تضاربت التصريحات حول حصيلة قتلى اعتصام «الدم» بميدانى رابعة العدوية والنهضة، من جانب المعتصمين، وبين أفراد الشرطة والمواطنين. ولعب الطب الشرعي دورًا كبير خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث أوضحت بياناته تفاصيل ما حدث خلال الاعتصام. وأعلنت مصلحة الطب الشرعي في بيان رسمي أن إجمالي حالات الوفاة التي وردت إلى «مشرحة زينهم» التابعة للمصلحة في أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة بلغت 627 حالة وفاة. وقال الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث الرسمي للطب الشرعي: « حالات الوفاة في فض اعتصام رابعة العدوية التي تلقتها مشرحة زينهم بلغت 377 حالة، يضاف إليها 167 حالة وفاة أخرى، كانوا في محيط مسجد الإيمان بمنطقة مكرم عبيد بمدينة نصر، إلى جانب 83 حالة وفاة أخرى تلقتها مستشفيات مختلفة بالقاهرة بعيدا عن الطب الشرعي، ليصبح بذلك إجمالي حالات الوفاة الناتجة عن فض اعتصام رابعة العدوية، بصورة رسمية، 627 حالة وفاة». ولم يستبعد المتحدث الرسمي وجود حالات قليلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تزيد عن 20 حالة وفاة أخرى في فض الاعتصام قد تكون وقعت وتم دفنها دون إجراء التشريح الطبي والإخطار بها رسميا سواء للطب الشرعي أو المستشفيات. ونفى عبد الحميد ما تردد عن قيام الأطباء الشرعيين بالمشرحة بإجبار أهالي الضحايا، التوقيع على إقرارات بأن ذويهم ماتوا منتحرين مقابل تسليم جثث ذويهم. مضيفًا: « لم نصدر تقريرًا واحدًا عن وفاة ضحايا فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة عن طريق الانتحار». لافتًا إلى أن هذه الشائعة لا محض لها من الصحة. وأوضح عبد الحميد أن 90 % من قتلي «رابعة» كان سبب الوفاة في التقارير الخاصة بهم طلقات نارية. وأشار «عبد الحميد»، إلى أن الطب الشرعى أثبت وفاة 11 حالة بالتعذيب في محيط اعتصام «رابعة العدوية» قبل وفاتها. جاء التقرير الكامل للطب الرشعي الذي تسلمته النيابة في أكثر من 3000 ورقة، يتضمن تفاصيل عدد الحالات التي تم تشريحها والتعامل معها داخل مشرحة الطب الشرعى، وفندت هذه الحالات حسب النوع، ذكر أو أنثى، والفئة العمرية، ونوع الإصابة، وعيار السلاح المستخدم في الإصابة، واتجاه الإصابة. وتضمن التقرير الطبى حالات رجال الشرطة الذين وقعوا خلال يوم فض الاعتصام، سواء على مستوى الجمهورية، أو حصر لعدد الوفيات داخل فض الاعتصام. وتضمن تقرير الطب الشرعي الجزء الخاص بأحداث رابعة: مايلي: 371 حالة وفاة لذكور، و6 حالات خاصة بالإناث، وتفاوتت الفئات العمرية لجميع الحالات، منها 29 حالة في العقد الثانى من العمر، وحالتان لطفلين لم يبلغا عمر ال18 عاما، وواحدة من ضمن هذه الحالات كانت لطفل من إحدى دور رعاية الايتام، وتم التعرف على الجثة عن طريق صاحب دار الأيتام، الذي استلم بنفسه الجثة من داخل المشرحة، وأقر أنها لأحد الطفال المسجلين في كشوف دار الأيتام التي يمتلكها. وبين الحالات «209 حالة كانت في العقد الثالث مع العمر، وهى