هى ذكرى الدم وقنص العيون والغاز ..حدث ليس كأى حدث أنها ذكرى مجزرة محمد محمود التى يريد لها الثوار أن تكون مناسبة للتأكيد على أن شعلة الثورة لم تنطفىء بعد بينما يسعى الأخوان لاستغلالها لاحتلال ميدان التحرير وما بين هؤلاء وأولئك تبقى مشاهد ما جرى شهادة على تضحيات شعب رفض سرقة ثورته .." النهار " تفتح الملف وتوثق الحدث فى السطور التالية:- فى البداية قالت شيماء حمدي، عضو المكتب السياسى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إن الحركة تجهز لفعاليات ذكرى أحداث محمد محمود، على المستويين؛ الميدانى والإعلامي، موضحة بأنهم بدأوا فى التنسيق مع الكيانات الثورية الأخرى التى ستشارك فى الفعاليات. وأوضحت عضو المكتب السياسى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، أن الحركة تسعى بالتنسيق مع الحركات الثورية الأخرى، لإقامة الفعاليات دون استغلال من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها على المستوى الإعلامي، مشيرة إلى أنهم يرون أن "الإخوان" يدها ملوثة بدم المصريين مثلها مثل المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوي، المسئول عن ما شهده شارع محمد محمود من أحداث. ولفتت شيماء حمدي، إلى أن الحركة تعمل ثلاث مستويات للحشد للذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، مضيفة أنهم يبحثون تذكير المواطنين بموقف الداخلية بالمجازر التى قامت بها فى أحداث محمد محمود الأولى والثانية، وكذلك بموقف جماعة الإخوان المسلمين المخزي، سواء فى الأولى، حيث تخلوا عن الثوار ووصفوهم ب"البلطجية" من أجل التجهيز لانتخابات البرلمان، أو فى الأحداث الثانية، التى كانوا فيها فى الحكم ووصفوا خلالها الثوار أيضا ب"البلطجية". وشددت عضو المكتب السياسى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، على أن مشاركتهم فى الفعاليات، تأتى للمطالبة بمحاكمة المسئولين الحقيقيين عن أحداث محمد محمود الأولى الذين لم يحاكموا حتى الآن، والتأكيد على رفضهم ما سمته ب"أساليب حبيب العادلي" الذى ما زالت تمارسه وزارة الداخلية ضد المواطنين، مستغلة تأييد المواطنين الراغبين فى الأمن والاستقرار. من جانبه، قال الناشط السياسى خالد السيد، عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة "ثوار"، إن الجبهة تنسق خلال الفترة الحالية من بعض الكيانات الثورية، على شكل الفعاليات التى ستقام فى الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، التى شهدت فى ذكراها الأولى ما وصفه ب"انتهاكات وعنف" ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بالقصاص من قتلة شهداء الأحداث الأولى، التى خلفت ما يقرب من 50 شهيدا، مما أسفر عن سقوط شهداء جدد. وأشار العضو المؤسس بجبهة طريق الثورة "ثوار"، إلى أنهم يسعون خلال الفعاليات، لتذكير المواطنين بما حدث فى شارع محمد محمود فى عام 2011، من جرائم فى ظل حكم المجلس العسكرى للبلاد، على الداخلية بقيادة اللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية الأسبق، وكذلك التذكير بالموقف المخزى لجماعة الإخوان المسلمين التى تريد حاليا إحياء الذكرى، من الأحداث، مشيرا إلى أن الإخوان شككوا فى الثوار الذين كانوا يناضلون فى سبيل إنهاء حكم المجلس العسكري، وتركوهم يقتلون ووصفوهم ب"البلطجية" من