بفضل السلب والنهب .. مصنع الحديد والصلب بحلوان صرح صناعى ينهار

مصنع الحديد والصلب بحلوان تم إنشاؤه عام1961 وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ووزير الصناعة وقتها المهندس عزيز صدقى ،وكان الهدف من إنشائه استغلال مناجم الحديد والقيام بكافة الأعمال المتعلقة بصناعة الحديد والصلب والاتجار فيها ،كانت القدرة الإنتاجية للمصنع وقتها 265 ألف طن من الصلب سنويآ وبطاقة عمالية 12 ألف عامل ويقع على مساحة 1700 فدان ،ليكون أول مجمع متكامل فى العالم العربى والشرق الأوسط لإنتاج الحديد والصلب للاستهلاك المحلى والتصدير.
ولعمال المصنع تاريخ نضالى طويل يبدأ منذ السبعينات ومستمر حتى الآن فى عام 1971 اعتصم العمال داخل المصنع للمطالبة بإقرار بدل طبيعة العمل واستطاعوا تحقيق هدفهم.
فقد استشهد العامل "عبدالحى سليم" برصاص الداخلية فى اعتصام عام 1989 ،حيث اقتحمت الداخلية مقر المصنع بالمدرعات واستخدمت الخرطوش واعتقلت المئات من العمال وتم نقل القيادات العمالية ،وبعدها استجابت الشركة لكافة مطالب العمال ،واستمر نضال العمال الى فبراير 2010 اعتصام عمال العقود المؤقتة مطالبين بالتثبيت بعد انقضاء المدة القانونية للعقد وبعد ثورة 25 يناير والانفلات الأمنى الحادث بعدها تعرض المصنع لعمليات سرقة ونهب كثيرة ما أدى الى خسارته ملايين الجنيهات ،فاعتصم العمال فى 2012 مطالبين بتعيين حراسة من الجيش على المصنع الى أن استجاب المجلس العسكرى لطلبهم.
وأخيرآ وليس آخرا اعتصم العمال فى شهر ديسمبر 2013 مطالبين بصرف الأرباح المستحقة لهم وهى 16 شهراً.
ومنذ عامين حتى الآن وبعد أن كان مصنع حديد وصلب حلوان هو الأوحد فى الشرق الأوسط تدهور الحال وأصبح المصنع الآن يعمل بثمن ب "ثُمن" طاقته الإنتاجية فقط.
فالمصنع يحتوى على عنبرين خاصين بعملية التلبيد وكل عنبر يحتوى على 5 ماكينات الذى يعمل منهم منذ أكثر من عام هم 3 ماكينات بكل عنبر والإدارة على علم بذلك ،حيث ان الماكينات بها أعطال فنية،فأصبحت مدة العمل بكل وردية تتراوح بين ساعة الى ساعتين من أصل 8 ساعات للوردية الواحدة أى بمعدل عمل من 3-6 ساعات على مدار اليوم ،ومنذ الأسبوع الماضى والماكينات لا تعمل بسبب النقص الشديد فى فحم الكوك اللازم للتشغيل ،الأمر الذى يخسر الدولة مئات الآلاف يوميآ ،حيث بلغت خسائر الشركة خلال الفترة من يونيو 2011 حتى نهاية مارس 2012 396.8 جنيه ،وبالتالى فشركة الحديد والصلب طبقآ لإحصائيات الدولة هى شركة تخسر يوميآ ،الأمر الذى يفتح الباب أمام إمكانية طرح الشركة للخصخصة !!!
حيث يقول أ: عمارة إبراهيم نائب رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية والكهربية وعضو مجلس إدارة الشركة القابضة ،إن الموازنة التقديرية للسنة المالية من شهر يوليو 2013 الى شهر يونيو 2014 كان من المفروض انتاج 700 ألف طن ولكن نتيجة لنقص الفحم بسبب تقصير شركة الكوك التى تورد الفحم للمصنع ،حققنا 135 ألف طن فقط !!
ويقول نعمل الآن على تشغيل فرن 4 حيث أنه لايوجد سوى فرن 3 فقط يعمل الآن .
وأضاف عمارة عقد إجتماع بين إدارة الشركة القابضة وإدارة شركة النصر لصناعة الكوك تم التوافق على ضخ 800 طن يوميآ بدءآ من يناير 2014 بدلآ من متوسط 300 طن.
وأكد أنه من المتوقع أن تصل الشركة بمتوسط انتاج 30 ألف طن فى نهاية فبراير ،أما عن الأرباح ففى حالة تحسن الأوضاع المالية والإنتاجية للشركة سوف يتم التفاوض بين الشركة القابضة ومصنع الحديد والصلب على سداد باقى مستحقات العمال على 3 شهور ،وللعمال رأى مختلف فلم تصرف لهم الملابس الواقية من أحذية وكمامات منذ أكثر من عام ،وهو مايعرضهم للإصابة بأمراض حساسية الصدر ،حيث يذكر العمال إزدياد نسبة الإصابة بالسرطان والكبد بين زملائهم حيث يعمل العمال تحت ظروف بيئية سيئة للغاية فالإضاءة غير كافية ،وأعمال الصيانة الدورية الخاصة بالمصنع من مبانى ومعدات لم تتم ،ولا وجود لأى مواصفات أمان داخل المصنع.
أيضا عدد أفراد الأمن المسئولين بتأمين المصنع غير كاف فالمصنع يتعرض للكثير من أعمال النهب والسرقة ،كما أن الأرض المحيطة بالمصنع والمشتل الخاص به تم الاعتداء عليها من قبل أهالى المنطقة وإقامة المبانى عليها.