كشف غرق يخت وزير الثقافة الفنان فاروق حسني بسبب الأحوال الجوية السيئة التي مرت بها الإسكندرية خلال نوة قاسم عن حالة التراخي والإهمال المحيطة بعمل اليخوت السياحية ومراكب النزهة.. بالثغر والحالة الفنية لليخوت لا تعود بالضرر في حالة سوئها إلا علي أصحابها بينما الحالة الفنية لمراكب النزهة تنعكس علي كل من يستقلها من المواطنين. وتلك المراكب البحرية تنتشر علي طول الشواطئ سواء بالميناء الشرقي.. أو أمام جزيرة ميامي بجوار لسان جليم.. أو بمنطقة المكس بجوار "المياه الجارية" حيث تلتقي المياه العذبة بمياه البحر المتوسط. ورغم انتشارها وكثرة عددها إلا أن أغلبها يفتقر لعناصر الأمن والسلامة الملاحية. وفي حين أن بعضها حاصل علي رخصة لمزاولة المهنة.. فأغلبها يزاول المهنة بدون ترخيص. "المساء" تسبر أغوار الظاهرة التي أصبحت خطراً ظاهراً فوق أمواج البحر. يهدد حياة أهل الإسكندرية وزوارها.. في ظل غياب الدور الرقابي. يقول محمود إبراهيم - موظف - سمعنا كثيراً خلال الشهور الماضية عن مثل هذه المراكب حيث يلقي راكبوها حتفهم سواء بسبب الحمولة الزائدة.. أو لعدم توافر وسائل النجاة علي متنها.. وكان بعض هذه الحوادث داخل مياه نهر النيل. فما بالك بما يحدث داخل أمواج البحر.. ويوافقه الرأي محمد جاب الله - موظف - قائلاً: إن أصحابها يستغلون المناسبات مثل الإجازات المدرسية وأيام الجمع والأعياد في تشغيلها "بالنفر" مقابل مبالغ قليلة تصل لجنيه واحد للفرد. وفي هذه الحالة يستقل المركب ما يزيد علي 40 و50 راكباً. وبالطبع جميعهم من الأطفال الصغار وتلاميذ المدارس. وتشير سلوي حسن - ربة منزل - من سكان حي الجمرك - إلي أن مثل هذه المراكب تتواجد ليلاً ونهاراً علي الكورنيش في خدمة من يرغب من العشاق. حيث يصاحبهم في الرحلة البحرية صاحب المركب أحياناً. وأحياناً أخري يسمح لهم باستقلالها وحدهم مقابل مبالغ مالية أكثر.. ويؤكد هاني عادل - طالب بكلية الآداب - أنه استقل أحد هذه المراكب في رحلة لن ينساها أبداً. فقد تعطل الموتور بعد وقت قليل من الإبحار.. وكان يري الشاطئ لكن من بعيد. ولولا مرور مركب آخر بجواره لأضطر للسباحة مسافة طويلة. لا يعلم إن كان سيقوي عليها حينئذ أم لا.. ويضيف هاني.. أثناء تعطل الموتور قمت بالبحث داخل المركب عن أي وسيلة للاتصال أو طلب النجدة. فلم أجد أي شيء.. كما لم أجد أي جاكت انقاذ "لايف جاكت" أو حتي طوق نجاة.. ولم أجد أمامي إلا الصبر.. وأحمد الله أنه لم يطل كثيراً.. ويؤكد محمد بيومي - مدرس - أن الإقبال علي مراكب النزهة لا ينقطع صيفاً أو شتاءً. بل يصبح الأمر أشد خطورة في فصل الشتاء.. نظراً لتقلب حالة الطقس بين دقيقة وأخري. إضافة إلي أن أغلب ركابها في الشتاء من طلاب وتلاميذ الرحلات المدرسية.. التي تأتي من المحافظات المجاورة لزيارة معالم الإسكندرية السياحية والأثرية.. حيث يقومون برحلة بحرية قصيرة داخل المراكب. تتراوح مدتها بين "60 - 30" دقيقة.. وغالباً تكون الرحلة داخل الميناء الشرقي.. ويؤكد بلبل محمود - أحد أصحاب مراكب النزهة - أن العمل في هذا المجال غير مجد. بل إن أصحابها يتكبدون خسائر مستمرة.. إضافة إلي أن رخصة المركب لا يمكن الاستغناء عنها. لكن ربما يقوم البعض بالتغاضي عن بعض وسائل الأمن والسلامة. كأطواق النجاة. أو اللايف جاكت. ولا توجد حاجة شديدة لأجهزة الاتصال خاصة أن أغلب أصحاب المراكب لا يجيدون استعمالها. حيث لم تقم أي جهة بتدريبهم علي استعمالها. ويبرر ذلك بأن المركب لا تبتعد كثيراً عن الشاطئ...!! أما الربان أحمد الجمال - أمين عام نقابة البحارة بالإسكندرية - فيوضح أن ترخيص هذه المراكب الصغيرة يصدر من هيئة السلامة الملاحية. وهي الجهة المنوطة بمنح التراخيص وبالتفتيش عليها والتأكد من مدي مطابقتها لعوامل الأمن والسلامة. كما أن من اختصاص هيئة السلامة تدريب الصيادين والعاملين من البحارة وغيرهم ومنحهم الشهادات الحتمية لممارسة المهن البحرية المختلفة ورفع كفاءة العاملين.. "المساء" حاولت لقاء اللواء مصطفي وهبة - رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للسلامة الملاحية والبحرية. ولكنه رفض الحديث بحجة أن تعليمات وزير النقل عدم الإدلاء بأي تصريحات صحفية.. ولتبقي مراكب النزهة.. خطراً يتربص بأبنائنا فوق أمواج المتوسط.. في ظل غياب الدور الرقابي لهيئة السلامة.