علي بركة الله.. يبدأ منتخبنا الوطني للكرة المشوار الطويل في تحقيق الحلم الكبير الذي ظل يراودنا منذ عام 90 وحتي الآن.. الحلم المونديالي الذي مازل يتدلل علينا يقترب منا.. ثم فجأة يبتعد ليصيبنا بالإحباط.. ثم نستعيد الأمل شيئاً فشيئا إلي أن تأتي لحظات الحقيقة. اليوم يبدأ منتخبنا أولي مبارياته في تصفيات مونديال البرازيل 2014 عندما يواجه منتخب موزمبيق "الثعابين السامة" في الثامنة مساء علي ستاد برج العرب بالاسكندرية.. والتي ستقام بدون جمهور لدواع أمنية ولرفض الاتحاد الدولي أيضاً حضور جماهير من القوات المسلحة المباراة. مجموعة المنتخب تضم معهما أيضاً زيمبابوي وغينيا واللذين سيلعبان معاً بعد غد حلم المونديال الذي كان قريباً منا البطولة الماضية والتي وصلنا فيها لمباراة فاصلة مع المنتخب الجزائري الشقيق وتولدت علي إثرها أزمة كبيرة بيننا وبين الإخوة في الجزائر زالت شوائبها تماماً الآن لكنها أضاعت أحلامنا بالتواجد بين أكبر 32 منتخباً في العالم في أكبر بطولة للعبة الشعبية الأولي وأجلته أربع سنوات.. يبدأ منتخبنا اليوم أولي خطواته وسط الظروف التي تمر بها الكرة خاصة والرياضة المصرية عامة. ومباراة اليوم تأتي وسط أحداث سياسية ساخنة لأنها تتزامن مع المنافسة الساخنة في الانتخابات علي رئاسة الجمهورية.. وجولة الإعادة التي تقام بعد أسبوعين تقريباً من الآن.. وهي التي شغلت وتشغل بال كل المصريين وغير المصريين والتي جعلت الأنظار تتجه بعيداً عن الكرة بل عن الرياضة كلها تقريباً. ورغم الظروف الصعبة التي مر بها المنتخب خلال فترة الإعداد من منع إقامة مباريات ودية داخل مصر لأسباب أمنية إلا أن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الأمريكي برادلي حاول قدر جهده أن يوفر الإعداد المناسب للفريق بمعسكرات خارجية ومباريات مع منتخبات قد لا تكون هي التي كان يرغب في اللعب معها لكنها أدت الغرض كما أكد أعضاء الجهاز ووصل من خلالها إلي أفضل تشكيل يمكن أن يبدأ به ضربة البداية اليوم. يسعي المنتخب ومعه معاونوه وأيضاً اللاعبون لأن تكون ضربة البداية قوية ترعب منافسيه خاصة أنها أول مباراة رسمية يلعبها المنتخب تحت قيادة منذ أن تولي المهمة وذلك رغم الظروف الصعبة جداً التي مر بها المنتخب واستعداده الذي أجبر عليه. ورغم أن المنتخب يعاني من نقص في صفوفه إما بالاستبعاد مثلما حدث مع شيكابالا وعمرو زكي أو للإصابة أمثال وائل جمعة وأحمد حسن الذي أصيب في أحد التدريبات وستبعده عن الملاعب حوالي عشرة أيام.. كما سيغيب أيضاً آدم العبد "آخر عنقود المنتخب" الذي كان ينتظر الفرصة بفارغ الصبر لكن الظروف الإدارية سوف تبعده أيضاً عن تمثيل المنتخب لحين استخراج جواز سفر مصري. خلال الأيام الماضية ركز برادلي ومعاونه ضياء السيد مع اللاعبين علي الناحية النفسية أكثر من الفنية والبدنية لاسيما مع غياب الجماهير فبعد كل هذه الفترة الطويلة عندما يعود الفريق للعب في مصر يكون بغير جمهور وفي أول مباراة رسمية ومطلوب أن تكون البداية قوية. حرص برادلي في اختياره لتشكيلة المباراة علي المزج بين أصحاب الخبرة والشباب حيث من المنتظر أن يتكون التشكيل الأساسي للفراعنة من عصام الحضري في حراسة المرمي وأمامه مدافعان كل من محمود فتح الله وأحمد حجازي والظهيران الأيمن أحمد فتحي والأيسر محمد عبدالشافي وفي الوسط حسني عبدربه وإبراهيم صلاح وأحمد المحمدي وفي الهجوم محمد ناجي جدو ومحمد أبوتريكة وعماد متعب أو أحمد حسن مكي. يملك الفريق أوراقاً أخري عديدة مثل محمد شوقي وحسام غالي ومحمد النني ومحمد صلاح وعاشور التقي ومحمد زيدان وجميعهم جاهزون للعب عند الحاجة أثناء المباراة وسيلعب المنتخب بخطة الهجوم من أول لمسة حتي يحقق أكبر عدد من الأهداف. يبحث الفراعنة عن بداية قوية وتحقيق فوز كبير يكون دافعاً له في المباريات القادمة ولتكن إنذاراً أيضاً لبقية المنافسين معه في المجموعة زيمبابوي وغينيا وكذلك التخلص من البدايات السيئة التي أهدرت علي الفريق فرصة التأهل في التصفيات الماضية عندما تعادل مع الكونغو بالقاهرة 1/1 في الجولة الأولي بالمرحلة الفاصلة للتصفيات وكان هذا التعادل سبباً في الوصول لمباراة فاصلة مع الجزائر وتبعها الفشل في التأهل إلي مونديال جنوب أفريقيا .2010 أما منتخب موزمبيق فيعلم تماماً أن المباراة لن تكون سهلة. ومع ذلك فإنه سيحاول استغلال الظروف التي مرت بها الكرة المصرية وعدم الاستعداد الجاد للفراعنة بمباريات قوية وطالب مدربهم الألماني إيجلز لاعبيه بضرورة استثمار هذه الفرصة لإيقاف التفوق المصري عليهم. يسعي منتخب موزمبيق للعودة إلي بلاده بنقاط المباراة أو حتي علي الأقل بنقطة التعادل التي قد تفيده في نهاية الجولات والتي إن حصل عليها من بين أنياب الأسد الأفريقي بطل القارة سابقاً يكون لها أثرها في مشوار الفريق. المباراة يديرها طاقم تحكيم من كينيا بقيادة سلفستر كيروا ومعه مروي اوين وإلياس كولويا.. والرابع عثمان موسيس.