كان محمد فرغلي باشا أكبر تاجر أقطان في مصر.. وكان في وقت من الأوقات رئيسا لبورصة الأقطان في مينا البصل بالإسكندرية وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 قرأ في صحيفة البلاغ انه محمد فرغلي وآخرين سيقدمون للمحاكمة لتهمة التلاعب في بورصة الأقطان بناء علي مذكرة من بعض التجار!! مجلس قيادة الثورة.. قرر أن يذهب الي المحرك الأساسي والأول للثورة البكباشي جمال عبد الناصر وذهب للقائه وأبلغه صلاح الشاهد مدير مكتب جمال عبد الناصر في ذلك الوقت بأن المقابلة لا تستمر أكثر من عشر دقائق لانه في غاية المشغولية ولكن اللقاء استمر ساعتين.. حكي له قصه البورصة والمعاملات الجارية فيها ووسيلته في إدارة اعماله وكيف استطاع ان يتغلب علي منافسة الأجانب واكد له انه من اشد المؤيدين للثورة. وهنا قال له عبد الناصر.. * لماذا تؤيدنا رغم اننا الغينا امتيازات كثيرة كنت تتمتع بها؟ وعليه .. كيف لا أؤيد تغييرا يسعي الي الأفضل فقد كنت اتوقع مثل هذا التغيير بداية من عام 1949 وكان كل الخوف ان تقع السلطة في ايدي الاخوان المسلمين فيعودون بالمجتمع الي الوراء.. هذا ما ذكره محمد فرغلي تاجر الاقطان الشهير في مذكراته "عشت حياتي بين هؤلاء والذي انتهي من كتابته واصداره في شهر ابريل سنة 1982 وفيه ذكر ايضا أن عبد الناصر قال له.. إذا كنت بريئا مما نسب اليك فلماذا تخشي المحاكمة..؟ رد فرغلي باشا: إن محاكمة السياسي تختلف عن محاكمة رجل الأعمال .. فلأول ترفع المحاكمة من اسهمه فسواء أدين أو بريء فسوف يخرج من المحاكمة بطلا اما رجل الأعمال الذي هو أحوج ما يكون الي الثقة والسمعة الطيبة فسواء بريء أو أدين فسوف تبقي الشبهات تحوطه وسيخرج من المحاكمة مثل صينية الزجاج التي خدشت. ويتكرر السيناريو بعد نحو 60 عاما من هذا الحوار كان هناك تخوف من أن تقع السلطة في أيدي الاخوان فيعودون بالمجتمع الي الوراء .. والآن عاد التخوف من جديد .. عندما نكتمل منظومة الحكم كلها في ايدي الأخوان.. تخوف من اصدار قوانين ضد الحريات العامة.. ضد سمات الشعب المصري.. وضد بعض الانشطة مثل السياحة.. وعمل المرأة وغيرها .. وغيرها.. من الانظمة التي قد يري فيها المواطن المصري قيدا عليه.. ولكن ُي جميع الاحوال هو تخوف.. وقد لا يكون هناك مبرر لهذا التخوف.