامنة للمرايا السداسية التى يبلغ عددها 24 مرآة فى مصحح شميت للانعكاسات الذى يستخدم لملاحقة الأجسام السماوية لأغراض التحليل العلمى.بل إن تسوى وفريقها جعلوا كل قطعة مرآة قطرها 1ر1 متر قادرة على إعادة التشكل من أجل إستهداف أكثر دقة وتصحيح الخطأ فى الملاحظة ، وينعكس الضوء من الأجسام السماوية الى مرآة نصف كروية أكبر مكونة من 37 مرآة سداسية بنفس الحجم وبطريقة متماثلة.وبإستخدام عاكس بفتحة تبلغ 6ر3 مترا ، ومرآة نصف كروية تبلغ فتحتها 9ر4 متر سويا ، وسطح بؤرى يتكون من 4 آلاف ليفة بصرية - وكلها تمثل تكنولوجيات فائقة التقدم - يستطيع العلماء تأكيد تحديد أطياف 5ر2 مليون نجم محدد و5ر2 مليون مجرة و5ر1 مليون مجموعة من المجرات الأشد لمعانا ومليون هدف من أشباه النجوم معظمها فى المجال السماوى الشمالى.وأكدت تسوى شيانغ تشيون خبيرة البصريات رئيس معهد نانجينغ للبصريات والتكنولوجيا الفلكية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إن كافة آل 10 ملايين طيف يتوقع أن يستكمل رصدها خلال فترة الأعوام الخمسة القادمة ، آنذاك تصبح كل البيانات متاحة للعلماء الصينيين والأجانب.تجدر الاشارة إلى أن الأطياف تعد مفتاح علماء الفلك لقراءة التركيب الكيماوى للأجسام السماوية وكثافتها وغلافها الجوى ومغناطيسيتها ، وحتى الآن اكتشف المجتمع العلمى وجود المليارات من الأجسام السماوية إلا أنه تمكن فقط من جمع أطياف ما نسبته واحد من كل 10 آلاف منها.وأوضح سو دينغ تشيانغ الفلكى الصينى الكبير والعضو البارز فى أكاديمية العلوم الصينية أن ذلك التليسكوب لاموست يجسد كل أوجه تكنولوجيا التلسكوبات المتقدمة والحديثة ، ويسهم فى تحقيق حلم البشرية فى تفهم لغز تشكيل الكون ،ذلك الحلم الذى أثاره إختراع جاليليو الايطالى للتلسكوب الفلكى .ولفت إلى أنه قبل التليسكوب الصينى لاموست كان ماسح السماء الأمريكى الرقمى سلون ، إس دى إس إس هو الأكثر قوة فى مجال التلسكوب البصرى الجامع للأطياف.وقال البروفيسور بجامعة شيكاجو دونالد يورك المدير المؤسس لتليسكوب سلون، إس دى إس إس إن البيانات الخاصة بالألياف الموضوعة فى التليسكوب الصينى لاموست تبدو جيدة ومتقنه للغاية الأمر الذى يحقق دقه عالية فى قياسات طول الموجات والتدفق المطلق للأجسام السماوية ، لقد حققت الصين إنجازا حضاريا سيفيد البشرية بأسرها.