نصحنى بأن اقرأ مقالا بعينه، ولم يفصح ان كان اعجابا به أم استهجانا.. أشكره فقد تكاثرت أعمدة الصحف علينا وكلها تبدو على نفس القدر من الأهمية.. وبصورة قد لا تسر العين. بينما افتش فى الصفحات وقع نظرى على مقال آخر أو على الأصح عنوانه، أعجبنى أو استفزنى فنسيت من أوصيت به ومررت مرور الكرام على عشرين مقالا فى صحيفة واحدة ومثلها واكثر فى باقى الصحف اليومية.. كان الله فى العون. القلم الثائر هشام البسيونى اختار طلاق “سوزان مبارك” موضوعا لمقاله اليومى تخيل فيه بعد حواديت الليل فى برامج “التوك شو” ان تخرج علينا مجلة “البقرة الضاحكة” بانفراد يكسر الدنيا عن طلاق بعد خناق وروح منك لله.. وهات يا حكايات حتى قالت له سوزان وهى تشجعه “ياله يا حبيبى افتح بقك، همهم يا جمل”.. ما ان سمعها حتى صرخ فى وجهها “يا ولية.. الله يحرقك بجاز، مش عايز سيرة أى “جمال”.. والله ما انتى قاعدة على ذمتى.. ورمى عليها حسنى مبارك يمين الطلاق! حاولت ان اقرأ باقى مقالات “الجمهورية” ولعل فيها ما يفيد فلم أكمل حتى وصلت إلى آخر محطة فى آخر عمود “من غير ليه”. وفى “الأهرام” استغرقنى الجدل العلنى وعلى صفحاتها بين ابراهيم نافع وعبدالعظيم حماد بعد وقف نشر حقائق حتى ينتهى التحقيق مع رئيس التحرير الاسبق بعد منع مقال مرسى عطاالله رئيس مجلس الادارة الأسبق ولم يعد لعموده إلا بعد اخلاء سبيله من سراى النيابة.. والنيران المتبادلة بين أسامة الغزالى حرب منذ أول مقال عاد به إلى الأهرام بعد أن تغير الحال وبين عبدالمنعم سعيد صاحب مقال يومى منذ ترك منصبه العالى.. أما أسامة سرايا رئيس التحرير السابق فلم يحصل على أى مقال سوى مرة واحدة حتى الآن. وفى “الأخبار” تتجمع المقالات فى صفحتين أو ثلاث أو أربع بمقاسات مختلفة ومع استيراد كتاب من الخارج لعل الخير يعم. قلبى مع القراء، خصوصا وان نفس الحال يسرى على الصحف الأخرى، شروق ومصرى وخلافه. خارج مصر لم تنتشر بعد ظاهرة احتلال الصفحات بالمقالات وان بدأت فى الصحف العربية. تحت عنوان “زواج المسيار السياسى.. طافت بدرية البشر” ما بين القاهرة حيث أخبار الفساد تزكم الأنوف إلى ليبيا حيث “الساعدى” يصرف على راقصة بلغارية الملايين والمجوهرات ويحملها فى طائرته الخاصة إلى “ديزنى” باريس و”سفارى” تنزانيا وتتدلل حتى يفرج أبوه “القذافى” عن الممرضتين البلغاريتين علشان خاطر عيون الحلوين وفى سوريا اشتهر ابن خال الأسد بأنه رجل العشرة فى المائة نصيبه من كل صفقة بيزنس وفى تونس ليلى الطرابلسى وفى مصر سوزان ثابت وحين يسقط الرئيس يمتلك كل واحد من الشعب قصة مخزية عنه؟! ولفت نظرى عنوان “خلع الوزراء فى الجو” لهشام عبدالعزيز يذكرفيه وزير التعليم الاسبق محمود عبدالغفار وصحته عبدالسلام عبدالغفار وكان أمير الحج، فوجىء عند عودته بأن أحدا لم يستقبله فخرج فى تعديل وزارى والأحمدى أبوالنور وزير الأوقاف الذى ذهب إلى باكستان رئيسا لوفد مصر وفى يوم عودته لم يجد أحدا فى المطار لأنه خرج من الوزارة اثناء غيابه وابراهيم الدميرى وزير النقل الذى اقيل بعد اشهر حادث حريق قطار وكان وقتها فى مؤتمر بكندا وصدر قرار اقالته وهو على متن الطائرة فى رحلة عودته ومصطفى الرفاعى وزير الصناعة اقيل على الهواء واسماعيل سلام وزير الصحة وهو فى طريقه إلى ستوكهلم لتمثيل مصر فى مؤتمر طبى قبل ان يصل علم بالخبر فعاد على أول طائرة وغادر الساعة 11 صباحا وعاد 11 مساء فى نفس اليوم.. أقيل قبل السفر ولكنه لم يعرف فلم تكن هناك موبايلات وحسن الألفى وزير الداخلية الذى ذهب معززا إلى الاقصر حيث وقعت جريمة الدير البحرى وعاد على أول طائرة وعاد مقالا وحيدا بعيدا عن الطائرة الرسمية.وأخيرا يوسف بطرس غالى وزير المالية.. وهناك آخرون على الأقل رشيد محمد رشيد دخلوا من باب مطار القاهرة وزراء وتحولوا إلى سابقين قبل ركوب الطائرة وعلى الفور صدر الأمر بالقبض عليهم. نقلا عن جريدة الجمهورية