غزت شعبان : اللهم بلغنا رمضان و يوليو

غريب أمر هذا البلد الذي يستطيع علي عكس كل شعوب العالم أن يسخر من معاناته دائما فابالرغم من حالة الإحتقان والقلق التي يعيشها الشعب المصري إلا أنه لازال قادرا علي الدعابة بخفة دم يحسد عليها حيث حول بعض المقولات الراسخة في وجدانه بالدعاء قبل شهر رمضان الكريم الذي نحن علي أبوابه والتي تقول " اللهم بلغنا رمضان " إلي مقولة "اللهم بلغنا يوليو " في إشارة إلي الرغبة في تخطي الثلاثين من يونيو بسلام دون إراقة دماء والوصول الي شهر يوليو بسلام وامان .
وفي متابعة لاحوال الشارع المصري وفي ظل الاحتقان الشديد في المجتمع والتخوين والتكفير والتهديد والوعيد استطعنا إن نلمس إصرار الشعب علي السخرية والتنكيت علي أوضاع البلاد حتي قال البعض إن بيانا سيصدر من احدي الجهات التي تخشي الثلاثين من يونيو بأن يوم السبت التاسع والعشرين هو المتتم لشهر يونيو وأن يوم الاحد هو الأول من شهر يوليو في محاولة لتخطي هذا اليوم الذي يترقبه الكثير ويعبر الكثير عن قلقة مما سيحدث خلاله ورغبة البعض في تجاوز هذا اليوم بكل ما سيشهده من احداث 0
ما أعظم هذا الشعب المصري الذي يتحمل الصعاب دائما بالنكات خاصة وأننا في ظل مناكفات سياسية شديدة وأحداثا متعاقبة ومتتالية بل ومتسارعة ونحن نقترب من الثلاثين من يونيو فنحن امام جماعات تحاول اختلاق مناسبات لإحداث حشد يظهر قوتها وتطلق فيها التهديدات التي لم يعتاد عليها الشعب المصري بل يرفضها ووصف البعض لتلك التجمعات علي أنها تعبير عن السلمية علي عكس الحقيقة فما رأينا مما أطلق عليها مليونية لا للعنف وكانت علي أرض الواقع مجرد أليفة العنف نفسه من خلال التحريض علي العنف والتهديد بل التشكيك في كل مؤسسات الدولة التي لا يختلف عليها المصريون الازهر والكنيسة بل والجيش 00 رأينا حركة محافظين أثارت أبناء المحافظات المختلفة ولازالت 00اثارت العالم وقطاع السياحة بصورة غير مسبوقة 00 رأينا تحريضا لابناء الشعب علي الجهاد في سوريا .. رأينا تحريضا بين الشيعة والسنة 00 رأينا تكفيرا للمعارضين والدعاء عليهم في حضرة رئيس الدولة الذي كان يجب عليه الا يسمح بذلك فهو رئيس كل المصريين مؤيدين ومعارضة 0
وفي مقابل ذلك وتحالف القتلة والإرهابيين مع المؤيدين للنظام رأينا إصرارا من شباب ثائر وبشكل سلمي علي تدهور الأوضاع السياسية والحياتية وعدم تنفيذ الوعود والإنقلاب علي القانون بل وعدم تنفيذ احكامه حتي قال البعض اننا لم نصبح في دولة قانون 00 ورأينا وقفات احتجاجية وشباب متمردين علي الأوضاع في جميع المحافظات والمناوشات معهم 00 رأينا وقفات معارضة للنظام ومطالبة باجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتخطي سقف مطالبهم ما كان يتم المطالبة به منذ أسابيع وأشهر من تغيير الحكومة وإقالة النائب العام ووقف عمليات الأخونة التي تجري علي قدم وساق إلي المطالبة بإسقاط النظام بالكامل 0
وأمام كل هذه الإرهاصات يري المحللون أن خطوات النظام لاحتواء الأمر متأخرة وكأنه لم يعي الدرس من نفس النهج للنظام السابق معولا علي أنصاره الذين لم يعوا أن المؤسسة العسكرية وكما جاء في تصريحات الفريق اول عبد الفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع بأنها لن تسمح بأن يمس أبناء الشعب المصري بسوء في وجودها وانها علي وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي وانها مع إرادة الشعب محافظة علي الامن القومي المصري ولن تسمح بان تنزلق مصر إلي النفق المظلم 00 فتحية لهذه المؤسسة الوطنية التي أكدت أن علاقتها بالشعب علاقة أزلية وهي جزء من أدبيات وأخلاق القوات المسلحة وأن إرادة الشعب المصري هي التي ترعاها المؤسسة العسكرية بشرف ونزاهة وهي المسئولة مسئولية كاملة عن حمايتها ولا يمكن أن تسمح بالتعدي علي إرادة الشعب
عظيم أمر هذا الشعب الذي يحتمل كل هذه التداعيات والإرهاصات ونحن نقترب من الثلاثين من يونيو ويتعايش معها بل ويطلق الدعابات التي تخفف عنه وطأتها بخفة دم يحسد عليها 00 اللهم بلغ هذا الشعب الطيب المؤمن والعظيم يارب رمضان ويوليو بكل الخير واليمن والبركات والامان لينعم بالعبادة والصوم والامن والامان 0
يارب يا مالك الملك احفظ بلادي وشعبها الطيب والمؤمن من كل شر وبلغها التقدم والإذدهار والرقي وبلغها رمضان ويوليو علي خير 0