قالت مصادر المعارضة السورية إن أعداد القتلى ارتفعت إلى 43 الأحد، سقط بينهم 14 في ديرالزور و13 في حلب، وثمانية في إدلب، بينهم سبعة من عائلة واحدة، وثلاثة قتلى بكل من درعا وحمص، وقتيل في اللاذقية وزملكا بريف دمشق. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية، فقد قالت إن الجهات الأمنية "لاحقت مجموعة إرهابية مسلحة على طريق دير بعلبة /الإسماعيلية شرق بلدة تلبيسة بريف حمص." ونقل مراسل الوكالة عن مصدر بالمحافظة قوله إن الجهات المختصة اشتبكت مع المجموعة الإرهابية وتمكنت من تدمير خمس سيارات كانت تستقلها أفراد المجموعة الإرهابية وقتل جميع الإرهابيين الذين كانوا بداخلها،" كما قالت إن عناصر أمنية في بلدة اليمامة الحدودي بريف اللاذقية "تصدت لمجموعة إرهابية مسلحة تسللت من الأراضي التركية وهاجمت المخفر المذكور التابع لمنطقة الربيعة بريف اللاذقية." وكانت موجة جديدة من أعمال العنف قد حصدت ما يزيد على 131 قتيلاً في سوريا السبت، في الوقت الذي كان فيه الرئيس السوري، بشار الأسد، يصدر مرسوماً بتشكيل حكومة جديدة، احتفظ فيها أعلى مسؤولين في فريقيه الأمني والدبلوماسي بمناصبهم. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية في البلاد، إن القتلى توزعوا بواقع 31 في دير الزور، كبرى المدن الواقعة شرقي البلاد، التي اعتبرت اللجان أنها "في حاجة ماسة للمساعدة"، مشيرةً إلى أنها "تتعرض لقصف عنيف ومتواصل يستهدف منازل السكان." وأضافت لجان التنسيق المحلية أن حصيلة ضحايا السبت، تتضمن أيضاً 26 قتيلاً في ريف دمشق، بينهم 13 من عناصر "الجيش السوري الحر"، علاوة على 16 قتيلاً في حمص، و12 في حلب، و9 في درعا، و6 في حماة، و4 في إدلب، وقتيل واحد في دمشق. وأصدرت اللجان بياناً خاصاً حول الأوضاع في دير الزور، قالت فيه إن أعداد القتلى فيها منذ الجمعة، تجاوزت 60 قتيلاً، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب عشرات الجرحى، وذلك جرار قصف "يطال منازل المدنيين بغير تمييز، وبشكل مستمر بلا انقطاع.. وسط أوضاع طبية وإنسانية صعبة." ونقلت اللجان أن نشطاء المدينة "يشكون من تجاهل إعلامي لما يحصل من مجازر لديهم، رغم تفاقم الأوضاع إلى درجة غير مسبوقة." من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن قوات الجيش والأمن شيعت من المستشفيات العسكرية جثث 68 قتيلاً من الجيش وحفظ النظام والمدنيين، "استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة، أثناء تأديتهم واجبهم الوطني في ريف دمشق، وحمص، وحلب، وإدلب، ودرعا." كما أشارت الوكالة الرسمية إلى مقتل عدد ممن وصفتهم ب"الإرهابيين"، بانفجار عبوة أدت إلى تخريب خزان بلدة الحصن بريف تلكلخ بمحافظة حمص. ولم تنف الوكالة وقوع عمليات في دير الزور، ولكنها قالت إن ذلك يأتي في سياق التصدي ل"مجموعة إرهابية مسلحة" في حي المطار القديم، وكذلك في حي الحميدية، كما أشارت إلى "مقتل وإصابة إرهابيين كانوا يستقلون عشر سيارات مسروقة، تم تدميرها في اشتباك مع الجهات المختصة في حي المرعية بدير الزور"، على حد تعبيرها. يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الأوضاع الميدانية في سوريا نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها. سياسياً، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد المرسوم رقم 210 القاضي بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، برئاسة رياض حجاب، وزير الزراعة السابق، الذي كلفه قبل أيام بتشكيلها، خلفاً لحكومة عادل سفر، التي استقالت بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وبموجب المرسوم الجديد، احتفظ العماد داوود راجحة بمنصب وزير الدفاع، كما احتفظ وليد المعلم بحقيبة الخارجية، واللواء محمد الشعار بحقيبة الداخلية، أما وزارة الزراعة التي خرج منها حجاب، وقبله سفر، إلى رئاسة الحكومة، فقد تولاها صبحي العبد الله. وبات عمران الزعبي وزيراً للإعلام خلفاً لعدنان محمود، كما برز تعيين بعض الشخصيات التي تصفها دمشق بأنها "معارضة وطنية"، وبينها علي حيدر، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أحد أبرز حلفاء حزب البعث الحاكم في سوريا، والذي بات وزير دولة لشؤون المصالحة الوطنية، كما عُين الناشط اليساري قدري جميل نائب وزير للتجارة الداخلية وحماية المستهلك. وكان الأسد قد كلف حجاب في السادس من يونيو/ حزيران الماضي بتشكيل الحكومة، وحجاب هو من مواليد محافظة دير الزور عام 1966، وحاصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة الزراعية، وشغل منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور منذ عام 2004 وحتى عام 2008. وتولى حجاب بعد ذلك منصب محافظ القنيطرة من 2008 حتى فبراير/ شباط 2011، قبل أن يصبح محافظاً للاذقية من ذلك التاريخ، حتى تعيينه وزيراً للزراعة في حكومة سفر، التي تشكلت منتصف أبريل/ نيسان 2011.