فوز طلاب فنون جميلة حلوان بالمركز الأول في مسابقة دولية مع جامعة ممفيس الأمريكية    أمين "حماة الوطن" يكشف عن استعدادات الحزب لانتخابات "الشيوخ"    رئيس النواب يفتتح الجلسة العامة لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة    وصل ل 4900 جنيه.. سعر الذهب اليوم في مصر يرتفع بمنتصف تعاملات الأحد    أسعار البيض اليوم الأحد بالأسواق (موقع رسمي)    رئيس "اقتصادية النواب" يستعرض مشروع قانون ملكية الدولة    مجلس النواب يوافق على مشروع قانون تنظيم ملكية الدولة في الشركات    عاجل- السيسي يناقش مع مؤسسة التمويل الدولية دعم القطاع الخاص في ظل الأزمات الإقليمية    دمار هائل جنوب تل أبيب.. آثار القصف الإيراني على إسرائيل |فيديو وصور    طهران تؤكد استمرار الهجمات على إسرائيل وتصفها ب"الرد المشروع"    قتل نائبة وأصاب ثانيا.. مسلح يستهدف نواب أمريكا وقائمة اغتيالات تثير المخاوف    تدخل عاجل ل إمام عاشور بعد إصابته وخروجه من المونديال    محمد صلاح يحتفل بعيد ميلاده ال33 ب "تورتة صغيرة"    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    خطوط مميزة وهمية.. سقوط تشكيل عصابي للنصب على المواطنين في القاهرة    الداخلية تضبط 6 ملايين جنيه من تجار العملة    ماذا قالت إيمي سمير غانم عن أغنية "الحب وبس" ل فضل شاكر    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    المؤتمر السنوي لمعهد البحوث الطبية يناقش الحد من تزايد الولادة القيصرية    لأول مرة عالميًا.. استخدام تقنية جديدة للكشف عن فقر الدم المنجلي بطب القاهرة    ضبط 59804 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة في حملات مكثفة على الطرق والمحاور    إيران تتهم أمريكا بالتورط في هجوم إسرائيل.. وتتوعد بالرد    إقبال كثيف على فعاليات مكتبة مصر العامة بالدقي خلال الأيام الماضية    حميد الشاعري يعود.. طرح برومو أغنيته المنتظرة «ده بجد ولا بيتهيألي»    «الزناتي» يفتتح أول دورة تدريبية في الأمن السيبراني للمعلمين    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    ضبط أكثر من 5 أطنان دقيق في حملات ضد التلاعب بأسعار الخبز    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    ارتفاع سعر الدولار اليوم الأحد 15-6-2025 إلى 50.81 جنيه أمام الجنيه المصرى    استمرار القصف المتبادل.. ارتفاع عدد قتلى إسرائيل في اليوم الثالث للتصعيد مع إيران    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد في العلمين    الأنبا إيلاريون أسقفا لإيبارشية البحيرة وتوابعها    السجن المشدد 7 سنوات لمتهم بتعاطى المخدرات في قنا    ضبط تشكيل عصابي تخصص في النصب على المواطنين بزعم توفير خطوط محمول مميزة بالقاهرة    اتحاد نقابات المهن الطبية: اليوم صرف معاشات يونيو 2025.. وندرس زيادتها    فيلم سيكو سيكو يحقق أكثر من ربع مليون جنيه إيرادات ليلة أمس    معهد وايزمان جنوب تل أبيب: تضرر عدد من منشآتنا جراء قصف إيرانى ليلة أمس    «أمي منعتني من الشارع وجابتلي أول جيتار».. هاني عادل يستعيد ذكريات الطفولة    بعد جهود استمرت 5 سنوات متحف سيد درويش بالإسكندرية ميلاد جديد لفنان الشعب    «فين بن شرقي؟».. شوبير يثير الجدل بشأن غياب نجم الأهلي أمام إنتر ميامي    اعتماد النظام الأساسى لاتحاد شركات التأمين المصرية    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد الجديدتين والساحل الشمالي    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أشرف داري: الحظ حرمنا من الفوز على إنتر ميامي    محافظ أسيوط يفتتح وحدتي فصل مشتقات الدم والأشعة المقطعية بمستشفى الإيمان العام    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج    وكيل الأزهر يشكِّل لجنة عاجلة لفحص شكاوى طلاب العلمي من امتحان الفيزياء    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    كأس العالم للأندية 2025.. العجيزي يحذر لاعبي الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر وسينما العالم .. كتاب مهم خمسمائة فيلم حول التاريخ وملوك الفراعنة 30 عملاً عن رمسيس الثاني وكليوباترا تدخل موسوعة جينس للأفلام
نشر في المساء يوم 19 - 12 - 2010

الباحث السينمائي. والناقد الجاد. وحتي المتفرج الواعي بالسينما كفن وكمنتج ثقافي مؤثر. لابد أن يحتفي بكتاب جديد للباحث والناقد أحمد رأفت بهجت..
أنا شخصياً أستعجل صدور أي كتاب لهذا الباحث الجاد وذلك لأكثر من سبب!
أولاً لأنني بحكم الصداقة المهنية الممتدة منذ سنوات طويلة أعرف أولاً بأول كم الجهد والمعاناة التي يقوم بها. وأتابع عن قرب. المطاردة الدؤوبة لاصطياد المعلومات التي تخدم موضوعه وتقدم البراهين التي تكرس وجهة نظره ورؤاه.
وقد يختلف البعض من زملاء المهنة مع وجهة النظر التي يتبناها الباحث ويدافع بإخلاص عنها. ولكنه بالتأكيد سوف يستفيد بفيض المعلومات المدُقِقِة التي وضعها بين دفتي الكتاب وتأتيه بالمجان أو مقابل جنيهات قليلة!
ثانياً ولسبب ذاتي أجد أن ما يقوم به هذا الزميل الصديق أعجز عملياً عن القيام به. لأن الناقد الذي يعمل في الصحافة اليومية وعليه أن يفي بملء المساحات التي يلتزم بها أسبوعياً أو يومياً لن يجد الوقت ولن يتوفر له النفس الطويل الذي يحتاجه الباحث الأكاديمي. لأن مثل هذا البحث يحتاج إلي تفرغ.
ثالثاً: ان أحمد رأفت بهجت يسبح في منطقة مليئة بالأنواء والتيارات والمطبات وأسماك القروش. وانفراده بها للآن ملئ بالمحاذير. وأنا أعني علاقة مصر بسينما العالم وتأثير سيطرة اليهود علي أهم قلاع هذه السينما الذي لا شك يلون هذه العلاقة.
وقد سبق لهذا الباحث أن أصدر عدة كتب تدور في نفس هذا المجال أو حوله وهي "الشخصية العربية في السينما العالمية" "1987" "وهوليود والشعوب" "1997" و"اليهود والسينما في مصر" "2005" و"الصهيونية وسينما الإرهاب" "1997".. ومؤلفاته هذه ستظل مصدراً لجانب مهم من المعرفة المرتبطة بآخر فنون هذا العصر "فن السينما" وبعلاقة مصر بهذا الفن.
وإلي حين اشعار آخر واجتهادات بحثية أخري تضيف أكثر إلي هذه المعرفة أو تدحضها تظل هذه الاجتهادات فعالة وقائمة..
ومنذ أيام صدر لهذا الناقد ضمن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كتاب "مصر وسينما العالم: نحو آفاق أفضل". الذي أجده امتداداً موضوعياً للكتب السابقة.
في المقدمة يقر الباحث أن القارئ ليس في مواجهة سجل كامل لكل ما قدم سينمائياً عن مصر. فهناك أفلام تعاملت مع الشخصية المصرية وتم انتاجها في بلدان كثيرة مثل تركيا واندونيسيا وإيران والهند وباكستان واستراليا وكندا والاتحاد السوفيتي القديم والصين لم يوفق الكاتب في متابعتها أو متابعة ما كتب عنها. والمحصلة أن الكتاب يقدم حصراً مبدئياً للأفلام التي تم توزيعها عالمياً. خارج بلد المنشأ وهذه الأفلام يتجاوز عددها خمسمائة فيلم. وهو عدد لا يستهان به. وقد يراه البعض امتداداً لظاهرة "الإجيبتومانيا" "Egypt omayna" أي الشغف العالمي بمصر وتاريخها..
يلفت المؤلف النظر إلي محاولات تهويد رموز الحضارة المصرية باستخدام وسيط الفيلم والحكايات المضللة التي ينسجونها وأبرزها محاولة تهويد الملك خوفو وهو اتجاه لم يعززه فقط صناع السينما اليهود في هوليود وإنما أيضاً حكام إسرائيل. وادعاءاتهم "أتذكر ما تردد علي لسان مناحم بيجين حين زار القاهرة إبان حكم الرئيس السادات".
كذلك يسلط الكثير من الأضواء علي محاولات تشويه شخصية رمسيس الثاني التي قدمتها السينما في أكثر من ثلاثين فيلماً روائياً من خلال رؤي تكاد تكون متقاربة ومعالجات لا تخرج عن اطار قصة موسي وفرعون كما وردت في العهد الجديد ولعل أشهر هذه الأفلام فيلم "الوصايا العشر" "1956" للمخرج سيسيل دي ميل حيث لعب الممثل الشهير يول براينر شخصية رمسيس الثاني.
يذكر المؤلف أن فيلم "الوصايا العشر" بسبب قوة تأثيره وابهاره ونفاذه لم يسمح لأي سينمائي بعده أن يشذ عنه أو أن يقدم الملك رمسيس وقصة خروج اليهود من مصر بطريقة مختلفة. أو أكثر تحديثاً بحيث تتفق مع الاكتشافات الأثرية المعاصرة. ويستثني من ذلك بعض الأفلام التليفزيونية الأقل تأثيراً. خصوصاً بعد أن نجح المخرج سيسيل دي ميل أن يفرض سطوته علي الانتاج السينمائي الأمريكي من خلال عمله كمستشار خاص للحكومة الأمريكية لشئون السينما منذ ابريل 1953. وهو جهاز علي صلة بالمخابرات الأمريكية.
ويقول ان قبول دي ميل لأن يكون مستشاراً لهيئة السينما "MPS" يعد انقلاباً بالنسبة لخبراء الدعاية في الحكومة الأمريكية. ومن خلال 135 مركزاً إعلامياً أمريكياً في 87 دولة كانت هناك شبكة توزيع واسعة تحت تصرف هيئة السينما. وبفضل الدعم الحكومي الهائل لها. كانت الهيئة بالفعل بمثابة "منتج" مع توفير كل التسهيلات التي يمكن أن تتاح لشركة انتاج وكانت هذه الهيئة نفسها كياناً مهماً في الحرب الباردة الثقافية كما يشير كتاب المؤلف ستونر سوندرز الذي ترجمه طلعت الشايب من خلال المشروع القومي للترجمة والذي يمثل المصدر الذي استخلص منه المؤلف هذه المعلومة بالغة الدلالة والأهمية فلم يكن فيلم الوصايا العشر مجرد عمل ينطوي علي منظور ديني وإنما علي توجه سياسي أيضاً يدخل في اطار الصراع مع إسرائيل في فترة سياسية كانت ومازالت علي قدر بالغ من الأهمية.
يرصد الكتاب ليس فقط الأفلام الروائية المهمة التي تناولت ملوك الفراعنة وإنما أيضاً الأعمال التسجيلية التي قدمت عن رمسيس الثاني الذي شغل أكثر من غيره خيال صناع السينما علي الجانبين الروائي والتسجيلي السينمائي والتليفزيوني ولا يكتفي بالرصد وإنما بالتحليل والتعليق ويقدم فيلموجرافيا لهذه الأفلام في نهاية كل فصل.
إخناتون
في الفصل المعنون إخناتون وديانة التوحيد يشير الكتاب إلي الاهتمام البالغ الذي حظيت به بعض الشخصيات في تاريخ مصر القديم ومنهم اخناتون وزوجته نفرتيتي وابنه توت غنخ امون..
