هؤلاء هم الأغلبية الصامتة التي تعاني من تجاهل النخبة أجرى التحقيق خلود النقيب – محمد صبحي – ولاء حسن – إيمان فايز – هبة فتحي – أسماء أحمد رغم تخصيص نصف مجلسى الشعب والشورى إلى عمال وفلاحين، وذلك حتى يكون لهم الحق فى سن التشريعات والقوانين التى تحميهم، إلا أن عمال مصر مازالوا يتألمون، يصرخون، يتنفسون وجعآ وبكل حواسهم يعانون، فهم لا يعرفون طعم الأمان منذ سنوات ولا يجدون جدوي في البوح بما يعانون ،فناقوس صراخهم قد دق في مسامع كل المسئولين ولكن دون جدوي، هذا ما سيوضحة لنا عدد من العمال خلال هذا التحقيق:
التوقف عن العمل 10 أيام يعرضنا للجوع يقول "حسن عيد - عامل بناء "دبلوم تجارة" - أعمل فى البناء منذ صغري وبقبض باليومية متوسط دخلي اليومى 40 جنيه و غير ثابت لأنه متوقف على وجود الشغل من عدمه و يقول" انا إن لم أجد عمل لمدة 10 أيام لا أجد قوت يومى الضروري و انا أعيل 4 أولاد منهم 3 بنات وولد معه الشهادة الإعدادية و لم يكمل تعليمه ليساعدنى فى الدخل و أريد أن أزوج بناتى ولا أقدر على تجهيزهم فضلا عن أنى مريض و عندما قدمت طلب للعلاج على نفقة الدولة تم رفض طلبي لأن مرضى ليس عجز و عندما ذهبت لهيئة الشئون الإجتماعية لطلب إعانة رفضوا طلبي لأنى لم أبلغ سن الثمانين و لم أكون معاق و شروطهم لصرف الإعانة وجود إعاقة أو يكون سنى 80 " ويضيف "حسين البلتاجي – 30 سنة " نقاش" - " أنا أشتغلت نقاش بعد تجارب كثيرة في وظائف تانية ، وبشتغل نقاش من 3 سنين بس ،الصنايعي ما بيغلبش أبدآ أنة يلاقي رزقة بس الرزق مش ثابت ، يعني معنديش مرتب كل شهر ثابت زي الموظف ولو مرضت يومين ممكن مالقيش أكل ولا أشرب أنا وأهل بيتي ، غير أن ولا ليا تأمين صحي ولا حاجة اللي بيمرض من اللي زيينا بيبقي ضايع من مرضة وقلة شغلة لأنة مفيش فلوس لما بنقعد أو نمرض، ويقول "نفسي يكون لينا نقابة تؤمن علينا وتحسسنا بالأمان ، أنا طول الوقت خايف علي ولادي من بكرة خايف حتي أمرض ، يعني أنا عندي حساسية من " البوية " ومش عارف أتعالج بأخد من صاحب الشغل 40 ج يومية هجيب الأكل لعيالي ولا هتعالج . أما "السيد أحمد عبدالمتعال - 35سنه "نجار" - " أعمل في مهنة النجارة من 25عام عندماأجبرني والدي علي ترك المدرسة للعمل معه في ورشته ،و يقول" أنا تعلمت المهنة ولعلعت شهرتهي بين اقراني في المهنة و يذكر أنه ينافس الاسواق الدمياطيه , اما عن عيوب تلك المهنة فهي ليست بالخطيره لكن بعد استخدام الادوات الحديثة قلت نسبة الخطورة فيها , ولكن مع الاوضاع الاقتصادية الصعبه التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن قلت نسبة الطلبات و بالتالي سادت حالة من الكسل في المهنة و أصبح يعمل يوم و يجلس عشرة بدون عمل حال كافة المهن الحرفية , يقول أيضا " أنا سمعت عن نقابة المهن الحرفية و هيبحث عنها و هكون من اعضائها لأنها هتجيب حقوقنا المفقوده في العمل اليومي مثل المعاشات و التأمين الصحي و النادي الاجتماعي و سوفأجد فيها الراحة النفسية فهي المتحث الرسمي عنا أمام الدولة و المدافع عن حقوقنا" الشهادة العلمية لم تؤمن لنا حياة كريمة يقول "محمد صلاح – 29 سنة – عامل محارة " "أنا متزوج من 6 شهور ومعايا ليسانس حقوق وهي دية وظيفتي الأساسية لأني لم أجد عمل بمؤهلي ، أنا لا أحبها لكني لا أجد غيرها لكن أتمني أحصل علي تأمين صحي ومعاش لما أكبر وأبقي عاجز عن الشغل ، المهنة مربحة خاصة إني في منطقة شعبية وبيبقي عندي شغل كمان في مناطق راقية ، لكن أنا أشعر بحالة من النظرة المتدنية لينا ، ولكن هعمل إية ؟ والدولة نفسها مش شايفانا ولا تهتم بأحوالنا ، أنا بأخد 70ج في اليوم ولكن ممكن تيجي فترة لم أتحصل علي جنية واحد ولا أعرف ماذا أفعل وقتها ساعات الحال بيبقي واقف أوي ، بحس بالعجز خاصة إني مسئول عن بيت ويضيف محمد "نفسي أحس بالأمان الأجتماعي والصحي أحس إني إنسان ليا حقوق وبعدان إحنا مش بنطلب المستحيل يعني " ويعقب "وليد عبد الله - عامل بناء _25 سنة- دبلوم زراعة" علي حالة " لاأجد أى مميزات فى هذه المهنة لأن دخلها غير ثابت ولا يوجد لها تأمينات أو معاشات و يقول "أنا أمتهنت هذه المهنة لأنى لا أجد عمل بعد أن أتممت دراستى و أنهيت الخدمة العسكرية فى الجيش و عملت فى البناء لأنى أريد كسب لقمة عيشى بالحلال و أنا أعمل منذ 8 سنين و أريد أن أجد لقمة العيش "و الله لانجدها بمعنى الكلمة"، و يقول" عندنا فى أسيوط فى مركز منفلوط بنى شقير فرض علينا أن نستلم 7 ارغفة من الخابز لا أكثر كيف يكفى هذا العدد لأسرة تتكون من 10 أفراد و يقول باقى الدقيق يتم بيعه فى السوق السوداء " وأضاف" انا كنت سأسافر للسعودية و عندما أجريت تحاليل ماقبل السفر اكتشفت أنى مصاب بفيروس سي فقدمت طلب للعلاج على نفقة الدولة و عندما دخلت للموظف المسؤل قطع أوراقى قال لى أنت لاتستحق العلاج على نفقة الدولة ويقول " دوريات الشرطة كانت دائمآ تأخذهم كمشتبه بهم وبعد أطلاعهم على بطاقاتنا الشخصية و يعرفون أننا عمال بناء و لا يتم الإفراج عنا إلا مقابل كفالة تصل ل500 جنيه و أحيانا يتم أخذهم لنعمل فى أعمال البناء لصالح أحد الضباط إما سيتم تلفيق قضية لنا ويقول "خالد محروس - عامل بناء -دبلوم تجارة "أعمل فى البناء منذ 10 سنين لاأجد قوت يومي و عندي حصوات على الكلى اليمنى و كانت تحتاج لأستئصال وطلبت العلاج على نفقة الدولة فلم يتم الموافقة عليه إلا بعد سنة ونصف وبعد العملية لم يتم صرف العلاج الازم لي و الآن أنا لا أقدر على مصاريف العلاج فضلا عن قوت يومي و أنبوبة البتوجاز التى يصل ثمنها ل30 جنيها و لا يجدوها إلا بصعوبة ويتقاتلون من أجلها. أنا أتمني الرئيس القادم مهما كان يراعى حق الفقراء و يطبق قانون الحد الأقصى و الأدنى للأجور و أن يعيد الأراضى الزراعية التى تم أخذها من الفلاحين سنة 1997 . أما "سعد حسانين - 36 سنه - سباك " يقول "أعمل في مهنة السباكه منذ حوالي أكثر من 10 أعوام و أنا حاصل علي ليسانس أداب قسم إجتماع ولم ألتحق بأي عمل بمجالي، و أنا حاليا متزوج وعندي طفلين , و ممكن أشتغل في مقاوله لمدة أسبوعين و أجلس في المنزل لمدة شهرين , أنا بحلم أكون عضو في نقابة لما تحمله من خير للحرفييين أمثالي، و تأمين لمستقبل أسرتي في حالة حدوث أي ظرف حتي لا اتركهم بدون أي عائد ،و كذلك أريد تأمين صحي أنا وأسرتي، قبل الثورة كنا بنعاني من نظام فاسد لكن بعد الثورة الدنيا برده متغيرتش لكن مبقاش فية حاجه أسمها خوف و الدليل ظهور النقابة للنور بعد الثورة بعدما كانت يغطيها أكومه التراب علي مكاتب المسئولين " أما "مصطفي شوقي - 30 سنه – قهوجي" يقول "أنا معايا بكالوريوس خدمه اجتماعيه ، وبشتغل قهوجي من9 شهور مفيش ميزة مجرد رزق لي في حياتي في ظل انتشار البطاله وعدم توفر فرص عمل ومن الأشياء اللي بتضايقني معامله صبيان القهوه الغير لائقه لبعضهم ومفيش اي