رسالة سرت - هالة شيحةحذر تقرير متخصص قدمه وفد فلسطين المشارك في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر عقدها في مدينة سرت الليبية يوم 27 مارس الجاري من مخاطر السياسة الإسرائيلية الخطيرة في القدس، وخاصة في البلدة القديمة ومنطقة المسجد الأقصى المبارك.ونبه التقرير الذي أعدته وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية إلى مخاطر إقامة كنيس الخراب اليهودي في البلدة القديمة من القدس، وقال: كنيس الخراب مرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى، وكان موعد بناء كنيس الخراب هو السادس عشر من مارس 2010، وكان من المفترض أن يقام على أنقاض المسجد الأقصى، وبما أن الظروف غير مواتية لذلك حالياً، فقد ارتأت الحكومة الإسرائيلية أن يقام هذا الكنيس على مقربة من المسجد الأقصى وعلى أنقاض مسجد آخر على أن تكون قبة الكنيس أعلى من قبة الصخرة، وبلغت كلفته نحو 45 مليون شيكل (أكثر من 10 ملايين دولار).ولفت التقرير الى أنه تم رصد ميزانية له بقيمة 12 مليون دولار تقاسمتها الحكومة ومتبرعون من يهود العالم، وتم البدء ببنائه في 2006 فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور قديمة للكنيس قبل تهدمه عام 1948.وأشار إلى أن إسرائيل وفي قرار حكومي أوكلت مهام إدارة كنيس الخراب إلى ما يسمى بصندوق تراث المبكى وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية تتابع شؤون حائط البراق بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.وأضاف التقرير: يقوم الكنيس على بناء عثماني يقع ضمن الأبنية الإسلامية المجاورة للمسجد العمري وعلى أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف التي فشل الاحتلال بالاستيلاء عليها عام 1948 وفي عام 1967 تم هدم أغلب بيوتها، وإقامة حي استيطاني كبير سمي بحارة اليهود على حساب حي الشرف.وأكد أن اليهود يعتبرون بناء كنيس الخراب مؤشراً على قرب بناء معبد جبل الهيكل على أنقاض الأقصى، كما يظنون أن ذلك سيقربهم مما يسمونه خلاص اليهود، كما تتحدث الجماعات اليهودية عن نبوءة مفادها (أن حاخاماً يهودياً عاش في عام 1750 قال أن يوم البدء في بناء الهيكل الثالث المزعوم هو اليوم الذي يلي اعادة افتتاح كنيس الخراب، والذي تقول الأساطير الصهيونية أنه دمر خلال عهد الدولة العثمانية بعد 21 عاماً من بنائه).وقال التقرير: يدلل تزامن افتتاح الكنيس في القدسالمحتلة مع اليوم العالمي من أجل بناء الهيكل المزعوم على حقيقة نوايا ومآرب الاحتلال من وراء بنائه، موضحا أن من بين الأهداف غير المعلنة لبناء كنيس الخراب، بنظر خبراء يتابعون قضية القدس ومقدساتها، ما يرتبط باختلاق تاريخ عبري موهوم في القدس دعماً للمزاعم السياسية الإسرائيلية في المدينة، وهذا ما يؤكده عالم الآثار الإسرائيلي مائير بن دافيد الذي ينفى كونه موقعا أثريا بخلاف المزاعم اليهودية الرسمية.وبين أن كنيس الخراب يرتفع 24 مترا وتشمل قبته 12 نافذة، وطليت قبته باللون الأبيض ويقع على مسافة عشرات الأمتار من الجدار الغربي للمسجد الأقصى وبجواره ملاصقة يقوم المسجد العمري التاريخي.وأشار إلى أنه بحسب المزاعم الإسرائيلية تم بناء كنيس الخراب في مطلع القرن الثامن عشر، ثم أعيد بناؤه في منتصف القرن التالي بعد خرابه إلى أن تهدم عام 1948 خلال محاولة إسرائيلية لاحتلال القدسالشرقية ومن هنا جاءت تسميته بالخراب.وأوضح أن من بين أهداف بناء هذا الكنيس أيضا هو محاولة إخفاء معالم الحرم القدسي ببناء مقبب مرتفع يحاكي شكله الخارجي باعتباره المعلم العمراني الأوضح والأبرز في القدس من مختلف جهاتها