الفئة العمرية التي سجلت أعلى عدد ضحايا بين أفرادها، و88 حالة في العقد الرابع من العمر، و32 حالة في العقد الخامس من العمر، و14 حالة في العقد السادس من العمر، و5 حالات في العقد السابع من العمر وهم الفئة الأقل تواجدا أو تصدوا للمواجهات». واختلفت أنواع الإصابة، فكانت كالآتى: «331 حالة مصابة بطلق ناري مفرد أطلق من سلاح ناري معد لإطلاق الأعيرة النارية المفردة، و31 حالة مصابة بطلق ناري خرطوش من سلاح ناري رش خرطوش، و5 حالات مصابة بعيار ناري مفرد وإصابة أخرى من طلق ناري خرطوش، و3 حالات مصابة بإصابات رضية نتيجة الضرب بالعصى أو الطوب والحجارة، و7 حالات تعذر تحديد سبب الوفاة بسبب الحروق غير الحيوية، التي أصابت الجثث بعد وفاتها بالفعل، حيث وصلت تلك الحروق إلى مرحلة التفحم، ما أدى إلى تعذر اكتشاف وجود أماكن الإصابات الأخرى التي سببت الوفاة، فضلا عن 37 حالة وفاة مصابة بحروق غير حيوية مع تحديد سبب الوفاة بطلق ناري» وفقًا للتقرير. وحدد الطب الشرعى عددا من أنواع عيار الأسلحة المستخدمة في الأحداث، وجاءت كالآتى: «35 حالة أصيبت بعيار ناري 7.62 مللى، وحالتان فقط أصيبتا بعيار ناري عيار 6.35 مللى، و4 حالات أصيبت بعيار 9 مللى، و336 حالة لم يستقر بها المقذوف الناري، وبالتالى تعذر تحديد نوع العيار الناري والسلاح الذي أطلقت منه» بحسب التقرير. وعن اتجاه الإصابة أوضح التقرير أن: «429 حالة أصيبت من أعلى إلى أسفل، و89 حالة من الخلف إلى الأمام، و149 حالة من الأمام إلى الخلف، و71 حالة من اليمين إلى اليسار، و95 حالة من اليسار إلى اليمين». أحداث النهضة فهناك 21 حالة فقط سقطت خلال فض اعتصام ميدان النهضة، من بينها 4 حالات مصابة بطلق ناري خرطوش، وواحدة مصابة بإصابات رضية، و16 حالة مصابة بإصابات نارية من سلاح ناري مفرد، وجميع حالات فض اعتصام النهضة لم يستقر بها المقذوف الناري، وبالتالى تعذر تحديد العيار ونوع السلاح، بالإضافة إلى أن هناك 4 حالات أصيبت بحروق غير حيوية وصلت إلى مرحلة التفحم» بحسب التقارير. وأشار الطب الشرعي إلى استشهاد 55 ضابطا ومجندا من رجال الشرطة على مستوى الجمهورية، من بينها حالة واحدة في أسيوط، و3 في الإسكندرية، و15 حالة في الجيزة، منها 13 حالة من ضباط وجنود قسم شرطة كرداسة، وحالتان وقعتا أثناء فض اعتصام النهضة، و6 حالات في الفيوم، و10 حالات بالقاهرة منها 8 حالات وقعت في فض اعتصام رابعة العدوية، و15 حالة بالمنيا، و4 حالات ببنى سويف، وحالة واحدة بشمال سيناء» وفقًا لتقارير الطب الشرعي. وحول استغلال الإخوان للأطفال الأيتام باعتصام رابعة، أكد الطب الشرعي أن هناك أحد المندوبين يعمل لدى جمعية جوامع الخير الإسلامية، ذهب لمصلحة الطب الشرعى لاستلام جثمان أحد الأيتام الذين قتلوا في فض اعتصام رابعة العدوية، يسمى صبحى جلال توفيق، مشيرا إلى أن المصلحة تمتلك بياناته بالكامل بعد وصول خطاب رسمى لمصلحة الطب الشرعى، يفيد بأن هذا الطفل كان نزيلا لديهم بالجمعية، حيث قمنا بتسليمه الجثمان بناء على الجواب.