* يسأل أحمد رمضان وخليل عبادي وعلي رضوان من السويس مقابر السويس القديمة في الأربعين اصبحت مأوي للخارجين علي القانون فهل يجوز نقلها لمكان آخر؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين مدير عام مديرية أوقاف السويس: اتفق العلماء علي أن الموضع الذي يدفن المسلم فيه وقف عليه ما بقي شيء منه من لحم أو عظم. فإن بقي شيء منه فالحرمة باقية لجميعه. فإن بلي وصار ترابا جاز الدفن في موضعه وجاز الانتفاع بأرضه في الغرس والزرع والبناء وسائر وجوه الانتفاع به.. قال السادة الحنفية: يحرم إخراج الميت بعد دفنه ونقله إلا إذا كانت الأرض التي دفن فيها مغصوبة. أو أخذت بعد دفنه بشفعة. وقال السادة الشافعية: يحرم نقل الميت بعد دفنه إلا لضرورة. إن الله تعالي جعل حرمة المسلم من أكبر الحرمات. وهذا ما فهمه السلف والخلف. فقد روي ابن حبان والترمذي باسناد حسن أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما نظر يوما إلي الكعبة فقال: "ما أعظمك وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة منك" وحرمة المسلم غير مقيدة بحياته. بل هي باقية في الحياة وبعد الممات. قال الحافظ ابن حجر رحمة الله: إن حرمة المؤمن بعد موته باقية كما كانت في حياته. وفي الحديث "كسر عظم المؤمن ميتا ككسره حياً" أخرجه أبوداود وابن ماجه وصححه ابن حبان.أه. ولاشك ان في نبش القبور ونقل ما فضل من آثار الموتي في الالحاد. انتهاك حرمة أوجب الله تعالي حفظها وصيانتها والدفاع عنها. وعليه فإن التحريم هو الأصل في نبش قبور المسلمين. ولا يعدل عن هذا الاصل إلا لضرورة. ومما ابتلي به المسلمون في بعض البلدان اليوم ان سلطات تنظيم المدن وتخطيط الاحياء كثيرا ما تعمد إلي إزالة مقابر لإقامة حدائق وربما مراحيض عامة. أو بيعها لبعض المستثمرين لإقامة أبراج أو لإقامة نصب تذكارية لبعض الحكام أو الرموز الوطنية أو القومية. أو إقامة ملاهي كما حدث في مقابر الشهداء بالأربعين من إقامة ملاهي مكانها وهذا الفعل شنيع عقلا وعرفا. علاوة علي كونه منكر شرعا. بل هو من الكبائر الموبقة الموجبة لعذاب الله تعالي. لذلك وجب انكار هذا العمل بقدر المستطاع. وحرمت المساهمة فيه بالرأي أو بالمشورة. * يسأل محمد سكر موظف باتحاد الإذاعة والتليفزيون: ما هي العبادة الخالصة لله.. وكيف يكون الإخلاص؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نورالدين من علماء الأزهر الشريف: الإسلام يدعو للعبادة الخالصة لله رب العالمين وقد يبين النفع العام في الحياة والسعي في الأرض والابتغاء من فضل الله واسداء الخير. والكفاح والنضال لعمارة هذا الكون قال تعالي.."يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكرا الله كثيرا لعلكم تفلحون" فالسعي في الأرض عبادة يقول الإمام الشعراني: حينما فضل الصناع علي العباد: "ما اجمل أن يجعل الخياط إبرته سبحته. وان يجعل النجار منشاره سبحته. وليس من التقوي أن تترك الدنيا. إنما التقوي ان نملكها بحذر. فإذا ملكتها فأنت عبدالله فأنت وما في يدك لله وعن عبدالله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم. أي العمل أحب إلي الله. قال: "الصلاة علي وقتها.. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين.. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله فبر الوالدين والجهاد عبادة يثاب عليها فاعلها فليست العبادات قاصرة علي الصوم والصلاة والزكاة والحج. ولكن العبادات كثيرة: فمثلا من العبادات التجارة والسعي علي الرزق وكل عمل مخلص لله سواء من عمل الدنيا وعمل الآخرة. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: التاجر الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة وحسن اولئك رفيقا رواه الطبراني.