أجل خوض الانتخابات البرلمانية وقالوا جملتهم الشهيرة " إنهم يريدون أن يقفزوا على العرس الديمقراطي"، وفى الذكرى الأولى للأحداث عام 2012، وعندما كانوا هم فى سدة الحكم، قاموا بنفس قام المجلس العسكرى من انتهاكات وعنف ضد المتظاهرين السلميين الذى خرجوا للمطالبة بالقصاص لشهداء الأحداث الأولى، فسقط شهداء جدد، وقالوا مرة أخرى على الثوار والشهيدين "جيكا" و"نجيب" بأنهم "بلطجية"، واتهموا المصابين بأنهم يتعاطون "ترمادول" وأنهم ممولون من الخارج. وأكد خالد السيد، أنهم يرفضون مشاركة الإخوان لهم فى فعاليات إحياء ذكرى أحداث محمد محمود، وينسقون بين القوى الثورية، كيفية إقامة الفعاليات بصورة تحول دون تمكن جماعة الإخوان المسلمين من المشاركة فيها أو استغلالها إعلاميا لصالحها، مشددا على أنهم يرون أن يد الإخوان ملطخة بالدماء مثلهم مثل قادة المجلس العسكرى السابقين الذين ارتكبوا مذبحة محمد محمود الأولى. من ناحيته، قال خالد المصري، المتحدث الرسمى باسم حركة شباب 6 إبريل "جبهة ماهر"، إن الحركة قررت المشاركة فى إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، إلا أنه أكد أن الحركة لم تستقر حتى الآن على شكل الفعاليات التى سوف تقوم بها. وحول الدعوى المقامة أمام محكمة القضاء الإدارى المطالبة بحل الحركة، والمقرر نظرها فى يوم ذكرى أحداث محمد محمود، قال المتحدث الرسمى باسم حركة شباب 6 إبريل، إن قرار المحكمة بتحديد جلسة حل الحركة وإدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية فى جلسة 19 نوفمبر لن يعوقنا نهائيا عن المشاركة فى فعاليات إحياء ذكرى الأحداث، مشيرا إلى أن تحديد هذا اليوم بالذات ليكون موعد جلسه حل الحركة ربما جاء لمنعنا من المشاركة ولكن هذا الأمر لم ولن يحدث. وأوضح خالد المصري، أن "6 إبريل" سوف تجتمع من أجل بحث كيفية تنظيم فعاليات اليوم، لافتا إلى أنه من المقرر الإعلان عن شكل الفعاليات عقب ذلك الاجتماع، المقرر عقده خلال الأيام القليلة القادمة. من جهتها، قالت عبير سليمان، أمين تنظيم تكتل القوى الثورية "الجبهة الحرة"، أن التكتل يقوم الآن بالتنسيق مع عدد من القوى الثورية من خارج التكتل للتشاور حول شكل فعاليات اليوم، موضحة أنه من المقرر أن تشارك غالبية القوى الثورية فى إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود. وأكدت أمين تنظيم تكتل القوى الثورية ، أن فعاليات القوى الثورية خلال إحياء الذكرى سوف تكون داخل شارع محمد محمود وميدان التحرير فقط ، لافتة إلى أنه سوف يشارك فى تلك الفعاليات عدد من الفنانين وراسمى الجرافيتى لرسم رويتهم للأوضاع الحالية التى تمر بها البلاد، إلى جانب مشاركة عدد من مغنيى الثورة، الذين سيقومون بغناء بعض أغانى الثورة، مشيرة إلى أن "تكتل القوى الثورية" يقومون بالاتفاق مع أولتراس أهلاى وأولتراس زمالك، من أجل تنسيق الفعاليات معاً. فى ذات السياق، أكد الناشط السياسى أحمد دومة، أن نزول جماعة الإخوان المسلمين إلى الشارع فى ذكرى أحداث محمد محمود نوع من الغباء السياسى لأنهم خانوا الثورة من البداية بتصريحاتهم ضد شباب الثورة ووصفهم للشباب بأنهم بلطجية و تأييدهم للمجلس العسكرى السابق خاصة أثناء أحداث محمد محمود. وأضاف فى تصريحات صحفية:"إذا نزل الإخوان فى ذكرى محمد محمود فهم يذهبون إلى قبورهم