تأمنيات أو شهادات صحيه خاصه بعد الثوره وانتشار الفوضي ، أنا معنديش ميزة الأجازات الأعتيادية والمرضية مفيش لي ولمن مثلي قوانين ولا تشريعات دستوربة تحمي حقوقنا في عيشة كريمة وحياة مؤمنة وحقوق طبيعية وانسانية مثل كافة المواطنين فالعمالة الغير منتظمة ليس لها تامين صحي وليس لها تامين اجتماعي فبالتالي ليس لها معاش فلا حماية من المرض ولاحماية ولا سند عند الشيخوخة فعند الكبر لم يجد من ينفق علينا او يعولنا كما أكد انه بالرغم من وقفات العمال الاحتاجيه الا ان الحكومه ما تزال تقف صامته ولم تحرك ساكنه ، لم تفعل شئ سوي وعود كاذبه . ويقول "أنا بطالب الدوله بسرعه البحث عن حلول لمشكله العماله اليوميه ووجود تأمنيات خاصه بهم" أصحاب الورش يأملون في عمل نقابة ترعاهم ويقول "محمد حافظ - 35 سنة- صاحب ورشة ميكانيكا وقطع غيار سيارات" أنا معي الشهادة الإبتدائية ونحن الفئة الوحيدة المهدور حقوقها بالبلد ولم نقم بأى أعتصامات .. انا أعمل بهذا المجال منذ 20 سنة وأتمنى إقامة نقابة للحرفيين و نتلقى دورات تدريبية ولكن لا أرى أمل فى تحقيق هذا لأن لا أحد ينظر إلينا كفئة عمال يومية . ومن المثير للدهشة " منى " - 40 سنة إمرأة غير متزوجة تعمل بورشة ميكانيكا وتقوم بإصلاح السيارات بنفسها ولكنها رفضت أن تتحدث كثيراً دون موافقة صاحب الورشة وتقول " أنا لا أعرف شئ عن النقابة لكن أتمني أنها تكون موجودة وتخدم الحرفيين"
ويضيف "فهمى فؤاد - 77 سنة صاحب ورشة تصليح سيارات وقطع غيار" قائلآ "أنا معي الشهادة الإعدادية وأعمل فى هذا المجال منذ 50 سنة و أتمنى اقامة نقابة لنا ترعى حقوقنا وتقوم بحل أى خلافات أو مشاكل قد تواجهنا بالعمل وتمثلنا أمام الحكومة و نجد من يتكلم بصوتنا ومعى تأمين صحى حكومى ولا ألجأ إليه لما به من إهمال بالمستشفيات التابعة لهذا التأمين لأنه نظام فاشل وآمل أن يكون لنا بالنقابة تأمين صحى ويكون صحى بالفعل بمستشفيات أدمية وأن توفر لنا النقابة معاشات ، فالبلد الأن غير مستقرة "ونتعشم من الله أن يصلح الأحوال و أن يمشى كل شىء صح"وإقامة النقابة من الخطوات الصحيحة والبناءة لأنها تراعى حقوق فئة مهدورة من الشعب " ظروف موثرة علي الأستقرار المهني يضيف "أحمد صلاح فهمي - 32 سنه - بائع في مصمت " قائلآ "لم يحصل علي اي شهادت وأعمل من20 سنه بأخذ 30 جنيه يوميآ، بيضايقني معامله الزبائن غير اللائقه و قله عدد الزبائن خاصه بعد انتشار الحمي القلاعيه والتي تسببت في خساره المحل مما يعود علي بالسلب علي راتبي اليومي " أما "أم محمد , 37 سنه , بائعه في محل " تقول "معايا الاعداديه وبشتغل من سنه ،المشكلة قله الزبائن وقله الراتب وخاصة إن فية مجموعة من البلطجية بيتجمعوا امام المحل بصفه مستمره مما يمنع الزبائن من الافتراب للمحل والشراء منه لكن صاحب المحل بيعاملني كأبنتة ،كما اكدت الصغر الشديد لمرتبها ولكنها لاتستطيع فعل أي شئ لانها مثلها مثل الكثير من المصريين وان فكروا في الاعتصام سيعود بالضرر الشديد بهم قد يصل الي قطع رزقهم" وعند اللقاء مع محمد الأصمعي إبراهيم - أمين عام نقابة عمال اليومية، وعضو مجلس الإدارة في أتحاد العمال المهنيين والحرفيين - أوضح أن عمال اليومية يصل عددهم الأن ل 18 مليون عامل علي مستوي الجمهورية ، وكل عامل منهم يعول أسرة من زوجة وأبناء أي يمثلون حوالي 60 % من تعداد السكان في مصر ، ولخطورة هذ الأمر كان من الضروري