وجدت في دار المسنات قصصا متعددة ومختلفة جعلت قلبي يتألم لما سمعته ورأيته فدموع هؤلاء المسنات جعلت قلبي يتحطم ويشيب لما في قصصهن من معاناة ومأساة وقسوة من الأبناء بدلاً من كلمة «شكراً ياماما» كانت النتيجة هي تركهن وحدهن دون السؤال عنهن في الدور وما رأيته أكد لي مقولة «قلبي علي ولدي انفطر وقلب ولدي علي حجر». وبدأت القصة من «أم عبير» فهي موجودة منذ 8 سنوات في هذه الدار بعدما طلقها زوجها وأخذ ابنتها الوحيدة منها وهي لم ترها منذ كانت طفلة ولا تعرف شكلها الآن ووحشية الزوج وقسوته جعلته يحرم ابنه من أمها طوال العمر وقالت: عندما ذهبت لأخي في الهرم لأجلس معه طردني في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وقال لي «اللقمة اللي اكلهالك ولادي أولي بها»، وبكت بكاء شديداً وهي تقول «محدش بيتحمل أحد» ولم أستطع تكملة حديثي معها لأنها مريضة وتذكرها للماضي يؤلمها. وتحدثت حكمت يحيي محمد سالم ومدة إقامتها 5 شهور أنها كانت تعيش مع أخ لم يتزوج وكان سكرتيرا أول في وزارة النقل وكان لديها أخ آخر تزوج وأنجب ورحل ولم أره منذ 50 عاماً وعندما توفي الأخان خلال شهر واحد ظهرت ابنة الأخ التي لم ترها منذ ولادتها وجلست معي حتي أخذت البطاقة وشهادة الميلاد وجعلتني أعمل توكيلا بعدما كانت تقيم معي وتغمرني بحب زائف وهدايا كثيرة فأحضرت لي «راديو» لاستمع للقرآن وأحضرت لي ساعة وبعدما أخذت التوكيل استولت علي معاش أخي 1200 جنيه وباعت الشقة ب65 ألف جنيه ورمتني في الشارع حتي أحضرني بعض الأشخاص إلي دار المسنات ونظرا لحالاتي لم أدفع مقابل الإقامة فحالتي صعبت علي الكثيرين في مقابل قسوة أبناء أخي. وتحدثت سميحة محمد صادق مدرسة جغرافيا وتاريخ وقالت: لم أتزوج وجلست طيلة حياتي مع أهلي حتي توفوا وعندما شعرت أنني سأصبح حملا علي أخوتي طلبت الذهاب إلي هذه الدار حتي لا أصبح عبئا علي أحد وعن «زينب» المشهورة «بزوزو» صار لها سنة ونصف السنة في دار المسنات لديها 4 بنات واحدة منهن في دبي والأخريات مدرسات أي مربيات أجيال لم يتحملن أمهن وأرسلنها لدار مسنات ولم يزرنها واكتفين بمكالمتها هاتفيا وإرسال «الفلوس» في الطابق السفلي في المكتب ولا يذهبن لزيارة الأم لأنهن مشغولات في الحياة ولا يوجد وقت لأمهن، لا أدري عن أي حياة يتحدثن وهل تستهويهن الحياة وأمهن علي قيد الحياة ولم يرنها أو يجلسن بجوارها!