يري سياسيون وحزبيون أن الثورة المصرية بالرغم من مرور مائة يوم عليها فهي إلي الآن لم تقدم كل ما ينشده الشعب المصري ، والذي خرج ليثور عن بكرة أبيه في تجمعات مليونية لم تشهدها مصر من قبل ، وفي مشاهد أكثر سخونة من الثورة المصرية السابقة التي قامت في عام 1919 ، لافتين إلي أن الثورة استطاعت بالفعل تحقيق كثر من الأمور التي لم نكن نتصور أن تتحقق ، ومنه تقديم كافة رموز وكبار رعاة الفساد في البلد إلي المحاكمات العادلة لكي يتم القصاص منهم لإعادة الحق للشعب المصري الذي صبر سنوات من الذل والهوان حتى يتحقق له ما أراد علي أيدي شبابه العظماء . وأكد عدد من رموز وقيادات الأحزاب المصرية الذين تحدثوا للمراقب بعد مرور 100 يوم علي الثورة أن هناك أشياء ما زال الحديث جاري عنها ، ومنه مثلا محاكمة عدد من المدنيين أمام محاكم عسكرية وهو ما يري بعضهم أنه يخالف مبادئ الثورة وما نادت به خلال أيام عاشها الشباب في الشارع وتعرضوا لكافة ألوان العزاب ، وكانوا يضعون أرواحهم علي أكفهم وينتظرون الشهادة بين لحظة وأخري . في البداية أكد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن الثورة قدمت الخير للمصريين وبدأت طريق التغيير لتبيد أيام وسنوات من الظلم والقهر الذي تعرض له الشعب المصري في عهد النظام السابق ، لكننا ما زلنا في بداية الطريق ونحتاج إلي تحقيق نتائج واقعية علي الأرض حتى نستطيع أن نقول أن الثورة نجحت في التغيير ، ويجب ألا نكتفي بمجرد القول بأن القضاء علي نظام الحكم هو نجاح للثورة . وأضاف السعيد في حديثه للمراقب أن التحقيق مع الرئيس المخلوع ونجليه خاصة جمال الذي كان يضع عينه علي كرسي الحكم ليحكمنا بالتوريث من أكبر ما قدمته الثورة من نتائج ، لكننا ما زلنا في البداية ونحتاج إلي وضع أقدامنا علي الطريق الصحيح لكي نبني هيكل الدولة الجديد ، وهذا هو الذي يجعلنا نقول للعالم كله وقتها أن ثورتنا نجحت وأن دماء شبابنا لم تذهب هباء وأنها حققت ما كانت تنشده لبلادها وأهلها. ومن جانبه قال الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري أن الشباب استطاع من خلال الثورة أن يثبت للعالم كله أن مصر ما زالت بخير وأنها ستبقي رغما عن كيد الكائدين وخيانة العملاء والخونة ، لأن الله يحمي هذا البلد بشبابها وفتياتها لأنهم هم الذين سيحملون الراية من بعدنا ليقودا مصر ، ونرجو أن يكونوا وهذا ما نحسبهم عليه علي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقهم ، وسينصرهم الله لأنهم قدموا أرواحهم من أجل هذا البلد . وأشار الدكتور أبو العلا في تصريحات خاصة للمراقب أن الثورة الشعبية التي هبت بسواعد الشباب يوم 25 يناير الماضي قد نجحت بعد مرور 100 يوم علي اندلاعها في تحقيق انجازات لم نكن نتصورها ، ولا يمكن لعاقل أن يقلل من شأنها ولا لعقل أن يصدق أنها لم تنجح بعد ، ومن المعروف أنه عقب كل ثورة تحدث أشياء من التخبط وعدم الاستقرار ، لكننا والحمد لله أعتقد أننا نجونا من تلك المرحلة بسواعد شبابنا وبمساندة قواتنا المسلحة العظيمة ، أما الأشياء التي لم تتحقق بعد فما هي إلا مسألة وقت وسوف نري كل هذه الأمور محققة علي أرض الواقع ، لأن زمن التسويف قد انتهي وعصر المسكنات رحل بلا عودة ، وبمثابرة شبابنا ووعيهم لكل الأمور لن نرجع لمثل تلك العصور السالفة .