من يدفع ثمن دماء المصريين التي سالت في ميدان العباسية؟ ومن سيعوض أهالي الضحايا والمصابين عما فقدوه دون ذنب أو خطيئة ارتكبوها ؟ .. ومن سيدفع ثمن الخراب الذي لحق بالأهالي المسالمين ؟ هل هم المعتصمون من أولاد أبو اسماعيل أو أعضاء القوي الثورية الذين تحولوا فجأة من أعداء للاسلاميين إلي أصدقاء وأصحاب هدف مشترك .. وقرروا الذهاب لوزارة الدفاع والاعتصام بجوارها.. ورفعوا العديد من المطالب المستحيلة التحقيق رغم أنه لم يتبق علي انتخابات الرئاسة سوي 18 يوماً دعونا نستعرض طلبات المعتصمين ، ونناقش مدي علاقتها بالاعتصام بجوار وزارة الدفاع والتهديد باقتحامها في واحدة من أسوأ مراحل الثورة حتي الآن ، حيث يطالب المعتصمون بالغاء المادة 28 ويطالبون بحل لجنة الانتخابات الرئاسية ، وتسليم السلطة فوراً ، والمطلب الأخير رد عليه الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وأكد أن المجلس العسكري سيسلم السلطة بعد 3 أسابيع فقط إذا نجح أحد مرشحي الرئاسة في حسم السباق من الجولة الأولي التي ستجري في 23 مايو المقبل ، أما المادة 28 فلا يمكن تعديلها أو الغاؤها إلا باستفتاء شعبي لأنه تم اقرارها في اول استفتاء شعبي عقب الثورة ، أما حل لجنة الانتخابات الرئاسية فلا هدف له سوي العودة بمصر للمربع صفر ، والدخول في دوامة الفوضي التي تشهدا البلاد حالياً نموذجاً لها في ميدان العباسية ، كلنا مع ممارسة المواطنين لحق الاعتصام والتظاهر والتعبير بحرية عن مواقفهم ، ولكن دون الاساءة للغير ودون تدمير الوطن وكسر قامته وتشويه رموزه والعبث بمقدراته وأمنه وسلامته إن كل من شاهد ما حدث من جنون وزرع للفتنة في ميدان العباسية يدرك مدي الخطر الذي يوشك أن يلحق بمصر والتي يؤكد العقلاء أنها أصبحت علي مشارف حرب أهلية لو لم نتجاوز هذه المرحلة التي يتفنن خلالها عدد كبير منا في تقطيع جسد الوطن 18 يوماً فقط ويتم اجراء الانتخابات الرئاسية .. ويتم بعدها تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب ، هل يتصور أحد أنه لم يتبق سوي اسبوعين علي انتخابات الرئاسة وهناك من يطالب بتسليم السلطة فوراً .. طب لمين ؟ وليه؟ .. !! بالتأكيد هناك شئ ما خطأ .. هناك أصحاب مصالح لايريدون صالح هذا الوطن.. اتقوا الله في مصر .. !!