إحتفلت مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر أول أمس بالشاعر العراقى الكبير على جعفر العلاق وذلك ضمن الفعاليات التى تقيمها المؤسسة لتمهد الطريق إلى الإفتتاح الرسمى لها وقد حضر الإحتفالية جمهور من المثقفين العرب من مصر واليمن والعراق وفلسطين وتونس، ومن الأسماء المعروفة الناقد عمر شهريار والشاعرة هبة عصام والشاعر عبد الله راغب والشاعر اليمنى خالد السياغى والشاعر التونسى مراد بن منصور وغيرهمحيث بدأت الفعالية بكلمة ترحيبية بالعلاق تلاها الشاعر اليمنى هانى الصلوى رئيس مجلس إدارة المؤسسة موضحا عمل مؤسسة أروقة وأهداف وغايات المثقفين الشباب الذين عكفوا على تأسيسها لتكون منبرا ثقافيا عربيا في القاهرة إحدى أهم الحواضن الثقافية وأكثرها حيوية ونشاطا قائلا: إن حضور شاعر عربي كبير مثل على جعفر العلاق فى مؤسسة أروقة يعد الإفتتاح الرسمى والحقيقى لها، وأضاف: إن تجربة العلاق تعد واحدة من التجارب الشعرية المهمة هذا فضلا عن جهده النقدي الذي عمل فيه مسبارا في الذاكرة الشعرية والثقافية العربية لكشف ميزات جمالية مهمة غدت في الكثير منها نهجا نقديا له وزنه وإعتبارهثم ترك إدارة الأمسية للشاعر والناقد المصري الدكتور عايدى على جمعة الذى أشاد بالشاعر الكبير حيث يعتبره من الشعراء العرب الذين لهم مكانة رفيعة ومهمة ثم عرف الجمهور ببعض من سيرته، إذ ولد العلاق في محافظة واسط - جنوب العراق عام 1945 وحصل على بكالوريوس اللغة العربية من الجامعة المستنصرية عام 1973 والدكتوراه من جامعة اكستر البريطانية عام 1983 وهو أحد الشعراء العرب المعروفين حيث أصدر أكثر من عشرين كتابا بين النقد والشعر والدراسات الفكرية والثقافية.ثم ليقرأ العلاق بعدها قصيدتين من ديوانه الجديد عشبة الوهم أصغى لها الجمهور بإعجاب شديدوَجهي نُعاس طِيور الماءيَشعِله رَمل النَخيلوفي كَفٌيكِ ينطَفئحقائبي حَطَبُيَبكيوحنجرتي سَفينهشب في أعشابها الصدأأبقى، وتبقينمنديلاوأغنيةبين الأصابع والأهداب تختبئ....بعدها قدم الشاعر والناقد العراقي ماجد موجد شهادة بمثابة سيرة ذاتية وحياتية عن العلاق ذكر فيها لقاءه الأول به قبل عشرين سنة ولم يلتقيه بعدها إلا هنا في القاهرة وقال موجد الذي يعمل في المؤسسة للتهيئة لإصدار مجلة ثقافية شهرية: كنت أدقق فيه وأنا أتشرب تلك الذكرى والهواجس المتمردة المنفلتة حين كنت أحسب أن للشعر مهمةً أكبر مما عرفتها فيما بعد، أفسد الدهر علي دهشتي لكنه زادني خبرة في التعامل مع صرخة إلهية بالكاد تسمع صداها، فلم يفارق العلاق تلك الملامح التي وجدتها عليه في نصوصه وسيره المتناثرة في حوارات ومقالات هنا وهناكذلك الطفل القروي المتمرد المتعب المشاكس المتشيطن ومن ثم الهاديء الساكن الحالم صاحب الحياء الجم، ومن ثم ما دفع به أن يكون شاعرا كبيرا ومثقفاً مهما في الحاضن الثقافي العربي، وأضاف موجد: وما مازال العلاق يمتاح من مجال الطفولة ذاك، إذ يعتقد بعمق أنه لا يوجد إبداع حقيقً دون طفولة حقيقية والطفولة عنده ليست فقط مرحلةً زمنيةً بل هي إحساس حر ومزاج طري وفيض من الخيال الطلق والإنبهار الحيّ بالعالم وأشيائه وكائنات وفجائعه ومخابئه إنها تاخذه بعيدا عن شيخوخة المخيلة وتقي لغتَه من تصلب الشرايينوقرأ العلاق بعد ذلك مجموعة أخرى من أحدث قصائده وبالأخص عشبة الوهم الصادرة مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصريةثم تلت القراءة شهادة نقدية عن تجربة العلاق الشعرية التى قدمها الشاعر المصرى محمود سليمان وقد تناول فيها قراءة في عدد من نصوص العلاق وطبيعة تعامله الخاص مع اللغة وأعقبه كلا من الشاعر خالد عبد القادر والشاعر أحمد زكريا بقراءة مجموعة من قصائد العلاق بأصواتهمبعد ذلك طلب الشاعر على جعفر العلاق الإستماع إلى الحاضرين من الشعراء وبناء على هذا الطلب ألقى مجموعة من الشعراء بعض الأجزاء الشعرية من قصائدهم منهم الشاعر عبد الرحمن مقلد من مصر والشاعرة إنشراح حمدان من فلسطين والشاعرة تقى المرسى من مصر والشاعرة غادة خليفة من مصروفي نهاية الإحتفاء الذي حضرته عدد من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة قدمت الهيئة الإدارية للمؤسسة بمديرها هاني الصلوي باقة ورد إلى العلاق الذي عبر عن سعادته بهذا الإحتفاء فقال: اليوم هو من الأيام المهمة التي ستبقى منحوتة في ذاكرتي فإن هذا الإحتفاء من أهم ما أقيم لي من جلسات وإحتفاءات إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وأضاف: لقد كاد يبكيني ماجد موجد بعرضه لتجربتي الإنسانية بطريقة مجتهدة ومخلصة وأدخلني هاني الصلوي ببهجة عارمة حين أشار إلى أن وجودي هو إفتتاح رسمي لمؤسستهم الثقافية التي تذكرني بأصالة مجموعات من الشباب المثقفين العرب الذين نهضوا بالثقافة العربية منذ منتصف الخمسيناتوظل الحفل مستمرا بتبادل الكتب والمطبوعات وإلتقاط صور تذكارية مع المحتفى بهفي مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر