تلقيت من القديرة سهير عبدالقادر نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كل المطبوعات التي تم اصدارها علي هامش فعاليات هذا المهرجان الناجح بكل المقاييس والذي تميزت دورته الحالية بالاعداد الممتاز والتنظيم الجيد في كل مراحله منذ حفل الافتتاح وحتي توزيع جوائزه في اليوم الاخير قبل اسدال الستار عن دورته 43. . وبداية اقول انني توقفت كثيرا امام الكتاب المبهر الذي قدمه الناقد والباحث السينمائي الكبير احمد رأفت بهجت بعنوان »مصر وسينما العالم نحو حياة افضل« ورصد عبر صفحاته في دراسة رائعة كيف استفادت السينما العالمية بحضارة مصر وشكلت علامة بارزة وجانبا كبيرا من افلامها الروائية والتسجيلية بعدة صور مختلفة قد نتفق او نختلف حولها ولكنها تظل دائما حقيقة ثابتة علي ارض الواقع الذي استمدت منه افكارها الفنية. .وفي مقدمة الكتاب يقول المؤلف احمد رأفت بهجت ان ملكة مثل »كليوباترا« كانت صاحبة اكبر عدد من الافلام السينمائية التي تناولت قصة حياة ملك او ملكة في التاريخ القديم والحديث وهي ظاهرة تنفرد بها مصر دون غيرها من دول العالم وقد تجاوز عدد الافلام التي تم انتاجها عن تلك الملكة كليوباترا اكثر من 04 فيلما بجانب افلام اخري كثيرة انتجت عن رموز الحضارة المصرية العريقة مثل خوفو واخناتون ونفرتيتي ورمسيس الثاني وحور محب ونفرتاري وغيرهم من اصحاب العلامات الفارقة في العصر الفرعوني. . ولاشك كما تؤكد تلك الدراسة لاحمد رأفت بهجت الشغف العالمي بمصر وحضارتها وتاريخها الذي سعت الي روافده السينما العالمية لتنهل منه وتصنع من خلاله مادة درامية خصبة لافلامها عبر عدة ازمنة مختلفة حيث جاءت كلها في نهاية الامر بمثابة شهادة علي ملامح كل عصر علي حده. . ومن امتع ما قرأته في هذا الكتاب الشيق الجزء الخاص الذي تحدث فيه المبدع احمد رأفت بهجت عن مشوار مائة فنان مصري اسهموا بابداعهم في شتي مجالات العمل الفني وكانوا سفراء لامتهم في كل موقع تواجد بداخله كل منهم. . انني اهنيء صديقي الناقد المحترم والباحث السينمائي الكبير احمد رأفت بهجت علي الجهد المميز الذي بذله في العمل ليل نهار لاصدار هذا الكتاب الوثائقي المهم عن مصر والسينما العالمية واتمني ان يتاح للقراء في طبعات شعبية ليكون في متناول ايدي الدارسين والهواة من عشاق هذا الفن الساحر. . وعلي الجانب الاخر جاءت سلسلة المطبوعات الاخري التي قدمها مهرجان القاهرة السينمائي علي هامش فعالياته علي مستوي فني عال حيث استمتعت بقراءة كتاب اخر عن التكريمات التي نالها ثلاثة من كبار فنانينا في مجال التمثيل والتصوير وهم صفية العمري وليلي علوي ورمسيس مرزوق وكل منهم صاحب قامة شامخة في مجال عمله وقد نجح الاساتذة النقاد د. ناجي فوزي واشرف غريب ومحمد صلاح الدين في رسم بورتيريه بالكلمات عن هذا الثالوث الرائع فجاءت تلك الكتابات اشبه بلوحة الكنفاه التي تخطف العين بروعة نسيج خيوطها وتشابك وحداتها الزخرفية وتناغم الضوء مع الظل واللون حيث يعكس صدق المشاعر والاحاسيس داخل كل مبدع منهم سواء كان امام او خلف الكاميرا علي مدي مشواره الفني الطويل. وهناك ايضا كتاب ثالث قدمه المهرجان عن المكرمين من مبدعينا في الخارج وهم المصور العالمي فؤاد سعيد الذي نال جائزة الاوسكار في ريعان شبابه عقب اختراعه »للسيني موبيل « وهي عربة مجهزة خصيصا لنقل المعدات لمكان التصوير والمخرج ميلاد بسادة احد فرسان الرعيل الاول في الستينيات الذين لعب دورا كبيرا في نشأة التليفزيون المصري ثم عمل لعدة سنوات علي شاشة التليفزيون الكندي قبل عودته للقاهرة والنجم خالد عبدالله الممثل المصري الاصل البريطاني الجنسية الذي قدم عشرات الاعمال الفنية للسينما العالمية. . والكتاب كتبه ناقدنا الكبير د. وليد سيف بأسلوب رشيق وعبر من خلاله عن رحلة هؤلاء المبدعين في الخارج وكيف نجحوا بالارادة والتحدي في انتزاع احترام كل من اقترب منهم وتعامل معهم. ومن الاشياء التي تحسب لادارة مهرجان القاهرة السينمائي ايضا كتاب »وجوه سينمائية خالدة« الذي كتبه د. احمد شوقي عبدالفتاح عن النجمين الكبيرين الراحلين محمود المليجي وامينة رزق بمناسبة مرور 001 سنة علي مولدهما حيث جاءت هذه الدورة 43 لترسي تقليدا اخلاقيا ومهنيا مهما علي مرآي ومسمع من العالم كله الا وهو احترامنا للاجيال التي حملت مشاعل التنوير في صناعة السينما المصرية وقدمت الاعمال الدرامية الناجحة التي عن طريقها شكلت وجدان الناس وعبرت عن طموحاتهم واحلامهم والآمهم وامالهم بجانب خلق نوع من التواصل بين مختلف الاجيال وغرس قيم الوفاء داخل ابناء الجيل الجديد فمصر لاتنسي ابدا عطاء المبدعين من ابنائها في شتي المجالات.