سادت حالة من الصدمة بين الاوساط السياسية والاعلامية الحكومية المصرية، بعد الاعلان رسميا عن فوز رجب طيب أردوغان فى الانتخابات الرئاسية التركية، حيث من شأن فوز اردوغان ان يساهم في زيادة العزلة الدولية والاسلامية على نظام السيسي. قال خبراء سياسيون، إن فوز رجب طيب أردوغان فى الانتخابات الرئاسية التركية من شأنه أن يؤجج الصراع مع نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، مستبعدين وجود تغير في خطابه السياسي تجاه السلطة الحالية في مصر، وموقفه من قرارات الثالث من يوليو باعتبارها “انقلابًا عسكريًا”. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلاقات السياسية بجامعة القاهرة، إن فوز أردوغان، يؤكد أن هذا الرجل زعيم من الطراز الأول وظاهرة تستحق الدراسة بغض النظر عن مواقفه المعلنة تجاه الانقلاب العسكري، ويوضح أنه أهم زعيم سياسي شهدته تركيا منذ مصطفى كمال أتاتورك أول رئيس لتركيا ومؤسس جمهورية تركيا. وأضاف أن الانتخابات أظهرت أن هذا الرجل يحظى بشعبية هائلة ورغم محاولات البعض تشويه سمعته قبل الانتخابات إلا أنه تجاوز كل هذه المهاترات وكسب أرضيه جارفة. ودعا نافعة كلا من مصر وتركيا إلى أن يراجعا مواقفهما لدورهما الإقليمي المهم على المستوى العالمي، واصفًا إياها بأنها سيئ للغاية بعد أحداث 30 يونيو، وأن استمرارها ليس فى الصالح العام لأهم دولتين فى المنطقة، وما يمكن أن يتم من إنجازات فى حالة وجود توافق بينهما. والعلاقة بين مصر وتركيا شبه منقطعة منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، وقد هاجم أردوغان السيسي أكثر من مرة ووصفه عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في يوليو الماضي ب “الطاغية”. وقال بهاء الدين محمد، الباحث في العلاقات الدولية، إن فوز أردوغان فى الانتخابات الرئاسية التركية سيزيد من توتر العلاقات بين القاهرة وأنقره، على ضوء موقفه الرافض لما حدث فى مصر بعد الثلاثين من يونيو واعتباره انقلابًا عسكريًا على السلطة المنتخبة بعد ثورة 25 يناير، متوقعًا أن يزداد الصراع بين البلدين فى الفترة المقبلة، ليس فقط لموقف أردوغان مما حدث فى مصر ولكن سيكون الصراع على النفوذ فى المنطقة ومحاولة تركيا لإيجاد دور لها فى الوقت التى تتطلع فيه مصر لزيادة نفوذها الخارجى واستعادة دورها الإقليمي والعربي. وأضاف “الخطاب السياسي لأردوغان لن يتغير ضد النظام المصرى وخاصة بعد تشكيل المجلس الثورى المصرى بتركيا كأول كيان معارض واستمرار الفعاليات المناهضة للنظام المصرى فى تركيا”، مؤكدًا أن مصر ستسعى لكسب حلفاء جدد وتقوية علاقتها الخارجية من خلال التعاون مع السعودية والإمارات والكويت فى مواجهة تركيا وقطر، خاصة أن نفوذ أردوغان سيتصاعد.