بأيديهم وستؤدى إلى مجزرة لأن شباب الثورة نازلين". أحمد حرارة.. "أيقونة" شارع "عيون الحرية" الدكتور أحمد البلاسى الشهير باسم أحمد حرارة هو طبيب أسنان مصرى فى الثلاثين من عمره، تخرج فى كلية طب الأسنان بجامعة 6 أكتوبر وفقد كلتا عينيه فى خضم أحداث ثورة 25 يناير. فقد "حرارة" عينه اليمنى يوم جمعة الغضب فى 28 يناير 2011 بميدان التحرير، ثم عاد إلى الميدان مرة أخرى ليفقد اليسرى فى أحداث 19 نوفمبر ، المعروفة باسم أحداث محمد محمود. وكان "حرارة" قد أعلن العام الماضى أنه سيقوم برحلة علاجية إلى سويسرا وألمانيا فى محاولة لإجراء جراحة قد تعيد إليه البصر فى إحدى عينيه، إلا أن جراحة كان قد أجراها فى فرنسا فشلت بسبب شدة الإصابات التى تعرض لها، وصعوبة التدخل الجراحي.. ليبقى ويكون أحد أبرز "أيقونات" أحداث محمد محمود، بعدما فقد عينه فى الأحداث لترى البلد النور. نشطاء يحيون الذكرى الثانية لأحداث "محمد محمود" بنشر "قائمة الأبطال": الشهداء الخمسين.. لم ولن ننسى مع حلول الذكرى الثانية، التى قامت فيها جرى فيها ارتكاب مجزرة ضد الثوار بشارع محمد محمود بالقرب من وزارة الداخلية فى 19نوفمبر من العام قبل الماضي، تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" أسماء شهداء الأحداث. ونشر النشطاء أسماء 50 شهيدا فقدوا فى الأحداث بالإضافة إلى بعض الثوار الذين فقدوا أعيونهم فى الاشتباكات وفى مقدمتهم الدكتور أحمد حرارة والمدون مالك مصطفي والزميل الصحفى مصور جريدة المصرى اليوم أحمد عبد الفتاح. وكتب النشطاء على قائمة أسماء الشهداء "قائمة الأبطال.. شهداء محمد محمود.. لم ولن ننسي".. وعلق مستخدمو "الفيسبوك" على أسماء الشهداء قائلين "لن ننسى من ضحوا بأرواحهم لنحى نحن.. المجد للشهداء.. وأسماء الشهداء هم؛ (إبراهيم سليمان محمد، إبراهيم عبد الناصر قطب، أحمد سمير أحمد، أحمد سيد سرور، أحمد صديق، أحمد طارق، أحمد عبد الرءوف، أحمد فاروق حسين، أحمد محمد عبد العليم، أحمد محمد عبد الحميد، أحمد محمود أحمد، عزت عبد الواحد، عصام السيد صابر، على صلاح خضر،محمد سعيد إمام، عبد الرحمن عبد الحميد، يحى زكي، عاطف محمد عودة، عاطف محمد فاروق، أيمن أحمد عبد الرءوف، أيمن أحمد عبد الحليم ،بدرى حمد بدري، بهاء السنوسي، حازم مشحوت محمد إبراهيم، حسام السيد صابر، حسام حمدى خليفة، سيد جابر محمد سليم، سيد خالد سيد، شهاب الدين أحمد إبراهيم، عادل إمام جاد كريم، عاطف محمد داود، محمد سمير رمضان، محمد صالح محمشد، عمرو محمد أحمد عبد الخالق، عمرو محمد البحيري، عمرو محمود محمد، ماجد يوسف، محمد أحمد السيد، محمد الحسينى البرعي، محمد السيد عبد الفتاح، محمد أنور عبد الله، عاطف محمد محمد، عبد الخالق السيد عيد، محمد بشر أنور، محمد بشير تهامي، محمد ربيع نبيل شحاتة، محمد عبد النبي، محمد محمود، مصطفى محمد عبد المنعم، مصطفى محمد عمر، منتصر مكرم عبد الرحمن). الصحفى أحمد محمود.. أول شهداء الشارع "أحمد محمود أحمد".. شاب مصرى بسيط لم يشتغل بالسياسة ولم يقترب منها، لم يكن يعرف أن رصاص الداخلية لا يفرق بين ناشط وسياسى ومواطن مار بجوار التحرير، ساقه قدره فى 19نوفمبر 2011، أول أيام أحداث محمد محمود ليمر بميدان التحرير، بعد فض الشرطة اعتصام مصابى الثورة وسحل بعضهم ليصاب برصاصة أطلقتها قوات الأمن ليكون