هربوا من قصف الطائرات فوجدوا الخيام بانتظارهم بكل ما تحمله حياتها من بؤس وقهر. وانتظروا الشتاء محملا ب"بابا نويل" وعطاياه التي لا تنتهي، وإذا به يعطيهم الموت على هيئة "بائعة الكبريت" التي ماتت بنفس الطريقة في الأسطورة العالمية. هي العاصفة الثلجية "أليكسا" التي جاءت خصيصا لتسعد أطفال سوريا الذين عانوا من مشاهد الموت والقتل، ولكنها أخطأت في الموعد فاضطرت لتأخذ معها نحو 14 طفلا اضطروا ليسكنوا أماكن خالية من الدفء. من جهة المدن التي توفي بها الأطفال جراء البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة، وثقت "لجان التنسيق المحلية" وفاة طفلين في مدينة حماة، ووفاة سيدة وطفلها في طريقها من حماة إلى حمص، وطفلة في مخيم اليرموك بدمشق، وثلاثة أطفال في الحجر الأسود بريف دمشق، وطفلة في مدينة الحارة بحوران، وطفل في في قرية سلقين بمدينة إدلب. أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقالت إن أليكسا أنهى حياة أربعة أطفال حديثي الولادة في مخيم جرابلس في منبج بريف حلب. فيما سجلت حالة وفاة واحدة في مدينة حلب في حي الميسر لطفل. وفي حمص سجلت الشبكة وفاة ثلاثة أطفال اثنان منهم في الحولة غرب حمص وطفلة في حي الوعر. الأرقام هذه بحسب الموثقين ليست دقيقة تماما حيث من الممكن أن تكون أكبر في ظل عدم توثيق كل حالات الوفاة، عداعن أن "أليكسا" أنهت حياة 3 رجال سوريين إحداهم في إدلب، وآخرين في الحولة بحمص والتي شهدت مجزرتين يحوم أشباحهما في وجدان السوريين. الموت يعصف بالسوريين بكل الوسائل، ولكن الطريف المبكي وفقا لما كتبه أحد الناشطين على صفحته في "فيس بوك" أنه ورغم أجواء البرد القارس إلا أن مدفعية النظام في جبل قاسيون لم تتوقف عن القصف، مستغربا وبسخرية "كيف لم تتجمد أصابع الجندي الذي يقوم بالقصف في ظل هذه الظروف".