لقد استحوذ اخناتون علي خيال وفكر صناع السينما طوال تاريخها باعتباره أول ملك في التاريخ يدعو إلي ديانة التوحيد والإيمان بإله واحد. وارتبطت حياته مع نفرتيتي وموته المبكر وهو في سن العشرين. بالكثير من الحكايات وتجاوزت شهرته الآفاق بعد اكتشاف مقبرته عام 1922 وكانت تحوي كنوزاً خيالية مازالت مثاراً للدهشة في العالم وخاصة قناع موميائه الشهير المصنوع من الذهب المرصع بالمجوهرات..
ويري المؤلف أنه من الصعوبة الفصل بين اخناتون ونفرتيتي عند رصده للأفلام الروائية التي تعاملت مع تاريخهما. ولكن سيبقي لشخصية نفرتيتي السبق في عناوين تلك الأفلام وفي تسيد أحداثها الدرامية ويرجع ذلك لأسباب تجارية فالملكة بالغة الحُسن يمكن أن تكون مصدراً للجذب والاثارة وشحذاً للخيال ولاختلاق الحكايات الغرامية والمغامرات العاطفية بينما سيبقي اخناتون محصوراً في اطار دعوته التوحيدية لأسباب دينية أو سياسية.
وفي فصل المرأة وملكات زمن الفراعنة تقفز شخصية نفرتيتي لتحتل الاهتمام الأكبر بين ملكات زمن الفراعنة علي المستوي البحثي الأكاديمي في تاريخ مصر القديمة والدور الكبير الذي لعبته المرأة كأم تحظي بالاحترام والتبجيل وكزوجة تنصاع لقوانين أخلاقية صارمة لا تمنعها من التعبير عن آرائها بحرية حيث تمتعت المرأة في مصر القديمة بأهلية قضائية كاملة وكان لها استقلالها المالي عن الرجل وطبعت بشخصيتها القوية أثرها علي الحياة الأسرية وكان لها أن تدير الممتلكات العامة أو ممتلكاتها الخاصة.
وفي هذا الفصل مثل غيره من فصول الكتاب يعزز الكاتب وجهات نظره ورؤاه بالعودة إلي الأبحاث الأكاديمية الغربية في الأغلب التي سبرت أغوار هذه الحضارة ضاربة الجذورونقبت عن آثارها الفكرية والسياسية والاجتماعية وليس فقط عن كنوزها وآثارها المادية.. ومن علماء الآثار الذين اعتمد الكاتب أبحاثهم في هذا الفصل تحديداً عالمة الآثار الفرنسية المرموقة كريستين ديروش نويلكور التي استوعبت التاريخ المصري القديم بطوله وعرضه. وقدمت عنه العديد من البحوث والدراسات تشكل مكتبة أثرية نادرة.. لقد وجدت هذه العالمة الفرنسية أن آثار مصر القديمة ترسم صورة للدولة الخالدة كان للمرأة فيها دور كامل وقد حرصت الهيئة المصرية للكتاب علي ترجمة كتابها "المرأة الفرعونية" قامت بترجمته فاطمة عبدالله محمود.
في السنوات العشر التالية لنهاية الحرب العالمية الثانية ظهرت أفلام تركز علي صورة المرأة المصرية مثل الفيلم البريطاني "قيصر وكليوباترا" "1946" والإيطالي "عايدة" والأفلام الأمريكية "ثعبان النيل" و"أرض الفراعنة" و"المصري: سنوحي" ومعظمها صورت المرأة المصرية ككائن بشري تتقاذفه العواصف والتيارات المنبعثة إما من حياة الفقر والعوز أو من طبائع حياة القصور التي لا تبالي غالباً بحاجة الفرد أو الأمة.
