كفل القانون لجميع العاملين حقوقهم ونص عليها في مواده ولكن هناك بعض الشركات والهيئات تجاهلت ذلك وضربت به عرض الحائط مراعاة لظروف العاملين النفسية والأسرية والمادية مثلما حدث مع عمال محطات تموين السيارات التابعة لشركة مصر للبترول الذين يعملون بنظام "الكاجوال" الذي يعتمد علي "البقشيش" فقط دون التأمين عليهم أو علاجهم عند تعرضهم لأية كوارث لا قدر الله حتي الزي الرسمي يقومون بشرائه علي حسابهم الخاص. تحمل هؤلاء العمال هذه المعاناة من أجل التعاقد معهم أو تعيينهم حيث كان يتم تعيين ثلاث دفعات خلال العام ولكنهم فوجئوا بوقف هذا النظام علي مدار سنوات طويلة وعندما فتح الباب مرة أخري استبشروا خيراً ولكن يا فرحة ما تمت حيث فوجئوا يتجاهلهم واختيار المحظوظين فقط مما جعلهم يعيشون في حيرة من أمرهم وجاءوا إلينا لعرض معاناتهم. يقول حامد حامد حافظ 28 عاماً: منذ عام 2003 وأنا أعمل بمحطة بنزين الطيران التابعة لشركة مصر للبترول في مهنة "عامل تموين" نظير ما أحصل عليه من المترددين علي المحطة "البقشيش" دون مطالبة الشركة بأية يومية. أضاف تحملت كثيرا وفي معظم الأحيان أحصل علي "بقشيش" نتيجة لعدم وجود بنزين "80" الذي نعتمد عليه اعتماداً كلياً فأعود في نهاية اليوم إلي منزلي وجيوبي خاوية علما بأنني أعول أسرة مكونة من ثلاثة أفراد وتحملت كل ذلك علي أمل التعاقد معي وانتظرت لسنوات طويلة دون جدوي. ويستطرد زميله كريم حنفي أحمد "24 عاما" بقوله شركة مصر للبترول لا تضعنا في حسبانها وتتجاهلنا تماماً ولا تمنحنا حتي أبسط حقوقنا ولا تأمينات ولا علاج وفي حالة تعرضنا لأية حوادث لا نجد من يسأل عنا. يضيف عملت من أكثر من 6 سنوات بمحطة تموين الطيران وانتظمت في عملي من أجل التعاقد معي حيث كان يتم تعيين ثلاث دفعات. خلال العام ولكني فوجئت بالتعاقد مع أفراد أحدث منا في الخدمة.. أليس هذا فيه ظلم لي وزملائي؟ خلع في الكتف أما عمرو عماد محمد 22 سنة فيقول: حصلت علي شهادة معهد فني تبريد وتكييف وفشلت في الالتحاق بأية فرصة عمل فاشتغلت في محطة تموين الحجاز عامل غسيل وتشحيم لتوفير احتياجاتي وبمرور السنوات ونتيجة للمجهود الشاق في هذه المهنة اصبت بخلع في الكتف وخضعت للعلاج علي نفقتي الخاصة ثم انتقلت للعمل في نشاط عمل تموين وحاليا أعيش في حيرة من أمري مثل باقي زملائي حيث لا نشعر بأي استقرار وحقوقنا التي كفلها لنا القانون ضائعة!! أجازة اجبارية مصطفي حسين عباس- 29 عاماً تحدث عن تجربته قائلا: تصوروا أكثر من أسبوع لم يدخل جيبي جنيه واحد لأن محطة الطيران التي أعمل بها متوقفة عن العمل لاجراء بعض الصيانة اللازمة لها مما يعني منحي اجازة اجبارية فكيف أعيش وأفراد أسرتي؟ ومن أين أسدد ايجار مسكني البالغ 500 جنيه في الشهر؟ أما مدحت علي عبدالعال- 26 عاما فيقول: اعتمادي في الدخل علي "البقشيش" الذي يخضع لأهواء الزبائن بالاضافة إلي أننا نعمل في محطة تموين روكسي ثلاث ورديات علي مدار اليوم ونحصل علي 8 أيام اجازة اجبارية في الشهر علما بأنني العائل الوحيد لأفراد أسرتي. حرمونا من التعيين يقول رامي بخيت تعبت من البحث عن فرصة عمل ولم أجد أمامي سوي العمل بمحطة تموين روكسي وقبلت العمل بها رغم أنني لا أحصل منها سوي علي البقشيش الذي يمنحني اياه الزبائن وهو غير ثابت وتحملت كل ذلك رغم ظروفي الأسرية الصعبة حيث والدي رجل مسن ولدي ثلاث بنات ورغم ذلك حرموني من التعيين بالله عليكم ماذا افعل؟ في النهاية نضع مأساة بعض من العمال أمام المهندس عبدالله غراب وزير البترول لتحقيق مطالبهم من أجل استقرارهم المادي والمعنوي والأسري.