من حقنا أن نسأل كلاً من المرشحين المتنافسين علي الرئاسة الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق وقد أكد كل منهما في برنامجه الانتخابي علي إعادة الأمن والقضاء علي البلطجة كأولوية له عند فوزه بالمنصب.. نسأل كلاً منهما عن الطريقة والكيفية التي يحققان بها هذا الهدف الغالي الذي ينتظره جميع أبناء مصر علي أحر من الجمر؟ نحن نعلم أن الانفلات الأمني عم مصر كلها من أقصاها إلي أقصاها وأن هناك بلطجية محترفين وأصحاب سوابق. وهناك نوعاً آخر أفرزه غياب الأمن فكون عصابات بوجوه غير مألوفة دفعها الفقر والجوع والحرمان من جهة ولم يردعها وازع من ضمير أو دين أو أخلاق من جهة أخري.. وهذه الفئة أخطر كثيراً من فئة المحترفين المعروفين للشرطة ويستطيع رجالها التعرف عليهم وضبطهم. أكثر الحوادث خطورة علي المواطنين هي سرقة السيارات من أصحابها عنوة بعد تهديدهم بالسلاح الآلي بل والاعتداء عليهم وربما وصل الأمر إلي القتل إذا حاول قائد السيارة المقاومة. كذلك كثرت سرقة سيارات الأجرة وقتل سائقيها وسيارات النقل والاستيلاء علي حمولاتها بل وصل الأمر إلي حد الطمع في التوك توك بقتل صاحبه والاستيلاء عليه. وجاء في المرتبة الثانية من هذه الحوادث والانفلات الأمني خطف السيدات والفتيات واغتصابهن وتركهن في حالة أعياء شديد أو ربما قتلهن حتي لا يقمن بالإبلاغ عن المختطفين فتتوصل إليهم الشرطة وتقبض عليهم. ثم تأتي بعد ذلك حوادث خطف الرجال والأطفال وطلب فدية بالملايين للإفراج عنهم.. وأكبر مثل علي ذلك خطف الملحن صلاح الشرنوبي وأحفاد إسماعيل حسب الله وغيرهم. قطع الطرق الزراعية والصحراوية وطرق السكة الحديد وتعطيل القطارات جاء ضمن ظاهرة الاحتجاجات والطلبات الفئوية وغير الفئوية ممن يستحق وممن لا يستحق. وتعطيل المصانع والضرب بمصالح المواطنين عرض الحائط.. كذلك نهب محلات الذهب وقتل أصحابها. أنواع متعددة من الانفلات الأمني لا يمكن عدها أو حصرها.. وأساليب متنوعة ومبتكرة في أعمال البلطجة والسرقة والنهب.. لم تترك شارعاً ولا حارة في مدينة ولا طريقاً رئيسياً أو فرعياً إلا وكان مرتعاً لهؤلاء العابثين بالأمن. إذن والحال هكذا كيف يعيد كل من الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق الأمن إلي مصر في أقصر وأقل وقت كما جاء في البرنامج الانتخابي لكل منهما؟ معروف أن أعداد أفراد الشرطة علي مستوي مصر كلها من ضباط وأمناء وصف ضباط وجنود لا يكفي للسيطرة علي الحالة الأمنية في طول البلاد وعرضها بعد أن سقطت هيبة رجل الأمن من نفوس الناس نتيجة لما حدث في أعقاب ثورة 25 يناير.. فقد تم حرق أقسام الشرطة وحرق سيارات الأمن المركزي. بل إنه مازالت كمائن الشرطة للآن تتعرض للاعتداء بالأسلحة الآلية التي انتشرت بطريقة كاسحة سواء من خلال الاستيلاء علي أسلحة الأقسام أو من خلال التهريب إلي البلاد من الخارج. الإجابة علي هذا السؤال الصعب في اعتقادي لن تخرج عن الاستعانة بمجموعات قتالية من القوات المسلحة المدربة تدريباً عالياً مثل قوات الصاعقة والمظلات وقوات مقاومة الإرهاب والتصدي له. وتسيير طائرات هليكوبتر في دوريات متواصلة لمراقبة الطرق السريعة وغير السريعة وهبوط قوات منها لضرب أي محاولة لقطع الطريق أو تهديد المارة والسيارات. سوف يتم الإعلان عن دفعات جديدة للتجنيد من الشباب وتأهيلهم وتدريبهم في أسرع وقت والدفع بهم إلي وزارة الداخلية لتعزيز قواتها وقدراتها علي مواجهة الخارجين علي القانون. سوف يلجأ رئيس الجمهورية القادم مرسي أو شفيق لاستصدار تشريع عاجل لتغليظ عقوبات البلطجة إلي حد الإعدام.. وتشكيل محاكم خاصة للبت في هذه الجرائم علي وجه السرعة لتحقيق الردع. بدون ذلك لن يستطيع أي مرشح أن يفي بوعده في إعادة الأمن إلي مصر والقضاء علي الانفلات والبلطجة.