الأزمات والمواقف الحرجة تصنيع الرجال المخلصين والمؤتمنين في حين يستغل ضعاف النفوس تلك اللحظات الحرجة للصيد في الماء العكر لتحقيق مآربهم الدنيئة. ولأن للإعلام الدور الأكبر في تحقيق سلامة الوطن حث خبراء الإعلام علي أهمية هذا الدور في تشكيل الرأي العام وكان لهم بعض المطالب والملحوظات حرصت "المساء" علي رصدها. ناشد د. فاروق أبوزيد أستاذ الإعلام ورئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامي باتحاد الإذاعة والتليفزيون جميع وسائل الإعلام بضرورة الالتزام بالمعايير المهنية الإعلامية في تناول الأحداث المأساوية التي حدثت ضد المصريين بدون استثناء علي أرض الاسكندرية. وقال: حتي هذه اللحظة تبنت وسائل الإعلام المصرية أحداث كنيسة القديسين بشكل ايجابي وعمد معظمها إلي تعبئة الشعب المصري والرأي العام ضد هذا التطرف الهمجي الذي استهدف أمن الوطن. أشاد د. سامي عبدالعزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة بأسلوب المعالجة والتناول الإعلامي لحادث التفجير الذي حدث في الاسكندرية من خلال جميع وسائل الإعلام "مرئية ومسموعة ومقروءة والكترونية".. مؤكدا أنها قطعت الطريق علي مثيري الشائعات. أضاف : يجب الالتزام بالموضوعية وتحري أقصي درجات الدقة والبعد عن المزايدات وعدم الانسياق وراء معالجات تعمق الجروح بدلاً من تضميدها. اقترح د. سامي ان يتم المزج بين الإعلام والثقافة العامة في إطار خطة استراتيجية لجعل الحادث نقطة انطلاق لترسيخ مفهوم الدولة المدنية والمواطنة.. ومن ثم التعامل مع الأمر بدوافع وطنية وتقديم المصلحة العليا لمصر علي كل شيء. شاركه الرأي د. محمود خليل أستاذ اللغة الإعلامية بكلية الإعلام جامعة القاهرة مؤكداً أنه يجب علي القائمين علي القنوات الفضائية الرسمية والقنوات الخاصة ضرورة الالتزام بالموضوعية والبعد عن الإثارة في معالجة حادث كنيسة القديسين.. ومن ثم التركيز علي البعد الوطني في تناول قضية الوحدة الوطنية دون تحيز لجهة ما أو ميول شخصية. أكد إسماعيل الششتاوي رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية ان شبكة الإذاعات الإقليمية لم تتوان في بذل أقصي جهد في تغطية حادث الاعتداء علي كنيسة القديسين بالاسكندرية خاصة إذاعة الاسكندرية التي عكفت علي تغطية الحدث لحظة بلحظة بكل موضوعية ودقة ودون تحيز.. وقدمت قراءة كاملة لأصداء الحادث الغاشم.. وأجرت مجموعة من اللقاءات مع القيادات السياسية والتنفيذية والدينية المعنيين بالحدث. حث إبراهيم مجاهد رئيس شبكة القرآن الكريم علي ضرورة حماية وحدة الصف المصري تجاه أي تصرف عدواني غير مسئول وطرح الحقائق بصورة موضوعية ومواجهة دعاوي الفتنة والفرقة. وقال: يجب علي كل من يملك منبرا فضائياً أو اذاعياً ان يلتزم بالقيم المهنية والدينية التي تؤكد علي سماحة الدين ووسطيته وحرصه علي وحدة الأمة وترابطها مع اختلاف عقائد عناصرها وتوجهاتهم الإيمانية والحياتية. وفي اتصال هاتفي ب "المساء" من مدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية قال محمد الخولي الخبير في الترجمة والإعلام الدولي بالأمم المتحدة: الإعلام داخل مصر في حاجة ماسة إلي الترفع عن الخوض فيما يؤجج نار الفتنة والترفع عن إثارة القلاقل في قضية تخص سلامة الوطن ووحدته ولرأب الصدع وتفويت الفرصة علي المتربصين بأمن البلاد والعباد. طالب الخولي جميع الإعلاميين بأن يكونوا علي مستوي الحدث وان يشعروا بالمسئولية تجاه أوطانهم والمصلحة العليا للبلاد والبعد عن المزايدات.