ولم تحظ الملكة الفرعونية حتشبسوت كأول فرعون امرأة بالاهتمام.. ربما لمحاولتها التشبه بالرجال لتأكيد قدرتها علي ادارة شئون البلاد كفرعون لمصر وربما لأن حياتها حوت الكثير من المواقف المربكة حول زواج المحارم في البلاط الفرعوني وهو أمر كان شائعاً في مصر القديمة قبل نزول الكتب السماوية. وربما لأن مسيرتها لم تكن مثار اهتمام التاريخ التوراتي. هذا إذا استثنينا خزعبلات المؤرخ ايمانويل فليكوفسكي الذي يُحور فيها مجري التاريخ لتصبح حتشبسوت هي الملكة سبأ!!
حتشبسوت امرأة وحاكمة كانت تتمتع بالكثير من الصفات التي تؤهلها لأن تكون ملكة عظيمة علي عرش مصر وحياتها تصلح لعشرات الأفلام الروائية والتسجيلية ورغم ذلك يخلو التاريخ السينمائي لمصر من عمل يليق بها والكتاب الذي في أيدينا لم يرصد محاولة سينمائية تعكس الاهتمام الفعلي بناء من مصر القديمة بينما يرصد كتاب أحمد رأفت حجم الاهتمام الأكاديمي والسينمائي بتاريخ زمن الفراعنة ويقدم فيلموجرافيا مدعومة بالصور لأهم الأفلام التي اعتمدت في مادتها الموضوعية علي كنوز التاريخ الإنساني في مصر القديمة.
وقد بدأ الانتباه لملكات مصر مع التاريخ المبكر للسينما ففي عام 1917 قدمت تيدا بارا الملكة كليوباترا الشخصية الأكثر شهرة بين حكام البطالمة والأكثر استحواذاً علي خيال صناع الصورة لدرجة أنه تم اختيارها في موسوعة جينس للأفلام كصاحبة أكبر عدد من الأفلام السينمائية التي قدمت عن ملك أو ملكة في التاريخ القديم والحديث وكان عدد الأفلام التي ذكرتها الموسوعة يزيد علي أربعين فيلم بدأت بفيلم "كليوباترا" عام 1899 للمخرج الفرنسي جورج ميليه أي بعد اختراع السينما بأربع سنوات!!
يتميز الكتاب بسخاء معلوماتي كبير بينما يواصل المؤلف رؤيته الأصيلة حول مصر وسينما العالم ويسوق ما اعتمد عليه من مراجع وأبحاث لتحصين هذه الرؤية وتكريسها بشهادات موثقة من علماء أكاديميين مولعين بهذا الجزء من التاريخ الإنساني ودور الحضارة المصرية في إنارة هذا التاريخ بعلامات طريق تدل علي عمق الأثر الذي خلفته الحضارة المصرية القديمة علي حضارات العالم وعلومه منذ فجر التاريخ.
فرعون إبراهيم ويوسف
في فصل "السينما وفراعنة الأنبياء" يشير إلي أن السينما الأوروبية والأمريكية لم تفرق بين فراعين مصر في تعاملهم مع الأنبياء. ووضعت معظمهم في سلة واحدة فيما عدا استثناءات قليلة. وفرض صناع هذه الأفلام رؤاهم التي تتفق مع الأنماط التي روجت لها السينما الأوروبية والأمريكية من خلال الأفلام الدينية التي قدمت عن الأنبياء والمصريين واعتمدت في كل الأحوال علي رؤي مستمدة من "العهد القديم" حيث التركيز علي الصورة النمطية للصراع بين النبي موسي والفرعون رمسيس الثاني باعتباره "فرعون الخروج" علماً بأن الأبحاث العلمية والأثرية الحديثة تنفي عن رمسيس الثاني دوره في خروج اليهود عن مصر..
ويعتبر هذا الفصل من أميز فصول الكتاب لأنه يتضمن معلومات ليست شائعة حول محاولات ربط السينما الغربية بين الفراعنة والأنبياء الذين ظهروا قبل المسيح ومنهم سيدنا ابراهيم عليه السلام. وكذلك ربط الدين بالأيدولوجية عبر الخيال السينمائي للإيهام بمضامين سياسية معينة.
