يشهد عام 2011 الذي نستقبله اليوم عدداً من التغيرات المناخية والبيئية التي رصدها العلماء والمتخصصون من خلال دراسة الدورات الزمنية المتعارف عليها والرصد الدقيق لعدد من الظواهر الطبيعية في العام الماضي واستمرارها في التصاعد خلال السنة الجديدة. العلماء أكدوا أن 2011 سوف يشهد زيادة كبيرة في نشاط الشمس والأشعة الصادرة عنها مما يؤثر علي كفاءة الاتصالات والأقمار الصناعية. قالوا إن الآثار السيئة لبركان ايسلندا والرماد الذي تصاعدپمنه سوف تستمر خلال العام الحالي مما يؤدي إلي تعرض انحاء كثيرة من العالم لموجات من البرودة والصقيع. أشاروا إلي أن 2011 سوف يشهد استمرار اختفاء الحدود الدقيقة بين مواسم العام من خريف وربيع وشتاء وصيف وعدم حدوثها في مواعيدها المتعارف عليها منذ آلاف السنين وزيادة ما يطلق عليه الارتباك المناخي. قالوا إن التغيرات المناخية سوف يكون لها تأثير واضح علي انتاجية المحاصيل الزراعية المختلفة وهو ما يتطلب العمل علي استنباط سلالات جديدة من البذور والتقاوي لديها قدرة علي تحمل الظروف المناخية الجديدة مثل الارتفاع المتواصل في درجة الحرارة. * د. صلاح محمود عميد المعهد القومي للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية يقول: هناك صعوبة شديدة في التنبؤ بالعديد من الظواهر الطبيعية التي تحدث علي كوكب الأرض وما يحيط بها بشكل مطلق ومؤكد. ولكن يتم الاعتماد بشكل كبير علي الدراسات السابقة التي أجريت ودورة السنوات والحقب المختلفة في تحديد ما يقع من ظواهر مثل الزلازل والبراكين التي قد يتكرر حدوثها علي فترات زمنية في مكان ما علي سطح الأرض. أضاف أن هناك فرقاً بين تحديد حالة الطقس وتحديد التغيرات المناخية. فالنوع الأول يمكن تحديده ورصده وتوقعه ويعني ببساطة توقعاً لحالة الطقس خلال مدة لا تزيد علي ثلاثة أيام وما يمكن أن تشهده من ظواهر كارتفاع في درجة الحرارة أو انخفاضها أو التعرض للسيول والأمطار. ويتم ذلك من خلال أجهزة ودراسات معنية يقوم بها المتخصصون. أوضح أنه فيما يتعلق بالشمس ونشاطها فرغم حالة الهدوء والاستقرار في نشاطها خلال العام الماضي 2010 وبداية العام الحالي 2011 طبقاً للدراسات التي أجريت فإنه من المتوقع مع منتصف عام 2011 أن تشهد الشمس موجة من النشاط تبلغ ذروتها في عام 2012 وسوف تتمثل في زيادة الأشعة الصادرة عن الشمس مثل الأشعة البنفسجية وأشعة جاما وهو ما يؤدي إلي التأثير السلبي علي الاتصالات والأقمار الصناعية علي مستوي العالم. أوضح أن دراسات العلماء حول التغيرات لا تتوقف لأسباب عديدة منها رصد هذه الظواهر والتعرف عليها وتحديد النتائج التي تترتب عليها في كل مجالات الحياة بجانب التنبيه للمخاطر التي يمكن أن تتولد عنها وطرق مواجهتها. وهذا الأمر مسئولية جهات بحثية عديدة منها المعهد القومي للعلوم الفلكية وهيئة الأرصاد الجوية. والجهات البحثية المختلفة في عددپمن الوزارات كوزارة الري والزراعة والبحث العلمي. صدق التوقعات * د. أحمد كامل حجازي أستاذ علوم البيئة بكلية علوم القاهرة يري أننا نعيش حالة من التغيرات المناخية الجديدة منذ فترة وستتواصل هذه التغيرات في عام 2011 وستكون واضحة بشكل كبير. وتتمثل في اختفاء الحدود الفاصلة الدقيقة بين فصول السنة الواحدة. أوضح أن العالم مقبل علي ما يمكن أن نطلق عليه الفوضي البيئية أو المناخية التي لن يكون فيها للتغيرات سقف معين فيمكن أن يحدث عدد من الظواهر غير المألوفة كاستمرار تصاعد درجات الحرارة التي من المتوقع أن ترتفع بمعدل من 5.2 إلي 4 درجات مئوية أو أكثر خلال ال 100 سنة القادمة. والشواهد التي حدثت في السنوات القليلة الماضية تؤكد ذلك سواء في مصر أو علي المستوي العالمي حيث في الداخل شاهدنا درجات حرارة غير مسبوقة بجانب ارتفاع ملحوظ في مستوي الرطوبة وكذلك في العديد من دول العالم مثل فرنسا وأسبانيا واليونان. أوضح أن هناك اجراءات لابد