كتبت: هدى حسننظم مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية يوم أمس الموافق 15 ديسمبر الحالى، احتفالية كبرى لمنح جائزة مسابقة حسن فتحي للعمارة 2010، وهي المسابقة التي تقام للعام الثاني على التوالي، بالتعاون مع لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، بهدف الارتقاء بالعمارة المصرية المعاصرة وتشجيع وتكريم المهندسين المعماريين المصريين.وشهدت الاحتفالية عقد ندوة دولية تحدث في جلستها الأولى لويس هورتيت، عن جائزة ميس فان ديروه؛ جائزة الاتحاد الأوروبي للعمارة المعاصرة، كما تحدث المهندس فاروخ ديراخشانى عن جائزة الأغاخان للعمارة لعام 2010. أما الدكتور راسم بدران فألقى كلمة بعنوان: أفكار عن رواية المكان: نحو تعضيد حضري وليس تهديد حضري. أما الجلسة الثانية جاءت بعنوان الإسكان منخفض التكاليف في مصر: السياسات والتطبيق، وشارك فيها الدكتور أبو زيد راجح؛ وكيل وزارة الإسكان، بورقة بحثية، قدمها المهندس صلاح حجاب؛ رئيس لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، كما تحدث في الجلسة الدكتورة دينا شهيب؛ أستاذ مركز بحوث الإسكان والبناء، والمهندس محمد مصطفى؛ مساعد نائب رئيس هيئة المجمعات العمرانية الجديدة.وقال لويس هورتيت إن جائزة ميس فان ديروه تهدف في الأساس إلى تعميق فهم الجمهور العام والقطاع الخاص بأهمية العمارة في تنظيم المجتمعات، مشيرًا إلى أن الجائزة يتم تقديمها كل عامان، وقد حصل عليها مسبقًا مشروعات من عدد كبير من الدول الأوروبية، كإسبانيا، وألمانيا، والنرويج، والمملكة المتحدة، وهولندا، وفرنسا. وأوضح أن لجنة تحكية الجائزة تقوم في المرحلة الأولى من عملية التحكيم باختيار خمس مشروعات من ضمن الكم الهائل من المشروعات المرشحة لنيل الجائزة، ثم تقوم اللجنة بمعاينة المشروعات لاختيار الفائز بالجائزة.وعن جائزة الأغاخان للعمارة لعام 2010، قال المهندس فاروخ ديراخشانى إن الجائزة تم إطلاقها منذ 23 عام، وكان المهندس حسن فتحي هو أول من فاز بالجائزة الخاصة التي تقدم للمعماريين المتميزين، وذلك عام 1980. وأضاف أن الجائزة كانت تقدم في الأساس للمشروعات القائمة في المجتمعات الإسلامية، وبينما اقتصرت المشاركات في البداية على البلدان الإسلامية، إلا أن مجموعة كبيرة من المشروعات المشاركة الآن تأتي من المجتمعات الإسلامية في الدول الغربية.ويتحدث الدكتور أبو زيد راجح، في بحثه الذي ألقاه المهندس صلاح حجاب على الحضور، عن الإسكان في مصر خلال النصف الأخير من القرن العشرين، مبينًا أن العنصران الحاكمان في مسار الإسكان في مصر هما القوانين بين المالك والمستأجر، وسياسات الإسكان. ويشير إلى أن فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين كانت فترة الاهتمام بالإسكان الشعبي، بينما كانت فترة منتصف الستينيات والسبعينيات هي فترة اتباع سياسة توفير إسكان محدودي الدخل، أما فترة الثمانينيات والتسعينيات اتسمت بسياسة توفير الاسكان فوق المتوسط والفاخر.ومن جانبها، قالت الدكتورة دينا شهيب إن مشكلة الإسكان في مصر هي وجود سياسات للبناء وليس سياسات للتنمية، فهناك قدر كبير من النمطية، ونماذج لوحدات يتم توحيدها في حالات مختلفة ومتنوعة، كما أنه يوجد سرعة في التنفيذ دون التفكير في القيمة.وتحدث المهندس محمد مصطفى عن أنشطة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وهي جهاز الدولة المسئول عن التنمية العمرانية، وأن هدف الهيئة هو خلق مراكز عمرانية جديدة، وإعادة توزيع السكان بعيدًا عن الشريط الضيق لوادي النيل، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، وتوفير قاعدة اقتصادية وصناعية، وإيجاد فرص عمل للشباب، والارتقاء بمستوى الخدمات والمرافق.