ضمن فعاليات الأسبوع الثقافى الهندى فى مصر لعام 2010 الذى تبدأ فعالياته يوم الثلاثاء القادم الموافق 28 سبتمبر الجارى ويستمر حتى 3 أكتوبر القادم أقيم أمس حلقة نقاشية حول السينما الهندية تحت عنوان السينما الهندية فى الماضى والحاضر وأدار الندوة كلا من السيد حسام نصار وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية بجمهورية مصر العربية ومعه السيد سوريش كيه.جويل المدير العام للمجلس الهندى للعلاقات الثقافيةحيث قال نصار أن السينما الهندية تنتج فى العام الواحد الكثير من الأفلام السينمائية خاصة التسجيلية بمعدل 200 ألف فيلم تسجيلى فى العام الواحد وهذا تطور هائل فى صناعة السينما لذلك يجب على السينما العالمية أن تضع فى إعتبارها تطور السينما الهندية وسيناقش ذلك خلال الأسبوع الثقافى الهندى فى مصرومن ناحيته أوضح السيد جويل أن العلاقات بين مصر والهند طيبة خاصة أن هناك علاقات تجارية مهمة بين البلدين ويشرفنا أن يتطرق هذا التعاون إلى السينما عن طريق الأسبوع الثقافى الهندى فى مصر حيث يشارك فى هذا الأسبوع العديد من الفرق الهندية التى لاقت إعجاب جماهيرى من قبل المصريين ومن المعروف أن مصر والهند متشابهتان من الناحية الثقافية والحضارية حيث أننا دائما نهتم بالأعراف والتقاليد وتقديس الأسرة وإحترام الكبار وهكذا كما لدينا نفس الإبداع النقدى وأنا لم أعلق على الأفلام المصرية إنما أبدأ التعليق على الإبداع إن الفيلم عبارة عن تصوير للأفكار التى نتخيلها وإذا نظرنا للسينما نرى أنها تروى حكايات ونحن أول من إبتدع الرسوم المتحركة وخيال الظل والقصص والروايات وكنا نرى القصص من منظور إجتماعى ومناقشة المشاكل الإجتماعية التى تجعل المشاهد يتفاعل مع الفيلم كما أنه يعتقد أن الدول التى تهتم بهذه القضايا هى التى تبدع وبالتالى تزدهر السينما وعندما نتحدث عن السينما الهندية نجد أن غالبية الجمهور ينظر إليها على إنها نوع من الترفيه لدرجة أن المشاهد يعيش داخل الفيلم ويتخيل نفسه مكان البطل لمدة ساعة أو ساعتين ومن ناحية أخرى نحن نقدم أفلام ذات مشاهد رائعة بجانب المشاكل الإجتماعية والقيم والعادات والتقاليد وإنتصار العدالة والخير على الشر وهذا ما يميز السينما الهندية كما أعتقد أن هناك نوعان من السينما نوع ينبع من الأحلام والخيال ونوع آخر نطلق عليه سينما تجريبية لكنه لم ينجح ، إن الأمر الكبير بالنسبة للأفلام هو أن السينما فى هوليوود أصبح لها تأثير عالمى لأنها تقوم بدمج الخيال والواقع لتعايش الجمهور فى صورة ممتعة كما أن نوعية الأفلام التى تنجح هى التى تنتهى نهاية سعيدة ونحن نحاول أن نساير تطور هوليوود فى صناعة الأفلامثم أضاف السفير الهندى إن المجلس الهندى للعلاقات الثقافية الخارجية يلعب دور رئيسى فى الدبلوماسية الثقافية الهندية ومنها إقامة الأسبوع الثقافى الهندى فى مصر الذى يتضمنه العديد من الثقافات الهندية منها معرض عن الفن الهندى المعاصر لأربع فنانات من الهند، وكذلك عروض للرقص الكلاسيكى وموسيقى البوب والفنون القتالية والرقصات الفلكلورية والتى تقدمها أربع فرق فنية من مختلف المناطق فى الهند بالإضافة إلى الأفلام الهندية الخمسة التى تم إختيارها للعرض فى الأسبوع الثقافى حيث أن هذه الأفلام تمثل نوعيات مختلفة من السينما الهندية المعاصرةوأشار إلى أن السينما