الأربعاء والخميس المقبلان.. مصر علي موعد مع حدث تاريخي.. مع أول انتخابات رئاسية حقيقية.. أهم ما يميزها أن لا أحد من الشعب يدرك تماما من الذي سيفوز بمنصب الرئيس.. كما انه لا أحد من المرشحين الثلاثة عشر في بطنه "بطيخة صيفي" وضامن مائة في المائة الفوز مثلما جرت العادة في الانتخابات والاستفتاءات الرئاسية السابقة والتي كانت تصل النسبة فيها أحياناً إلي 99.9%. الانتخابات الرئاسية هذه المرة يمكن القول إن المنافسة فيها محصورة بين 5 مرشحين هم علي التوالي عمرو موسي وعبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي وأحمد شفيق وحمدين صباحي.. مع احترامي وتقديري التام لبقية المرشحين الذين يخوضون هذا السابق بشرف.. وهو أمر لا يقلل من مكاناتهم أبداً.. وهذا الترتيب أو التصنيف ليس تمشياً مع نتائج استطلاعات الرأي فقط بل أيضا حسب شعبية وثقل المرشحين الخمسة في الشارع المصري!! الخمسة الكبار المبشرون برئاسة مصر جري تصنيفهم علي أساس 2 من المرشحين ينتميان للنظام السابق هما أحمد شفيق وعمرو موسي وان كان الأخير يتبرأ من هذا الانتماء معللاً ذلك بأنه كان بعيدا خلال السنوات العشر الأخيرة عن هذا النظام حيث كان يشغل منصباً عربياً فضلاً عن أنه شارك في ثورة 25 يناير وكان من أوائل من نزل من المسئولين السابقين إلي ميدان التحرير.. أما المرشحون الثلاثة الآخرون فاثنان منهم ينتميان لتيار الاسلام السياسي وهما الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين. والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح القيادي السابق بالجماعة والذي تم فصله منها عقاباً علي ترشحه لانتخابات الرئاسة رغما عنها ودون ارادتها.. أما المرشح الأخير فهو الزميل حمدين صباحي أحد قادة التيار الناصري في مصر والذي كان معارضاً لنظامي السادات ومبارك! المفارقة الغريبة والعجيبة في الانتخابات المقبلة أن الذين يشككون في نزاهتها وامكانية تزويرها هم المرشحون الذين ينتمون للتيار الديني الذي اكتسح نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة واشاد بنزاهتها وشفافيتها.. حيث لا يمر يوم إلا ونسمع تهديداً ووعيداً من هذا التيار لو لم يفز أحد من مرشحيه.. فالنتيجة حسب قناعتهم ورغبتهم ستكون مزورة اذا فاز أحمد شفيق أو عمرو موسي.. وستكون نزيهة لو فاز مرسي أو أبو الفتوح.. تلك هي الديمقراطية من وجهة نظرهم.. وهي أقرب إلي النظام الشمولي الذي يريد أن يملك كل السلطات!! التيار الديني يقول انه لن يعترف بالانتخابات اذا فاز موسي أو شفيق.. بل ويهدد بثورة ثانية لو جاءت النتيجة علي هذا النحو.. وهناك فتوي اخوانية تحذر من التصويت لمرشحي الفلول معتبرة التصويت لهم هو الفساد في الأرض.. أما الداعية الاسلامي صفوت حجازي فقد أهدر دم كل من يقترب من صناديق الانتخابات بالتزوير واعتبر دمه أرخص من دم الدجاجة مؤكدا ان اسم رئيس مصر المقبل محفور في اللوح المحفوظ قبل ان تخلق البشر كلها"!!". ما يقلق تيار الاسلام السياسي أنه فقد الكثير من مصداقيته في الشارع المصري نتيجة أدائه السييء في البرلمان الذي يشكل أغلبيته وبات علي قناعة تامة بأن هذا المنصب الرفيع بعيد المنال فحكم علي الانتخابات بالتزوير قبل فتح الباب أمام تصويت الناخبين.. ليبقي السؤال رئيس مصر من يكون؟!