منذ أيام أعلنت وزارة الثقافة المصرية المرحلة الثانية من دعم الأفلام السينمائية الروائية الطويلة والديجتال للروائى القصير والتسجيلى، وهى الخطوة التى طال انتظارها بعد أن قدمت الوزارة منذ ما يزيد على العامين دعما لخمسة أفلام روائية وعدد من الأفلام الديجتال. الشروق سألت النقاد والمتخصصين عن توصياتهم وملاحظاتهم لخطوة الدعم الثانية.. فى البداية يرى المخرج محمد كامل القليوبى أن الإعلان تأخر كثيرا، ويقول: لابد وأن يكون الدعم سنويا، ولا يتأخر كل هذا التأخير فنحن فى أمس الحاجة لدعم الوزارة، الذى يقدم لنا عددا من الأفلام المهمة والتجربة الأولى نجحت من وجهة نظرى، وكان لابد وأن تستمر سنويا فنحن فى أمس الحاجة لاستمرار دعم السينما الجادة بعيدا عن السينما السائدة. ويضيف القليوبى ردا على انتقاد الوزارة لدعم أسماء معينة: المخرجون الكبار للأسف لا يعملون فى مصر، وهذه أزمة كبيرة، وبالتالى فدعمهم واجب، وهذا يحدث فى كل العالم ففرنسا تدعم مخرجيها الكبار من أجل استمرارهم، وأنا شخصيا مع أن يصل الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين، وهم المخرجون الكبار الذين ترفض السينما السائدة وجودهم، وأتمنى أن تقوم الوزارة بإنتاج كامل لأكثر من عمل ولا تكتفى بالدعم فقط. المخرج والناقد سيد سعيد يتفق مع القليوبى فى نجاح التجربة الأولى لكن لديه بعض التحفظات على الدورة الجديدة، فيقول: أولا الإعلان الذى تم نشره فى الصحف به كثير من الغموض، ولا أعرف سببا لذلك فهم لم يوضحوا إذا كان الدعم سوف يذهب للأفلام الروائية أم الأفلام التسجيلية علاوة على أنهم نشروا الإعلان فى العشرة الأوائل من أبريل وأكدوا أن آخر موعد لتلقى طلبات الدعم هو أول مايو، وهى فترة غير كافية لإعداد مشروع متكامل ينافس على الدعم، وهى فترة جعلت البعض يشك بأن هناك شيئا غير مظبوط فى الموضوع. وبغض النظر عن الإعلان يضيف سعيد: من المؤكد أن تقديم دعم للسينما الجادة والبديلة شىء مهم ومطلوب ولكنى أتمنى أن يخصص جزءا من هذا الدعم للمخرجين الشباب لأنهم مستقبل هذه الصناعة إضافة إلى أنه من الصعب أن نضمن الحياد فى لجان تحكيم المسابقة، التى تقارن بين ما يقدمه الأسماء المعروفة، وما يقدمه الوجوه الجديدة من المخرجين ولذلك أطالب بأن تكون هناك مسابقة للمخرجين الشباب وحدهم إلى جانب مسابقة الاسماء المعروفة، كما أطالب بزيادة الدعم ليكون لعشرة أفلام روائية سنويا وليس خمسة فقط، وهذا هو السبيل الوحيد لتقديم سينما مهمة وبديلة عن السينما السائدة. الناقد أحمد رأفت بهجت يتمنى أن يصل الدعم إلى مستحقيه بالفعل، وله وجهة نظر فى ذلك فيقول: أتمنى أن يصل دعم الوزارة إلى مستحقيه، وهذا لن يحدث إلا إذا كانت هناك لجان تتسم بالحيادية تشرف على منح هذا الدعم، وأن تضم أسماء مختلفة غير الأسماء المعروفة بعيدا عن أى أهواء شخصية أو ميول، ومصر بها أسماء كثيرة يمكن أن تنفذ ذلك فحقيقة عندما أستشعر نوايا وزير الثقافة التى لا أشك مطلقا فيها وحرصه على دعم السينما لابد وأن يكون هناك حرص أكبر على تنفيذ هذه الآلية بمزيد من الحياد، فأنا أعتقد أن أزمة هذه المسائل هى من يوكل لهم التنفيذ وهو ما أتمنى ألا يحدث.