الهندية إكتسبت شهرة كبيرة فى مصر منذ نهاية الخمسينات حيث لا يزال الكثيرون من الجيل القديم يتذكرون فيلم أمى الهند أو من أجل أبنائى للمخرج الهندى محبوب خان عام 1957 ، وكذلك فيلم سنجام بطولة راج كابور . وبعدذلك، نالت أفلام أميتاب باتشان شهرة كبيرة جدا لدرجة أن أسم أميتاب باتشان كان يعنى السينما الهندية وبالرغم من عرض الأفلام الهندية على القنوات التليفزيونية إلا أنها إختفت من قاعات السينما المصرية لكن بدأ الإهتمام التجارى بالأفلام الهندية يظهر من جديد وذلك منذ العام الماضى أثناء الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى والذى تمت دعوة الهند فيه للحضور بوصفها ضيف شرف، وبعد فترة إنقطاع إستمرت ثمانية عشر عاما عادت الأفلام الهندية إلى قاعات السينما المصرية مع ظهور فيلم إسمى خان وذلك فى شهر فبراير عام 2010 وقد حقق الفيلم إيرادات ضخمة بالإضافة إلى ظهور العديد من المقالات التى تناولت الفيلم وهكذا، إن عودة الأفلام الهندية إلى مصر تعكس تزايد شعبية السينما الهندية على مستوى العالموعن آراء النقاد فى السينما الهندية قال الناقد أحمد شوقى إن الهند تعد من أولى الدول فى الإنتاج السينمائى وعلى الرغم من ذلك فإن العائد السنوى لا يتجاوز الواحد فى المائة بينما فى الولاياتالمتحدةالأمريكية يصل عائدها إلى 60% وهذا غريب جدا ومن ناحية أخرى يرى بعض النقاد أن السينما الهندية تميزت بالواقعية السينمائية والقوانين الطبيعية للأحداث ثم إن الأفلام التجارية الهندية لن تخلو من الموسيقى والأغانى وهذا أثار آراء بعض النقاد كما أن السينما الهندية بدأت تتقدم منذ فترة كبيرة حتى تزامنت مع السينما المصرية إلا أن السينما الهندية أدخلت تكنولوجية عالمية فى صناعة الأفلام مما جعلها تتفوق على السينما المصريةفى حين قال الناقد أحمد يوسف أن أبناء جيله عرفوا السينما الهندية فى دور عرض الترسو فى أوائل القرن العشرين حينما أجتاح فيلم هندى السينما المصرية وتصارع الجمهور لمشاهدته ومن هنا بدأت السينما الهندية تدخل مصر، إن الهند تعتبر الدولة الأولى فى إنتاج الأفلام وليس أمريكا وتشترك هذه الأفلام فى العديد من المهرجانات العالمية كما أن السينما الهندية أنجبت نخبة من الفنانين المتميزين الذين تركوا بصمة واضحة فى صناعة السينما ومن ناحية أخرى فقد تميزت السينما الهندية بعدة ملامح منها العواطف الجارفة التى تندرج فيها من حزن وفرح ورومانسية وهكذا إلى جانب الملامح الهندية القديمة التى لايخلو أى فيلم منها لدرجة أنها أصبحت العنصر الأساسى فى أى فيلم هندى و الأغانى والموسيقى وهناك فيلما عالميا فى هوليوود يقلد الأغانى والموسيقى التى توجد بالأفلام الهندية كما أنه يوجد أسلوب جديد تتبعه السينما الهندية حاليا أسمه mtv الذى يقدم الأغنية أسرع مما كانت عليه من قبل ويبدو أن السينما الهندية فى مفترق طرق من المستوى الثقافى والإقتصادى والتجارى فهى تحاول أن تجارى السينما العالمية وكثيرا ما نرى فيلما هنديا لا نستطيع تصنيفه إذا كان أكشن أم رومانسى أم إجتماعىوبعدها تبادل الحضور النقاش إلى أن توصل السيد جويل فى النهاية إلى ضرورة مبادرة إنتاج سينمائى مشترك بين الهند ومصروحضر المؤتمر العديد من المثقفين منهم الدكتور خالد عبد الجليل والفنان حمدى الوزير إلى جانب الإعلاميين والمثقفين الهنديين