يقول الكتاب ان كثيراً من الأفلام التي جسدت شخصية أبي الأنبياء ابراهيم تجاهلت قصة إقامته في مصر مع قومه بعد أن ضرب الجوع أرض كنعان "أرض اليهود" بل ولم يأت ذكر مصر في فيلم "الأنجيل" وهو من أضخم الأفلام التي تعاملت مع قصة النبي ابراهيم إلا بشكل عابر أما الأفلام التي أبرزت تلك العلاقة بشكل رئيسي وجوهري فيأتي في مقدمتها الفيلم التليفزيوني "ابراهيم" الذي شاركت في انتاجه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا وألمانيا واخرجه الأمريكي جوزيف سيرجنت عام .1994
وعلماء المصريات أيضاً
العلماء من كافة أنحاء العالم الذين افتتنوا بالحضارة المصرية ووجهوا جهودهم العلمية في البحث والتنقيب عن كل مصادر المعرفة المادية والعملية عن أصول ومظاهر هذه الحضارة وسماتها. هؤلاء العلماء وإنجازاتهم احتلت اهتماماً كبيراً من قبل صناع السينما الروائية والتسجيلية في الغرب وتحت هذا العنوان "علماء المصريات" يستعرض الكتاب جوهر هذا الاهتمام ودوافعه والصور المتباينة التي جسدوها لهؤلاء العلماء أنفسهم وهي صور وكما يقول المؤلف تبتعد عن الصورة الواقعية وتستبدلها بصور نمطية باعتباره مجرد مغامر يمضي حياته مُنقباً عن المدن المصرية القديمة والقبور الفرعونية الحافلة بالكنوز والمقتنيات التي قد تضفي علي من يمتلكها القوة والخلود أو تدفعه إلي الطلاسم والألغاز وتجلب عليه اللعنات ومن هذه الأفلام التي تناولت شخصية عالم المصريات فيلم "مصر" Egypt "2005" انتاج هيئة الاذاعة البريطانية. وأفلام "وادي الملوك" "1954" و"غزاة تابوت العهد" "1981".
عشق الخلود
يري مؤلف الكتاب أن بحث مصر الدائم عن الخلود كان عنواناً حقيقياً عن عشقها للحياة. وأن هذا العشق نفسه دفع كثيرون إلي التفكير في زيارتها في أخريات حياتهم وأن هذا التفكير بما يحمله من شجون وما ينطوي عليه من فلسفة أصبح موضوعاً لبعض الأفلام الأمريكية المهمة قام ببطولتها نجوم بارزون أمثال مورجان فريمان وجاك نيكلسون "فيلم قائمة الدلو" "2007" وجون فويت "مائدة لخمسة" "1983".
في الفصل المؤثر "ظلال اجتماعية" يكشف المؤلف عن السحر الخاص الذي يشيعه الإحساس الطاغي لكل رموز الخلود المتمثلة في الأهرامات والآثار المصرية القديمة وانعكاس هذا لدي الكتاب والشعراء وصناع الأفلام وعلماء التاريخ والباحثين.. فهذه الخلفية النادرة تشكل محوراً مهماً لكثير من الأفلام الاجتماعية والنفسية والرومانسية التي تم تصويرها في مصر. وهذه الأفلام اعتمدت علي النصوص الأدبية حتي وصلت في السنوات الأخيرة إلي السير الذاتية لعشاق مصر وروادها من الأجانب والعرب.
علي أي حال لن تتسع هذه المساحة المحدودة لعرض واف لهذا العمل البحثي النقدي التحليلي القيم والثري بالمعلومات والصور وأيضاً بقائمة فريدة للمبدعين تضم مائة من المصريين الذين خرجوا من مصر ولعبوا دوراً ملموساً في سينما العالم ولم يحظوا الشهرة والرواج بين أبناء مصر وفي هذا الصدد يقول المؤلف:
إن شهرة النجم السينمائي المصري الكبير عمر الشريف التي جابت الآفاق جعلتنا نغفل أسماءً مصرية أخري حققت في السينما العالمية انجازات لا تقل في تأثيرها عن التمثيل المتصدر دون سواه للواجهة الإعلامية وبجواره يَخبُو كل نجوم الفروع السينمائية الأخري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.