يوم الجمعة ميزه الله سبحانه وتعالي ليكون عبادة وسكينة وعمل وانتاج حيث يقول جل شأنه "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ہ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون". هكذا كان المسلمون الأوائل ينفذون أوامر الله.. أما نحن هذه الأيام فقد اتخذنا من يوم الجمعة مليونيات للتخريب والدمار والقتل وإشعال النيران فبمجرد ما أن تنتهي الصلاة نتجمع ونسعي في الأرض فسادا بحجة المطالبة بحرية التعبير وان التظاهرات مشروعة وغير ذلك من هذه الشعارات التي نطلقها لنضحك بها علي أنفسنا ونوهم العالم بأننا ديمقراطيون وما نقوم به من ثمار ثورة 25 يناير!! نعم.. التظاهرات مشروعة لكن لابد أن تكون سلمية وبعيدة عن التخريب.. ونعم حرية التعبير مطلوبة ومكفولة لكن بلا قتل ولا إشعال لممتلكات الدولة.. أما ما يقوم به البعض من المتشنجين والمتطرفين من أعمال فوضوية فهذا لا يقره شرع ولا قانون ويجب أن يحاكموا سريعا ليكونوا عبرة لأمثالهم ولكل من تسول له نفسه التفكير في القيام بهذه الأعمال التخريبية. للأسف عندما يقترب يوم الجمعة من كل اسبوع يضع غالبية الشعب المصري أياديهم علي قلوبهم ويدعون الله أن يمر هذا اليوم علي خير.. مما يجعلنا نتساءل إلي متي نعيش في رعب من هذا اليوم الذي ميزه الله علي سائر الأيام وجعله عيدا في السماء؟.. ولماذا لم نشاهد محاكمة علنية لهؤلاء المخربين في الأرض والذين يعيثون فسادا فيها كيفما يشاءون؟.. وإلي متي سوف يظل المجلس العسكري يستخدم اسلوب المثالية مع أمثال هؤلاء حتي نهاية الخط.. لاشك انه إذا تم استخدام القوة والتصدي للعابثين سوف يكفون عن جرائمهم والدليل عندما أصدر المجلس قرارا بحظر التجوال في ميدان العباسية دخلت الفئران في جحورها وأصبحنا لم نشاهد أحدا في هذه المنطقة طوال فترة الحظر وعندما تنتهي المدة سوف تعود ريمة لعادتها القديمة ويخرج البلطجية ليشهروا سيوفهم ويعيثون في العباسية والتحرير وغيرها من هذه الميادين فسادا. ليتنا نتعلم الدرس وننظر للمستقبل بواقعية وتفاؤل وهذا لن يتأتي إلا بازدهار الاقتصاد الذي دخل غرفة الإنعاش ويعلم الله وحده متي سيفيق من الغيبوبة التي تسبب فيها بعض الهمجيين الذين لا يعبرون ولو بنسبة 1% عن شعب مصر العظيم. الدولة دخلت منعطفا خطيرا ولم يتبق سوي أيام ويقول الشعب كلمته ويختار رئيسا للجمهورية.. فإما أن نتصدي بكل حزم وشدة لكل بلطجي.. وإما أن نترك البلد فريسة لأعداء الداخل يفعلون فيه كيفما يشاءون طالما عجزت قوات الأمن عن توفير الأمان للمواطنين الشرفاء.