انتقدت الجمعية الوطنية للتغيير قرار السماح للمتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى بمغادرة البلاد، واصفة القرار بالكارثى وأنه أصاب المصريين بالقهر والصدمة وأشعرهم بالخزى والعار لما انطوى عليه من إهدار للكرامة الوطنية وانتهاك لاستقلال القضاء. وقالت الجمعية الوطنية للتغيير فى بيان أصدرته مساء أمس، الجمعة، إن هذا القرار المريب جاء كاشفا ومناقضا للضجيج المفتعل الذى ردده على مسامع الشعب طوال الأيام الماضية كبار المسئولين الحكوميين الذين حاولوا تصوير الأمر كما لو كان معركة كرامة مع أمريكا ورفعوا أصواتهم بأن مصر لن تركع وبأنه لا تدخل فى عمل القضاء المصرى وانطلقت بالتوازى مع ذلك حملة منظمة باركها رموز وقيادات دينية لجمع تبرعات تغنينا عن المعونة الأمريكية التى لا ينال الشعب والوطن منها شيئا، إلا أن الإدارة الأمريكية تستخدمها مبررا للتدخل فى شئوننا الداخلية والتأثير على استقلال قرارنا السياسى. وأضاف البيان: جاءت الطامة الكبرى حين استيقظ المصريون – الذين خدعتهم الشعارات الجوفاء وصدقوا أن حكام مصر يغارون حقا على الكرامة الوطنية، بل وسارع الكثير منهم بحسن نية إلى التبرع بالقليل الذى يملكونه غيرة على شرف الوطن وعزته – على كارثة وطنية بكل المقاييس تمثلت فى الانبطاح المهين لكبار المسئولين وامتثالهم للإملاءات الأمريكية فى إعادة إنتاج لسياسة التبعية التى دأب على انتهاجها نظام حسنى مبارك، وكأن مصر لم تشهد ثورة عظيمة كان من أهم شعاراتها الحرية والكرامة والوطنية.