حسنا فعل اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية بإبلاغ نادي الزمالك مبكراً.. ورسمياً بإقامة مباراته مع فريق الفاسي بطل المغرب الشقيق في بطولة الملايين الأفريقية بالقاهرة بدون جماهير باستاد الكلية الحربية.. وهو قرار صائب وحكيم يعكس بعد نظر الوزير كرجل سياسي مهمته الأولي تأمين المجتمع والحفاظ علي أرواح المواطنين في ظل تلك الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن ويعاني فيها من حالة انفلات أخلاقي قبل الأمني منذ قيام ثورة يناير المجيدة بينما يستعد شعب مصر في تلك المرحلة التاريخية الفاصلة في مصيره ومستقبله للتحول الديمقراطي وبناء دولته الحديثة وأصبحت الآمال معلقة علي انتخاب أول رئيس للجمهورية لإعادة الاستقرار والهدوء للبلاد وتحقيق هذا الحلم الذي انتظرناه طيلة "30 سنة" من الاستبداد والظلم أصبحنا علي بعد خطوات من تحقيقه وأيام معدودة ليري النور ليضع نهاية لحالة الفوضي والصراع علي السلطة بين القيادات والقوي والأحزاب السياسية المختلفة فالكل يريد حقه من التورتة بعد انهيار النظام الفاشل.. الفاسد.. المخلوع ومؤسساته الكرتونية الوهمية التي كشفتها الثورة باستثناء المؤسسة العسكرية وجيش مصر العظيم الباسل.. الذي أثبت علي أرض الواقع أن رجالاته البواسل هم الذين انقذوا الثورة وحموها وانحازوا لشعبها بفضل تماسكها وبحكم تاريخها العظيم الضارب في جذور التاريخ وحضارة مصر العريقة والله عز وجل وحده يعلم ماذا كان يمكن أن يحدث لهذا البلد وشعبه الطيب بسبب حالة الفوضي السياسية والمجتمعية التي تسبب فيها صراع التيارات والأحزاب والقوي السياسية علي الفوز بكعكة مصر لولا جيشها العظيم.. مصير برلمان الثورة أصبح علي كف عفريت رجل برة.. وأخري جوه مهدداً بالحل في أي لحظة لعدم دستوريته.. ورغم أن جموع الشعب علقت عليه آمالا كبيرة في الأخذ بأيديها وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والقضاء علي الفجوة الكبيرة في المرتبات بين من يتقاضون الملايين وبين الغلابة الذين يتقاضون الملاليم.. فوجئنا ببرلمان الثورة يعلق جلساته لأنه يريد إقالة الحكومة التي تاهت هي الأخري بين لتر البنزين وأنبوبة البوتاجاز وفشلت في تحقيق أي انجاز ملموس علي أرض الواقع ليبقي الاقتصاد في حالة تراجع ومحلك سر بعد أن تسبب غياب الأمن في هروب الاستثمارات الأجنبية والسياحة من عام كما قضت الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والمطالب الفئوية وتعطيل عجلة الإنتاج علي البقية الباقية من احتياطي النقد الأجنبي ليصبح الاقتصاد علي وشك الانهيار وفي الوقت نفسه نجد أن أبطال الشرطة يخوضون حرباً شرسة علي معقل الجريمة والخارجين عن القانون وهم في نفس الوقت مطالبون بالتفرغ التام مع رجالات قواتنا المسلحة البواسل لتأمين انتخابات الرئاسة بداية من حملات ومؤتمرات الدعاية الانتخابية لبرامجهم التي دخلت مرحلة الجد وصولا إلي صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس والمثير للدهشة أن الطمع في كعكة السلطة وصل إلي حد المطالبة بإلغاء المادة "28" والتي تنص علي عدم جواز الطعن علي قرارات اللجنة العليا للإشراف علي انتخابات الرئاسة وكأنهم يريدون بهذا المطلب أن يقودوا مصر لمزيد من الفوضي والتخبط وعدم الاستقرار بمعني أنهم يطلبون الخراب لهذا البلد ونسوا أن تلك اللجنة تضم في تشكيلها قمم وفطاحل القضاء في مصر برئاسة المستشار رئيس المحكمة الدستورية والقانون علمنا أن الطعن يكون في المحكمة الأعلي وليس الادني وهم يريدون أن يلقوا بهذا المبدأ القانوني في البحر لأنه يتعارض مع مصالحهم الخاصة رغم أنهم مازالوا يحاولون الاستحواذ علي الدستور واللف والدوران علي الحكم القضائي.. ولا أدري كيف سمحوا لأنفسهم بالتشكيك في نزاهة وعدالة وضمير أعضاء لجنة الاشراف علي انتخابات الرئاسة لأنهم لا ينظرون إلي مصالحهم الخاصة وأطماعهم وأحلامهم في السلطة.. بينما مصر تعيش هذه الحالة من البلبلة والمهاترات والفوضي والتسيب إلي حد الضعف والهوان حتي أصبح الأمل في الله وحده أن ينقذ هذا البلد باستكمال انتخابات الرئاسة من خلال تلك اللجنة العليا التي ستقودها لبر الآمان والاستقرار.. لأنه لا يجوز الطعن علي النتائج التي ستعلنها عند فوز أحد مرشحي الرئاسة رغم أنف الطامعين.. وبينما مصر تعيش تلك الأحداث الفاصلة وتاريخها يخرج علينا سيد عبدالحفيظ مدير الكرة في الأهلي يطالب بحضور الجماهير لمباراة فريقه مع بطل مالي.. وكأنه يعيش في دولة أخري.. لم ير كيف قتلت جماهير الالتراس بعضها البعض بسبب تفشي ظاهرة التعصب والاحتقان والانفلات الأمني حتي سقط "74" شهيداً وعشرات المصابين في مجزرة بورسعيد.. وكأنه نسي أن هناك شروطاً أمنية حددتها النيابة لعودة نشاط الكرة بصورة طبيعية في الموسم القادم.. وكأنه لا يعلم أن إنبي الذي لا يملك متفرجاً واحداً لعب بدون جماهير في استاد الجيش.. يا عم سيد ملعون أبو الكرة المهم مستقبل مصر وأمنها واستقرارها وتذكر أن ريال مدريد وبرشلونة أقوي فريقين في العالم خسرا بقيادة أعظم لاعبيه ميسي ورونالدو وسط جماهيرهم.. ارحمونا بقي من نغمة الجماهير والحجج المسبقة الواهية.