مهما حاول د. محمد مرسي مرشح الاخوان للرئاسة أن يغسل يديه من الاخوان والمرشد فإن هذا الكلام لا يمكن أن ينطلي علي أحد أو يصدقه حتي طفل صغير. في حواره مع جريدة الأخبار أمس.. أعاد مرسي ما سبق ان قاله بأن المرشد العام والاخوان لن يحكموا مصر وان رئيس الجمهورية هو صاحب القرار. وان مؤسسة الرئاسة لن يدخلها أحد من حزب الحرية والعدالة. وان نواب الرئيس والمستشارين سيكونون من خارج الحزب "وربما" رئيس الوزراء أيضا. وان الاخوان يصلحون أخطاءهم ولا يكابرون ولا يستمرون في الخطأ.. وزاد علي كلامه السابق بأنه لم يلتق بأي أحد من خارج مصر ولا يعرف مدير مخابرات قطر أو غيره. قلت وأكرر ان كلام د. مرسي جميل جدا.. لكن المهم التنفيذ.. ويقيني انه لا يستطيع تنفيذه.. فهو مجرد "فض مجالس" وكلام ليل مدهون بالزبدة تطلع عليه الشمس يسيح!! إذ.. كيف يتبرأ من الاخوان بهذا الشكل وكيف سيوقف المرشد وجماعته وحزبه الذي هو رئيسيه ومرشحه عند حدودهم بهذا الاسلوب وكيف سيمنعهم جماعة وحزبا من دخول مؤسسة الرئاسة وكيف سيحرمهم من مناصب نواب الرئيس والمستشارين "وربما" رئيس الوزراء.. وهو أساسا منهم بل ومرشح عن حزب الحرية والعدالة وان المرشد شخصيا هو من زكاه للترشيح واحله من البيعة له ثم رد عليه مرسي وقتها: سمعا وطاعة وقبل رأسه ويمكن يديه أيضا؟!! كيف يتسق ما يقوله مرسي مع الواقع علي الأرض؟!.. من هو "العاقل" الذي يصدق هذا الكلام؟!! هذه واحدة. الثانية.. قد يكون مرسي صادقا في ان الاخوان لم يرتكبوا جرائم.. الله أعلم.. لكن مسألة انهم يصلحون أخطاءهم ولا يكابرون أو يستمرون في الخطأ.. لا.. وألف لا. الاخوان يا دكتور لا يصلحون أخطاءهم بل يكررونها ويكابرون.. بدليل تعهداتهم الكثيرة جدا والتي يعرفها القاصي والداني ثم التراجع عما تعهدوا به.. وتصل بهم المكابرة إلي عدم الاعتراف بالخطأ ويبررون تراجعهم بأن "الظروف تغيرت" وان هذه الظروف تستوجب ما اتخذوه.. فكيف إذن نطمئن إلي ما يتعهد به مرشحهم؟!! الثالثة.. ربما لم يلتق مرسي شخصيا مع احمد بن ناصر بن جاسم مدير المخابرات العسكرية القطري.. لكن المؤكد ان هذا الرجل زار مصر لمدة 3 أيام دون تنسيق مع أي جهة رسمية وانه وصل بجواز سفر دبلوماسي وانه لم يلتق مع نظيره المصري بل التقي فقط مع عدد من قيادات الاخوان ثم عاد إلي بلاده.. أي انه جاء لمهمة محددة مع الإخوان.. ومرسي واحد منهم.. يا تري ليه؟!! كلامك يا دكتور غير مقنع وغير مطمئن بالمرة.. انه مجرد تعهدات لا تملك الوفاء بها وبالتالي لن تفي بها كعادة كل الاخوان وتطمينات لا نرتاح لها ولن نصدقها. كلامك لن يفتح قلوب المصريين.. ابحث لها عن مفتاح آخر غير هذا الكلام المرسل. حفظ الله مصر وشعبها.