لا أعرف ان كان يمزح أم يتكلم بجد.. فلأنه ساخر مني منذ سنوات لم أعد أميز متي يكون مازحا ومتي يكون غير ذلك بدأت المشكلة لدي منذ ذلك الصباح الذي مر عليه خمسة شهور حتي الآن عندما قمت من نومي وجدته يحزم حقائبه وعندما سألته: لأين؟ قال لبيت أمي. هكذا بدأ الموقف وبالالحاح مني عرفت انه لا يرغب في الحياة معي تعجبت هكذا فجأة لقد كنا سعداء ليلة الأمس وطلب حقه الشرعي مني واطعته دون نقاش.. فلماذا إذن هذا التغيير! عرفت بعد ذلك انه يرفض شكلي ويرفض وزني ويرفض عشرتي وانه سيبقي عليَّ فقط لأنني أم صالحة لا أكثر أما كزوجة فهو لا يراني هكذا.. بعد عشرة عشر سنوات لا أصلح. حاولت الحديث معه ولكن دون جدوي موقفه كما هو. مؤخرا عرفت ان في حياته امرأة أخري تعرف عليها في النادي سيدة مطلقة وجميلة ورشيقة وتهوي الخروج والفسح ولذلك اعجبه انطلاقها ولذلك ايضا قرر الزواج منها أما أنا فلن يطلقني اكراما لأولادي الصغار وسوف يترك لي شقة الزوجية لأنني حاضنة ولن يطلقني حتي يستطيع زيارة أولاده وقتما شاء دون حرج ويكون له الحق الشرعي في دخول البيت. أين حقي أنا؟! لا يهم وعندما قلت له بأن هذا لا يرضي الله وهل يرضي الله أن تتحولي لما أنت عليه الآن؟ وكأنه لم يتغير وكأنه وزنه لم يزد للضعف وربما أكثر وكأنه هو هذا الوسيم الذي تزوجته ونسي انه أكبر مني بخمسة عشر عاما وان عمره الآن وصل لخمسين عاما وانني لم اعترض علي شخيره في الليل ولم اعترض يوما علي طلباته الكثيرة ولم اعترض علي بذخه الشديد علي أناقته واهماله في أن يعطيني ما أنفق منه علي أناقتي أنا الآخر هو لا يفكر الا في نفسه ومتعه فقط.. هو شخص أناني لا يبالي بمشاعر الآخرين.. اقسم لك ان ما فعله معي قبل ان يهجرني في الصباح جعلني اشعر بأنني فتاة ليل استمتع بها فقط للشهوة ليس الا خاصة انه هجرني بعدها بساعات. سيدتي لا أعرف ماذا أقول أنا لم أعد أريده ولكنني لا أعرف هل أظل زوجته أم أطلب الطلاق وابتعد عنه هذا الأناني الذي هجرنا دون سابق انذار واننا لا نستحق أن يرحم مشاعرنا أنا وأولاده.. هذا كل ما حدث وعمري لم يزل 35 عاما ومثقفة ولدي مؤهل عال واسرة محترمة لم أخبرها بأي شيء حتي الآن خوفا علي مشاعرهم وكلما سألوني عنه أقول لهم مشغول في عمله ويسافر كثيرا.. ارجوك كوني معي واخبريني ماذا افعل؟ "دون توقيع" كنت من كربتي أفر إليك.. آه من كربة صنعتها يداك.. يا مشعل الجمر في نهاية رحلتي - علمتني: ليس كل الضحكات.. اعتناق. هل استطعت ان ألخص لك تجربتك بتلك الجمل؟ هل اقتربت من نقطة الأم لديك.. ولكن لماذا أنا أشعر بمنتهي التعاسة حين أري سيدة مستسلمة لحالة قهر وذل لرجل لم يفكر فيها إلا للمتعة فقط؟ ولماذا أشعر بعدم تعاطف مع من تستعذب القهر والعذاب فقط لأنها تحب؟ الحب يا عزيزتي فقط لمن يستحق ان يحب.. فكيف لرجل لديه القدرة علي الهجر بهذه القسوة ويقدم لأنانيته في أكثر من موضع ان تتمسك به المرأة إلا إذا كانت ممن يعشقن العذاب!! أنا لا أزيد من عذابك ولكن فقط اقول ان لم يكن هناك دوافع من ناحيتك هي التي دفعته لهذا فلماذا البكاء ايتها المثقفة الواعية؟ دعيني أوضح لك شيئا مهما وهو أن الحياة عندما تستحيل بين زوجين فالطلاق هو الحل الأمثل بدلا من حياة فاضلة ويكون ضحيتها الأولاد ايضا وبهذا تنقسم التعاسة علي الأسرة كلها. الأولاد بحاجة للحب أكثر منهم بحاجة لزوجين لم يعد بينهما مودة ورحمة. وقد يكون زوجك يمر بمرحلة أزمة الخمسين من العمر وبعض الرجال يري في الزوجة الجديدة انتصارا علي الزمن بكل ما فيه من قسوة ربما.. وربما اشعرته انت بالاهمال كامرأة فدفعت به إلي أحضان امرأة أخري.. صديقتي الأسباب كثيرة والرؤية من زاوية واحدة هي زاويتك وعذرا نحن لا نكذبك ولكن احيانا تكون هناك بعض الأمور التي لا يراها الطرف الأول عن الطرق الثاني. صديقتي عليك بأخبار أهلك وعدم دفن رأسك كالنعامة واسمحي لي أن أقول لك ولكل القراء همسة بين قوسين لا يوجد مشكلة سببها طرف واحد أو واحد مظلوم والآخر ظالم الحبل يجذب من طرفين يا عزيزتي انظري للأمر مرة أخري بعين محايدة.. وستجدي الحل.