من المستفيد من حالة التصعيد التي تشهدها الساحة السياسية الآن ومن يدفع ثمن صراع القوي والتيارات المختلفة؟! السؤالان طرحا نفسيهما علي عقلي الباطن وأنا أقرأ خبراً عن قيام إسرائيل باستدعاء الآلاف من جنود الاحتياط الذين يخدمون في 22 كتيبة بسبب الأوضاع في مصر وسوريا. الاحتقان في الشارع بلغ مداه.. ولعبة المصالح هي السائدة. وحرب البيانات وسباق الإدانة اشتعل من كل الأطراف دون أن يتحدث أحد أو يعمل باجتهاد مخلص من أجل الصالح العام لتهيئة الأجواء بعيداً عن افتعال الأزمات وتصديرها بدليل الحرائق التي نراها تلتهم ثروات مصر في أكثر من مكان بالمحافظات المختلفة.. وكأننا علي موعد مع حريق أكبر يهدد الوطن بالكامل. المشهد يتحدث عن نفسه مليونية تدعو للتطهير.. تطهير ماذا ولماذا؟! لا ندري.. وقبلها دماء تسيل أنهاراً في منطقة العباسية وفشل حتي الآن في الاتفاق علي تشكيل تأسيسية الدستور رغم اللقاءات المستمرة لتقريب وجهات النظر.. والإصرار علي سحب الثقة من حكومة انتقالية لم يتبق لها أكثر من 45 يوماً وترحل فور انتخاب رئيس مصر. كلها قضايا يبدو أنها مقصودة حتي لا نجدد الثقة في بعضنا البعض. ولنظل دائماً متنافرين. وندور وندور حول أنفسنا في دوامة لا تنتهي ولا تصل بنا وبمصرنا إلي بر الأمان والاستقرار. فهل نسمح بذلك؟! أعتقد أن العقل والمنطق يحبذان أن نصل وبسرعة إلي اتفاقات علي كل هذه القضايا الخلافية لتقوم بوضع الدستور المناسب للمرحلة.. وتشرع في انتخابات الرئاسة التي بدأت ملامحها علي الساحة.. ومازال الكل يسأل: الدستور سيأخذ بأي الأنظمة الرئاسي أم البرلماني أم المختلط. نريد أن نأخذ استراحة محارب من المعارك الطاحنة في الشارع والتهديدات بالرد علي الدم الذي سال من المعتصمين أمام وزارة الدفاع. ودعونا نسأل ما ذنب أبناء العباسية الذين ضاعت أموالهم واحترقت ممتلكاتهم بلا ذنب ولا جريرة في هذه الأحداث سوي أن حظهم العاثر جعلهم يقيمون في المنطقة التي تجاور مبني وزارة الدفاع الذي اعتصم بالقرب منه أبناء أبوإسماعيل وغيرهم من أنصار الائتلافات يهتفون بسقوط حكم العسكر.. ويهددون باقتحام المكان.. وفي المقابل ظهرت قوي أخري يُقال إنهم من البلطجية قاموا بمهاجمة المعتصمين والتحمت المعارك بين الطرفين فضاع في الرجلين أهل المنطقة وطلاب الجامعة وهم لا ناقة لهم ولا جمل كما يقول المثل. الصورة علي هذا النحو وطبيعة الحال مثالية للمتربصين بمصر. الذين لا يريدون لها الاستقرار والاتفاق ويريدون تقسيم الشعب إلي طوائف وتيارات متنازعة لا تتفق وكلما هدأت الأمور نجدها تشتعل فجأة. اشتباكات الأسلحة الآلية وقنابل المولوتوف والخرطوش والنبال لن تحل المشكلة. بل ستزيد الأمور تفاقماً.. وسوف يزيد الرعب والخوف بالشارع من المجهول الذي نتجه إليه بسرعة الصاروخ. ما من مراقب للأحداث إلا ويسأل هل ستتم انتخابات الرئاسة في هذه الأحداث المتفاقمة.. وهل ينجح أبناء مصر المحروسة في جمع شتاتهم للاتجاه نحو الهدف الأعظم والأهم وهو تحقيق أهداف الثورة وتفويت الفرصة علي من ركب الموجة ويتعارك الآن علي تورتة المكاسب. لابد أن نكف جميعاً عن افتعال الأزمات وتصديرها لبعضنا البعض وأن نجتمع سوياً للاتفاق علي برنامج نهضة مصر التي تملك الكثير من الامكانات والطاقات التي لو تم استغلالها بحق فسوف تكون حتماً في مصاف الدول الكبري.. وربما لهذا السبب تتم الحرب من وراء ستار حتي لا ننتبه إلي هذا وحتي لا نتفرغ لاكتشاف مواهبنا أو نعمل بسواعدنا. إنهم يقدرون حجم مصر التي استطاعت في عهد محمد علي أن تقيم نهضة في ربوع البلاد وأن تذهب لتأمين منابع النيل.. بل وتهدد أوروبا في عقر دارها فتم التآمر عليها وتحجيمها.. ومنذ هذا التاريخ وهم متنبهون لبلادنا.. فهل نتنبه لها نحن أيضاً وبنفس القدر ولكن في الاتجاه الصحيح..؟! بصراحة دعونا نسأل ما هو المعني والهدف من الاعتصام في محيط وزارة الدفاع التي نعرف جميعاً أنها منطقة شائكة وحيوية في تأمين العاصمة.. ولماذا لا تتحرك كل القوي السياسية فوراً لنحبط معاً هذا المخطط الشيطاني الخبيث لإسقاط هيبة الدولة من خلال نشر العنف والعنف المضاد علي حساب الاستقرار وبناء مصر الجديدة. وربما لهذا السبب أقول حسناً فعل المجلس العسكري عندما أكد أنه لن يستخدم العنف في مواجهة العنف وأنه بحث تسليم السلطة فور انتخاب الرئيس من الجولة الأولي يوم 24 مايو الحالي.. ويارب نهدأ ونتفق من أجل مصر. لقطات: ** قال اللواء محمود زاهر الخبير الاستراتيجي: هناك من يسعي للزج بمصر في جهنم وباسم الحرية. * كلام معقول: ** وليد حجاج منسق ائتلاف طلاب الشريعة لدعم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل قال: عثرنا مع البلطجية الذين هاجموا المعتصمين بالعباسية علي فوارغ علب ووجبات تخص جهاز القوات المسلحة. * معقول الجيش.. بهذه السذاجة!! ** ارتفع عدد نواب مجلس الشعب الرافضين لسحب الثقة من حكومة الجنزوري إلي 177 نائباً وقال أشرف ثابت وكيل المجلس إنه لا يتوقع استمرار سيناريو المطالبة بإقالة الحكومة خلال جلسة المجلس غداً. * عين العقل. ** رفض عمرو موسي وحمدين صباحي وهشام البسطويسي وأبوالعز الحريري المرشحون لمنصب رئيس الجمهورية إجراء تعديلات علي حكومة الدكتور كمال الجنزوري أو إقالتها قبل إجراء الانتخابات الرئاسية وانتهاء الفترة الانتقالية. * برافو. ** قال د.ياسر البرهامي الرجل الثاني في الدعوة السلفية: أقول لليبراليين.. إذا حصلتم علي أغلبية البرلمان القادم.. ضعوا دستوراً جديداً. * يعني كل فصيل يشتغل بمزاجه يادكتوور. ** خيرت الشاطر القيادي الإخواني قال: التكويش ليس سياستنا.. المكوشون يعرفون أنفسهم. * نفسي أصدق!