نعيش سلسلة من الابتلاءات.. ونحمد المولي عز وجل عليها لأنها امتحانات لنا لتأكيد إيماننا بالخالق وحسن ظننا به ومدي قدرتنا علي التحمل. وهي ابتلاءات متنوعة.. أحياناً تتوالي وأحياناً أخري تتزامن مع بعضها لتزيد الضغوط علينا.. ومع ذلك نصبر ونتحمل.. ونتمني أن تنتهي النهاية الطبيعية. *** بالطبع لا أعني أبداً بهذه الابتلاءات.. الحرب الشرسة لتوفير لقمة العيش. أو الصراع الدائم بين الخير والشر. أو الدسائس التي يحيكها البعض للبعض. أو الإضرار بالناس. أواستخدام الأساليب القذرة للتكسب علي حساب الدين والقيم والأخلاق. أو حوادث السيارات التي حطمنا بها الأرقام القياسية علي مستوي العالم. أو حتي جرائم القتل والسرقة بالإكراه والخطف والاغتصاب التي تجاوزت الخطوط الحمراء واخترقت كافة الأسقف.. ومع أنها جميعاً ابتلاءات فقد تعودنا عليها وتعايشنا معها رغم قرفنا منها حتي أصبحت من نسيج حياتنا وعلامة مميزة لهذه الحياة ندعو الله أن تتغير وتتبدل إلي الأحسن. الابتلاءات التي أعنيها نوع آخر.. مثل كوارث الانهيارات المفاجئة للمنازل والمنشآت وكان آخرها أمس لمصنع ملابس جاهزة من ستة طوابق في حي الجمرك بالإسكندرية وراح ضحيته حتي الآن قتيلان و13 مصاباً.. ومازال هناك آخرون تحت الأنقاض. وسقوط المنازل والمنشآت فجأة ودون سابق إنذار - اللهم احفظنا من شر الغفلة - يخلف وراءه أيتاماً وأرامل وثكلي وخراب بيوت ومشردين لا يجدون مأوي فيفترشون الغبراء ويلتحفون السماء كما يقال.. وتكون الكارثة أفدح إذا حدث الانهيار في ذروة الشتاء وفي جو شديد البرودة وأمطار غزيرة ورياح عنيفة. .. وأعني بهذه الابتلاءات أيضاً غرق عبارة بركابها نتيجة الإهمال في الصيانة والمتابعة والطمع في مزيد من الربح وإلقاء كل فريق بالتهمة علي الآخر لتتوه المسئولية ويضيع دم مئات الضحايا هباءً منثوراً. .. وأعني بهذه الابتلاءات كذلك الهجوم المباغت وغير الطبيعي من أسماك القرش المفترسة علي سياحنا في شرم الشيخ في ذروة الموسم السياحي.. وأياً كانت الأسباب فإنه في النهاية ابتلاء جديد شكلاً ونوعاً. *** بالطبع.. فإن من أكبر الابتلاءات التي نتعرض لها.. وجود تنظيم سري محظور اسمه الإخوان وأحزاب معارضة كرتونية هشة وقوي سياسية غير قانونية بلا حول ولا قوة.. جعجعة تسمعها ولا تري طحناً.. فكل ما تملكه حناجر وصراخ وعويل وندب وتشنجات ولافتات.. وسلالم يتجمع عليها السبابون والشتامون لأي سبب دون أن يعرف أحد لماذا تجمعوا ولماذا يصرخون ولماذا يشتمون.. أهي قلة أدب ووقاحة والسلام؟ إن هؤلاء جميعاً - وبحق - خاصة الإخوان أفسدوا الحياة علي أرض مصر.. فالإخوان يتآمرون علي البلاد لصالح قوي إقليمية ومصالح شخصية. والحركات الأخري بلا وزن ولا قيمة. وأحزاب المعارضة تتناحر من الداخل علي الكراسي والمناصب ولا تملك برنامجاً إصلاحياً واحداً.. والكل ليس له أرضية في الشارع بدليل عزوف الناس عنهم ورفضها لهم سواء في الانتخابات أو في المظاهرات أو في الوقفات الاحتجاجية كما حدث أمس أمام دار القضاء العالي. *** إنه ابتلاء شديد.. ندعو الله أن يعفينا منه.. ولقناعتي باستحالة أن تكون هناك ديمقراطية كاملة بحزب واحد بل بتعددية قوية.. أتمني من كل قلبي أن تكون لدينا أحزاب معارضة لها وجود حقيقي في الشارع وقوي وطنية تحب هذا البلد وتعمل من أجله وفق أجندة محلية وبأساليب نظيفة تعلي من قيمة الوطن وترفع من شأن المواطن. ودعاء من القلب أن "ينظف" البلد من الإخوان المتآمرين الذين يرفعون تارة شعاراً لا يعملون به. وتارة أخري راية فارس. وتارة ثالثة راية الكاوبوي الأمريكي.. مع شريكهم "الأنتيم".. مستر برادعي.