وأعلن بدران أن اللجنة قررت حجب الجائزة الأولى في فرع مشروعات الإسكان المنخفض التكاليف، ومنحت أربع جوائز تقديرية إلى: مشروع حدائق زايد؛ للابتكار في الفكرة المعمارية المقدمة والتي تركز على التدرج الفراغي بين الفراغات الداخلية والخارجية في الإسكان منخفض التكاليف، ومشروع قرية الصيادين بالمكس؛ وذلك لإسهامه في تمكين المجتمع المحلي - عن طريق الفنون الاحتفالية - من المشاركة في تحسين البيئة العمرانية، ومشروع قرى الظهير الصحراوي بسوهاج؛ لاتباعه منهج التخطيط على مراحل، وأخيرا مشروع هرم سيتي؛ تقديرًا للجهد الرائد للقطاع الخاص في تطوير مشروعات الإسكان وتحديدًا منخفضة التكاليف.وذهبت الجائزة الأولى في مجال الحفاظ على التراث المعماري إلى صالح لمعي، عن مشروع ترميم وكالة بازرعة، لاستخدامه المنهجية والمدخل العلمي للتوثيق والترميم. كما تم منح جائزتين تقديريتين إلى: عماد فريد ورامز عزمي، عن مشروع فندق البابنشال بسيوة، للرؤية المستقبلية التي تم اتباعها في الترميم وإعادة الاستخدام لأنقاض شالي وتحويلها إلى مشروع ذو استدامة اقتصادية، وعلاء الحبشي، عن مشروع ترميم بيت الرزاز، للتدخل الحساس والمرهف في عملية الترميم وتحديدها إلى أقل حد ممكن للحفاظ على أصالة المبنى التاريخي.وحصلت مجلة مجاز على الجائزة الأولى في فرع التأليف المعماري لتنوع موضوعاتها وتغطيتها التحليلية الناقدة في مجالات التصميم المختلفة. بينما قررت لجنة التحكيم اختيار ثلاثة فائزين بجائزة إنجازات المسيرة المهنية؛ وهم: علي رأفت؛ لإسهاماته في مجال التعليم والإشراف على العديد من الرسائل العلمية وتكريس العقدين السابقين لنشر أفكاره بين الطلبة والمجتمع بصفة عامة، وزكية شافعي؛ لتفانيها في مجال تصميم مباني الرعاية الصحية ومشاركتها في الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، وصلاح حجاب؛ لإسهامه في زيادة الوعي العمراني والمعماري لدى الجمهور من خلال مقالاته الأسبوعية في الصحف القومية.وقام الدكتور إسماعيل سراج الدين بتوزيع الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين، كما قام بتسليم جائزة خاصة إلى الدكتور يحيى محمد الزيني، تكريمًا لدوره في دعم مسيرة العمارة والفنون، وتم توزيع ميداليات تقديرية لأعضاء لجنة التحكيم.يذكر أن لجنة تحكيم جائزة حسن فتحي للعمارة لهذا العام يرأسها الدكتور إسماعيل سراج الدين، وتضم كل من جورج عربيد، وحاتم الطويل، والدكتور راسم بدران، والدكتور سامح العلايلي، وسمير ربيع، والدكتور سوها أوزكان، والمهندس سيف الله أبو النجا، وعبد الله عبد العزيز، وعلي جبر، وفاروخ ديراخشانى، ولويس هورتيت، ومراد عبد القادر، وممدوح عبد الكريم. أما مقرر الجائزة فهو الدكتور خالد عصفور، ومنسق الجائزة الدكتور صلاح زكي، والدكتور محمد عوض؛ مدير مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط.وكانت مكتبة الإسكندرية قد نظمت بالتعاون مع لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، الدورة الأولى لمسابقة جائزة حسن فتحي للعمارة في عام 2009، تحت عنوان الهوية في العمارة المصرية المعاصرة، وشارك فيها 18 متسابقًا ب 32 مشروع. وفاز منزل العلايلي بكينج مريوط بالإسكندرية بالجائزة لتعبيره عن العمارة المصرية المعاصرة، كما حصلت ثلاثة مشروعات إضافية على شهادات تقدير خاصة، وهي: مبنى الزوار بمحمية وادي الجمال بمرسى علم، ومبنى مقر مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية بالقاهرة (من أعمال المرحوم عبد الباقي إبراهيم)، وقرية كفر الجونة بالبحر الأحمر.