أن يتم اتباعها للحد من الآثار السيئة لاستمرار الارتفاع في درجة الحرارة مثل الاسراع باستنباط أصناف جديدة من مختلف المحاصيل الزراعية لديها قدرة أكبر علي تحمل درجات الحرارة المختلفة والظواهر المناخية الجديدة. كذلك لابد من العمل علي تعديل مواعيد زراعة المحاصيل والتبكير بزراعتها لمدة 15 يوماً كل فترة زمنية حتي نضمن أن يكون التأثير السيئ لهذه التغيرات المناخية في أقل حد ممكن. أوضح أن الخطورة ليست في حدوث تغيرات مناخية فهناك دراسات عديدة أكدت ذلك من قبل ونحن في كلية العلوم قمنا بإعداد دراسة عن التغيرات المناخية خلال المائة عام القادمة. ولكن الخطورة الأكبر هي ألا نحاول اتخاذ الاجراءات التي تمكنا من مواجهة هذه التغيرات. وكذلك عدم الاستماع إلي الحلول التي يقدمها الخبراء والمتخصصونپللحد من الآثار السلبية لهذه التغيرات قدر الامكان. نوات وخماسين * د. محمد محمود عيسي رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية يشير إلي وجود 3 أنواع من التنبؤات. الأول يعتمد علي الدراسات المناخية التي تتعلق بالظروف الجوية الخاصة بمصر والمعروف أنها تمتاز بجو حار جاف صيفاً ودافئ ممطر شتاءً. كذلك هناك ألسنة من الضغفط المنخفض تمتد من أوروبا وحتي تصل إلينا. وتبدو ملامحها في انخفاض درجات الحرارة وسرعة للرياح مثيرة للأتربة وتصاحبها أيضاً سقوط الأمطار ونسبة حدوث هذه النوات الباردة تتراوح من 30% إلي 80%. أما خلال شهر مارس وابريل ومايو تحدث ظاهرة الخماسية التي تتعرض لها سائر المحافظات وتأتي في شكل موجات شديدة الحرارة تصاحبها عواصف رملية كثيفة. أضاف أن هناك دراسات طويلة المدي يتم دراستها علي مدي 15 عاماً بشكل تفصيلي ويعتمد عليها في التوقعات التي تتعلق بكميات الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في مثل هذا التوقيت من العام وتتراوح نسبة حدوثها من 60% إلي 70%. أما النوع الثالث من التوقعات فهو يعتمد علي التنبؤ لمدة 4 أيام وهي خاصة بمنخفضات تأتي من الجنوب مؤثرة علي أسوان وسيناء وجبال البحر الأحمر وأيضاً المنخفضات الجوية التي تأتي من أوروبا والبحر المتوسط. وفيما يتعلق بقضية التغيرات المناخية ومدي تأثيرها خلال العام الجديد علي الأحوال الجوية والحياة البيئية بصفة عامة.. أكد أنها خدعة كبري وأكذوبة والسيناريوهات التي تحدثت عنها لاپتستند إلي أسس علمية سليمة. وعن أسباب شدة وتغيير طبيعة فصول السنة قال إنها أمور تتعلق بالفلك ومحور الأرض لذلك نجد الصيف يأتي شديد الحرارة والشتاء أيضاً قارص البرودة. أما الربيع يشهد موجات متتالية من الرياح الشديدة الحارة والعواصف الرملية وفي الخريف تكاثر الضباب والسحب وعدم استقرار الأحوال المناخية وهذا ما حدث في 2010 ومن المتوقع أن يستمر في 2011 وتزداد المسألة تعقيداً بسبب بركان ايسلندا لأن كمية الغبار المنبعثة منه وصلت للطبقة الثانية من الغلاف الجوي وسوف يستمر تأثيره أيضاً لعام 2012 ويتسببا في اجواء باردة تجتاح العالم. البقع الشمسية * د. أنس محمد استاذ الفيزياء الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.. قال إن التوقعات الفلكية التي تتعلق بكسوف الشمس أو خسوف القمر يتم حسابها بدقة وبواسطة الحاسب الآلي. أما التوقعات الخاصة بدورة الشمس يتم دراستها كل 11 سنة. وهي الفترة الزمنية الخاصة بالدورة الشمسية. ومن السمات التي تحدث في هذه الدورات الانفجارات أو البقع الشمسية. أوضح أن 2011 سوف يشهد تكراراً لحالات الكسوف للشمس والخسوف للقمر.. ففيما يخص كسوف الشمس سيكون هناك كسوف جزئي في 4 يناير يظهر بوضوح في أوروبا وشمال إفريقيا وغرب آسيا ودول الخليج ومصر كما يقع كسوف جزئي آخر في أول يونيو ويظهر بشمال أمريكا الشمالية وشرق آسيا وكسوف جزئي في 25 نوفمبر ويظهر بوضوح في جنوب إفريقيا والقارة الجنوبية القطبية. وبالنسبة لخسوف القمر تحدث أول حالته منتصف يونيو في مصر.