صورة أرشيفية من داخل مدرسة سراى القبة الاعدادية ، جلست حسنية سيد أحمد عبد الحميد "68 سنه" تبكى بشدة ،وتحمل فى يدها بطاقة لاحدى المرشحين ، وبالاقتراب منها إنهمرت فى البكاء وبتهدأتها قالت بصوت حزين ، أنا مش بعرف أقرأ ولاأكتب "ومش عارفه أعمل ايه ، خفت من الغرامة فقلت أجى أقول لهم انتخب مين " استطردت "حسنيه " كلامها و قالت فوجئت مساء اليوم الاول بحضور أحد أهالى الدائرة لاول مرة يطرق على باب غرفتى التى أعيش فيها بصحبه زوجى المريض والمصاب بالجلطة ويعيش على جهاز تنفس، واعطانا عنوان المدرسه على كارت دعايه لاحدى المرشحين بالدائرة وطلب منا انتخابه بالاضافة الى إبلاغنا باننا سوف تقع علينا غرامه ماليه فى حاله عدم الانتخاب ، وتبين ان الغرامة 500 جنيه استكملت حديثها بان معاش زوجها لم يتجاوز 600 جنيه ، فخشيت من دفع الغرامه وحضرت الى المدرسه بعد ساعتين مواصلات حيث انها تعيش فى غرفه بسيطة فى عزبه المبيض بالزيتون ، واضافت السيدة ان زوجها سوف يتوجه الى الانتخاب أيضا رغم اصابته بحاله إعياء شديد ولايستطيع السير الا بمساعده الاخرين ، لانهما حسبا مبلغ الغرامة الذى يقع عليهما فتبين لهما انه يصل الى الف جنيه ، والمعاش الذى يتحصل عليه لم يصل الى هذا المبلغ طوال حديثها البكاء لايفارقها ،وكانت الحيرة تراودها والخوف من مبلغ الغرامة ، واوضحت بإنها سيدة مسنه تتحرك بصعوبه ،وتعيش مع زوجها المسن الذى تجاوز السبعين عاما ، ومصاب بجلطة منذ 25 سنه بالاضافة الى اصابته بإمراض مزمنه اخرى ، لاتعلم شئ على الانتخاب ولاتعرف من المرشح عن الدائرة التى تعيش فيها وكل ماتعرفه هو عد أيام الاسبوع لانتظار الحصول على معاش زوجها الذى تنفقه على شراء الادوية ، انهت حديثها بإنها كل ماتريده من الدنيا الستر وشفاء زوجها