أول شهيد فى الموجة الثانية للثورة. كشف التقرير الطبى للشهيد، أنه توفى نتيجة إصابته بطلق ناري، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة بمجرد وصوله مستشفى المنيرة بالسيدة زينب، وعدم تمكن الأطباء من إسعافه. ولفت نص التقرير إلى "وجود جرح تهتكى نافذ شبه دائرى قطره حوالي1 سم أعلى الصدر من الجهة اليسرى من عظمة الصدر ويوجد آثار حروق بجوار الجرح (آثار مقذوف ناري)، وتبين وجود جسم غريب بالأشعة العادية بأسفل الصدر من الجهة اليسرى وسجحات بالكتف الأيسر والمرفق الأيسر والرسغ الأيسر والركبة اليسرى وسجحة بمنتصف الجبهة والأنف ". حدوتة "الشناوى " قناص العيون اندلعت أحداث محمد محمود، فى 19 نوفمبر 2011، على خلفية فض اعتصام بعض المتظاهرين ومصابى الثورة من ميدان التحرير، صباح ذلك اليوم، بالقوة من قبل قوات الشرطة والجيش، حيث احتشد مئات النشطاء على الفور للتنديد بعملية الفض والاعتداء على عدد من مصابى الثورة المعتصمين للمطالبة بعلاجهم على نفقة الدولة، فقامت قوات الشرطة بالاعتداء عليهم، وهو ما دفع آلاف المواطنين للنزول مساء اليوم للاحتجاج على انتهاكات قوات الأمن ضد المتظاهرين، فاندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، خلفت سقوط ما يقرب من 50 شهيد ومئات المصابين، أبرزهم كانت تتمثل إصابتهم إصابة مباشرة فى العين، مما تسبب فى فقد بصر العديد منهم، وكان أبرزهم الناشط أحمد حرارة، الذى فقد أحد عينيه فى جمعة الغضب 28 يناير، ورغم كثرة الضحايا سواء من القتلى والمصابين، إلا أنه لم تتم إدانة أحد على الانتهاكات والعنف الذى تم ضد المتظاهرين السمليين، باستنثاء شخص وحيد، هو؛ الملازم أول محمد صبحى الشناوى المعروف إعلاميا ب"قناص العيون" الذى قضت المحكمة بحبسه 3 سنوات لإدانته بتعمد التصويب على وجوه وعيون المتظاهرين خلال أحداث محمد محمود. وذكرت المحكمة فى أسباب حكمها أن المتهم كان مكلف ضمن قوات الأمن المركزى بفض المظاهرات لكنه تجاوز جميع الطرق المشروعة وقام باستخدام السلاح الخاص، بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية وطلقات خرطوش، بعد أن قام بنزع كأس اطلاق القنابل، فأصبح السلاح المعد لإطلاق قنابل عبارة عن بندقيه خرطوش قام باطلاق ذخيرة حية منها طلقات خرطوش فى مواجهه متظاهرين قاصدا إصابتهم. وأضافت المحكمة أن تلك التجاوزات جاءت أثناء احتفال الثوار بميدان التحرير وتواجد البعض منهم فى شارع محمد محمود، مطالبين بالعيش والحرية والعداله الاجتماعية، قامت قيادات الشرطة بالدفع بقوات الأمن المركزى لتنظيم المظاهرات والحفاظ على الأموال والممتلكات العامة والخاصة. وأضافت المحكمة أن الشناوى أصاب 4 أشخاص إصابات مباشرة فى العيون، قدم 2 منهم تقارير طبية تفيد اصابتتهم بعاهة، ونوهت المحكمة فى أسباب حكمها أنها لاتساير النيابة العامة فيما نسبته للمتهم بالشروع فى قتل المجنى عليهم، وعدلت الاتهام بتعمد المتهم إصابه المجنى عليهم وإحداث عاهات مستديمه لبعضهم وفقا لتقارير الطبية الشرعية، وإصابات البعض أكثر من 21 يوم. وأضافت الحيثيات أن المحكمة اطمأنت إلى أن المتهم ارتكب الواقعة المسندة إليه استنادًا على مشاهدة الإسطوانه المدمجة، والتى تحوى قيام المتهم على إطلاق الأعيرة النارية على المتظاهرين وما صاحبها من مدح واستهجان المتظاهرين.