أوردت صحيفة الجارديان البريطانية واسعة الانتشار اليوم تقريرا حول جماعة الإخوان المسلمين بعنوان "ازدهار جماعة الإخوان المسلمين في حقبة ما بعد مبارك" حيث أكد التقرير أن الجماعة التي كانت محظورة خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك ستتنافس في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة ولكن الأمر لن يقتصر على الجماعة بل إن بعض الجماعات المتشددة ستكسب أرضية على الساحة السياسية وتصف الجارديان المقر الجديد لجماعة الإخوان في حي المقطم بالقاهرة بأنه مقر فاخر مكون من ستة طوابق وعلى واجهته شعار الجماعة. وقارن التقرير بين المقر الجديد والمقر القديم المتهالك الذي يقع في وسط القاهرة وشهد الجماعة عندما كانت محظورة وأعضاؤها يتعرضون للاعتقال والتعذيب على يد رجال الأمن ونقل التقرير عن أحد قيادي الجماعة والمتحدث باسمها عصام العريان قوله " بعد مرور 100 يوم نحن متأكدون من أن الثورة على الطريق الصحيح" وأضاف العريان "في غضون بضعة أشهر سيكون لدينا برلمان جديد ومن ثم وضع دستور جديد لمصر الجديدة". ويرى التقرير أن كل المؤشرات في الوقت الحالي بما فيها حالة الثقة التي تبدو عليها جماعة الإخوان التي تعد أحد أقدم الحركات الإسلامية في العالم العربي تؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين في طريقها لازدهار كبير في عهد ما بعد مبارك. وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الحرية والعدالة الذي أسسه العريان واثنين من قيادات الجماعة سيصبح القوة المهيمنة في البرلمان الجديد. ونقلت الجارديان عن منتصر الزيات وهو محام إسلامي بارز إنه يعتقد أن الأخوان سيسيطرون على 60 في المائة من مقاعد البرلمان وذلك نظرا لأن خصومهم العلمانيين والليبراليين أقل خبرة من الأعضاء السابقين في الحزب الوطني الديمقراطي المنحل. ووفقا للصحيفة توقع معارضون أن يكون تمثيل الإخوان هزيلا وذلك بسبب الانقسامات الداخلية والفجوة بين الأجيال واسعة داخل الجماعة إضافة إلى المخاوف الذي زرعها النظام القديم والحكومات الغربية على حد سواء بشأن خطر إقامة دولة إسلامية على غرار إيران على ضفاف النيل. وترى الجارديان أن الليبراليين واليساريين والمسيحيين قد يواجهون مشكلة أكبر بكثير من الإخوان وهي انبعاث الأصولية السلفية والجماعات التي تعرضت للقمع إبان حكم مبارك وارتبطت فكريا بالعنف .