إنشاء نقابة تضم هذة الفئة تبحث عن حقوقهم المفقودة ، حيث كانت هناك محاولات في ظل النظام السابق ولكنها لم توفق وفقآ للسياسة العامة المتعارف عليها في ظل مبارك . يقول " الأصمعي " أنة تم تأسيس نقابة بالفعل بعد الثورة يوم عيد العمال عام 2011م ، وتم عمل أتحاد لنقابات العمال المهنيين والحرفيين أيضآ حيث كان هناك ضغوط لحل هذة النقابة فهم لا يودون أن تظهر للنور ، وهذا الأمر يثبت وجودنا كنقابة ، وأوضح أن عدد العمال يصل في الأتحاد إلي 7 ألاف عامل اما نقابة عمال اليومية 250 عضو وبيزيد حوالي 3 عمال يوميآ وممكن أكثر . قال " الأصمعي " إن النقابة عمل خدمي بلا مقابل وهي تعمل علي تحقيق الأستقرار الأسري للعامل وتأمين حياتة وتنمية مهاراتة وذلك من خلال الخدمات التي نقدمها لة فالعامل الذي ينضم كعضو بالنقابة سوف نؤمن علية وبالتالي سوف يستخرج له بطاقة صحية ومعاش ، وذلك بالأتصال مع الهيئات العامة ، ولكننا نحاول الأن إننا نتعامل مع الحكومة لأنها الجهة الأكبر وأنهم يتعاملوا معنا كهيئة مستقلة خاصة أنة لا يوجد أمامنا عروض أخري . أكد " الأصمعي " أن هناك محاولات جادة للتعديل في القوانين الخاصة بالعمالة الغير منتظمة بالأتفاق مع مكاتب متخصصة ، خاصة أن نسبة العمالة تزداد كل يوم عن سابقة لأن أصحاب المعاشات المبكرة سبب في التكتل الزائد للعمالة اليومية لأنهم ينضمون لها بعد المعاش . وأضاف " الأصمعي " أن النقابة تعمل علي محاولة تعميم إصدار رخصة دولية لمزاولة المهنة ، حيث تم الأتفاق مع جامعة حلوان ومع بعض الأماكن المتخصصة لإصادار هذة الرخصة وهذا الترخيص سيخدم أيضآ العمال المسافرين للخارج مثلآ هو يسافر للخارج ليعمل نجار ثم يعمل هناك مهنة أخري مما يقلل من راتبة ، فلابد من عمل رخصة لة بالمهنة التي يزاولها فصاحب المهنة الفعلي هو الذي يستخرج له الرخصة وسوف تنقسم الرخصة لثلاث فئات" أ ، ب ، ج " علي أساس الخبرة وإمكانية القرار والمهارات الشخصية والمهنية . ويقول " الأصمعي" أن هناك تطور كبير في التكنولوجيا مما يدفعنا لضرورة تطوير العامل المصري كالحداد والنجار والسباك وهكذا ، وعملة دورات تنمية بشرية ، وتم هذا الأمر بشكل فعلي في الأيام السابقة ، حيث يأخد العامل دورة في" كيفية التعامل مع الزبائن وكيفية عمل دراسة جدوي حتي يحدد قبل بدء عملة ما يحتاجة بالضبط فمثلآ النقاش هيعرف يحدد كمية اللاكية التي يحتاجها للإستهلاك دون إهدار ،وكم عدد العمال المساعدين ، وكيف يقيم العملية ماديآ ....... إلخ . يوضح " الأصمعي " أن النقابة تطالب الأن مراكز الكفاية الإنتاجية بفتحها لأنها مغلقة في الدولة وهي مثل مدارس الصنايع وعلي سبيل المثال " مركز أسمنت طرة ، ومركز النصر الحربي" ، ويؤكد أيضآ علي أن الجامعات العمالية تم تأسيسها لتقديم خدمة تعليمية للعمال ،لكن تقاعست النقابات في ظل النظام السابق وأهدروا حقوق العمال في الإلتحاق بهذة الجامعات ، وأصبحت للطلبة الفاشلين يدخلوها بفلوس مثل جامعة طيبة والفراعين . ويؤكد " الأصمعي " أن النقابة سوف تسعي لحصول العمال علي كافة حقوقهم المفتقدة ، لكننا نود من كل عامل الإلتحاق بالنقابة حتي يمكننا خدمتة كعضو معنا ، وعنوان النقابة كالأتي 12ش احمد زايد – المعصرة . وستواصل المراقب فتح مزيد من الملفات حول معاناة المهمشين في مصر والذين يعانون من تجاهل الإعلام والمسئولين لكشف مزيد من الحقائق والبحث عن حلول لمشاكلهم