اختتمت فرقة المولوية المصرية زيارتها للهند أمس بحفل من نوع خاص أقامته علي مسرح زوربا بمدينة دلهي وهو مسرح تابع لواحد من أشهر مراكز التأمل في الهند يرتاده الفنانون وأساتذة الجامعات والمثقفون لإقامة جلسات التأمل في جو من الهدوء التام وسط مساحة شاسعة من الخضرة وجداول المياه المتدفقة في كل مكان. ورغم النجاح الكبير الذي حققته فرقة المولوية المصرية خلال مشاركتها في مهرجان دلهي الدولي للفنون سواء في حفلاتها بمدينة دلهي أو بمدينة جيبور وملاحقة وسائل الإعلام لها في كل مكان تذهب إليه فقد كان حفل مسرح زوربا هو المحك الحقيقي لقياس مدي تقبل الهنود لهذه الفرقة التي تقدم الفن الصوفي القائم أساساً علي التأمل أي ان الفرقة ذهبت لتبيع المياه في حارة السقايين وتقدم عرضها لهذه النوعية الخاصة جداً من الجمهور. وقد نجحت الفرقة بقيادة الفنان عامر التوني في ان تقلب هذا المركز الهادئ جداً رأساً علي عقب وتأخذ مرتاديه إلي نوع آخر من التأمل القائم علي فلسفة خاصة حتي إن أكفهم اشتعلت بالتصفيق وهم يسمعون الإنشاد الديني وقصائد أقطاب الصوفية علي خلفية الحركة الدائرية لراقصي التنورة علي طه ومحمد أحمد ومحمد نجيب وإيهاب السيد والفرقة الموسيقية المكونة من سالم عطا الله "إيقاع" وعطا الله غمري "نقرزان" وسيد فرغلي "عود" وزين العابدين "قانون" وحسن فايز "كولة". الحفل الذي حرص السفير المصري في دلهي خالد البقلي علي حضوره هو وأسرته استمر ساعة واحدة لكن الأسئلة التي طرحها الصحفيون ومرتادو المركز استمرت أكثر من ساعتين في محاولة للتعرف أكثر علي الأسرار الكامنة وراء هذا التفاعل مع الفن الصوفي الذي يقدمه هؤلاء المسلمون القادمون من مصر إلي شبه القارة الهندية التي تعد واحدة من أهم منابع الفلسفة والفكر والفن الرئيسية في العالم. ولأن ما تحقق كان مفاجئاً بالفعل لمثقفي الهند وفنانيها فقد توالت العروض علي المولوية المصرية للعودة مرة أخري إلي الهند وتم الاتفاق علي مشاركتها في مهرجان "كلكتا" في فبراير القادم وكذلك إقامة ورش عمل مع موسيقيين وفنانين من الهند خلال الشهور القادمة وهو ما يعكس درجة النجاح التي حققتها الفرقة ويعكس أيضاً حسن اختيار فاروق حسني وزير الثقافة وحسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية للفرق المصرية التي تمثل مصر في مهرجانات دولية بشكل يعكس عمق وثراء الثقافة المصرية ويقدمها في أجمل وأنقي صورها.